شهدت أسعار الأرز ارتفاعًا منذ بداية شهر ديسمبر الجاري وصلت إلي 30% وفقًا لما أعلنت عنه شعبة الأرز في اتحاد الصناعات المصرية، حيث أوضحت الشعبة أن الزيادة في سعر الطن تراوحت بين 1500 إلي 2500 جنيه، وذلك علي الرغم من أن السعر خلال شهر نوفمبر الماضي شهد استقرارًا وتراجعًا كبيرًا مع انتهاء حصاد محصول الأرز الجديد.
وأوضحت شعبة الأرز أنه لا يوجد أي مشاكل في توفير الأرز بالأسواق، بل أن المحصول متوافر بكميات كبيرة تكفي احتياجات المصريين المحلية وبكميات أكبر، بسبب بدء طرح المحصول الجديد، بالإضافة إلى الكميات الموجودة منذ العام الماضي.
أسعار الأرز ترتفع لهذه الأسباب
وقال رجب شحاتة رئيس شغبة الأرز باتحاد الصناعات، إن ما يحدث الآن من زيادة في الأسعار هو أمر غير مبرر علي الإطلاق، وليس له أسباب معلومة سوى الشائعات التي تم إطلاقها خلال الفترة الماضية حول تراجع الكميات المعروضة بالأسواق وهو أمر غير حقيقي تمامًا، وأوضح أن كل التوقعات كانت تشير إلي استمرار الاستقرار في الأسعار حتى قدوم شهر رمضان المبارك وهو الوقت الأكثر استهلاكًا للأرز علي مدار العام.
اقرأ أيضًا: بدء تقييم «أرز تيماسيك» السنغافوري تمهيدًا لزراعته في مصر
وأضاف أن ما يحدث الآن هو قيام أعداد كبيرة من المحال التجارية والسلاسل الكبرى بتخزين كميات كبيرة للغاية من المحصول استعدادًا لشهر رمضان المقبل، وهو ما قد يؤدي إلى تراجع الكميات الموجودة بالأسواق، مؤكدًا أن ذلك لو لم يحدث لما شهدت الأسعار أي زيادة، بل علي العكس كان يمكن أن نشهد مزيدا من التراجع.
وأوضح أن حجم إنتاج مصر من الأرز الشعير يصل لنحو 6.5 مليون طن سنويًا، وهو ما ينتج نحو 4 ملايين طن أبيض، كما أن حجم الاستهلاك المحلي من الأرز يتراوح ما بين 3.5 إلى 3.6 مليون طن سنويًا.
المساحات المزروعة بالمحصول في مصر
من جانبها أكد مصدر في وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، أن المساحة المزروعة بالأرز في الموسم الحالي بلغت 1.6 مليون فدان، وبذلك تجاوزت المساحة التي حددتها قبل ذلك اللجنة العليا بين وزارتي الزراعة والري والتي كانت 1.1 مليون فدان في 9 محافظات هي الإسكندرية، البحيرة، الغربية، كفر الشيخ، الدقهلية، دمياط، الشرقية، الإسماعيلية، وبورسعيد، وهو ما ينفي أي تراجع في المساحات المزروعة بالمحصول.
اقرأ أيضًا: الزراعة: مصر الأولى عالميًا في محصولية الفدان من القمح والأرز وقصب السكر
من جانبه أوضح د. مجاهد عمار وكيل معهد بحوث المحاصيل الحقلية بوزارة الزراعة، أن مصر يمكنها تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحصول حال زراعة 1.3 مليون فدان أرز، وأشار إلى أنه خلال العام الماضي تم إنتاج ما يقارب 6 ملايين طن وهو أكثر من الاحتياجات الخاصة بالسوق المحلية، إذ يصل إجمالي ما نستهلكه سنويًا إلى ما يقرب من 5 ملايين طن من الأرز الشعير.
التخزين أكبر المشكلات
وأشار “عمار” إلي أن مشكلة الأرز ليست مشكة إنتاج لكن تداول وتخزين وبعض الممارسات الاحتكارية من قبل بعض التجار وبعض المزارعين، ما يتسبب في حدوث أزمة دون أن يكون لها أسباب تتعلق بالزراعة والإنتاج.
اقرأ أيضًا: الأرز المحرم.. لماذا تمنع مصر زراعة وبيع وتجارة الأرز الأسود؟
وأكد نجاح الوزارة ممثلة في مركز البحوث الزراعية خلال العام الماضي 2023 في تسجيل أربعة أصناف جديدة وجميعها تتحمل الإجهادات البيئية والحيوية وذات مرونة عالية في مواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية، فضلاً عن إنتاجيتها العالية وجودة حبوبها، ومن بين هذه الأصناف جيزة 183 وسخا سوبر 301 و302 و303.
تشديد الرقابة على الأسواق
من جانبه قال حسين عبدالرحمن الخبير الزراعي ونقيب عام الفلاحين، إن ارتفاع أسعار الأرز حاليًا غير مبرر، لافتًا إلي أن أزمة الأرز الحالية أزمة وهمية يصنعها المحتكرون وحلها في تشديد الرقابة وزيادة الحملات التي تستهدف القضاء علي ظاهرة استغلال واحتكار سلعة الأرز.
وأضاف أن المساحة التي زرعت بالأرز هذا الموسم أكثر من مليون ونصف المليون فدان وأن إنتاجها يصل إلي 5 ملايين طن أرز شعير، وهو ما يكفي احتياجاتنا المحلية ويفيض حيث لا يزيد استهلاكنا من الأرز عن 3.5 مليون طن أرز أبيض.
وأكد أن إنتاج مصر من الأرز هذا الموسم يزيد عن الحاجة المحلية، وأن نشر أخبار عن حجب المزارعين أو التجار للأرز هي أخبار كاذبة لا تمثل الواقع، لافتًا إلى أن مساحات زراعة الأرز هذا الموسم تزيد عن المليون ونصف المليون فدان.
تعليقات