متحدثًا باسم رئيسه الجولاني.. محافظ دمشق: سوريا تسعى لعلاقات ودية مع إسرائيل

متحدثًا باسم رئيسه الجولاني.. محافظ دمشق: سوريا تسعى لعلاقات ودية مع إسرائيل

القاهرة (خاص عن مصر)- أشارت الحكومة السورية الجديدة، بقيادة أحمد الشرع، أبو محمد الجولاني، إلى تحول جذري في نهجها تجاه إسرائيل، مؤكدة على السلام والتعايش.

وأكد محافظ دمشق ماهر مروان، في حديثه إلى شبكة أن بي أر الأمريكية، نيابة عن القيادة، على نية الإدارة تعزيز “العلاقات الودية” مع إسرائيل وسط التعقيدات الإقليمية المستمرة.

تعزيز علاقات دمشق الودية مع إسرائيل

في مقابلة حصرية مع أن بي أر، عبر محافظ دمشق ماهر مروان عن رؤية للسلام، رافضًا المواقف العدائية، وقال: “ليس لدينا أي خوف تجاه إسرائيل، ومشكلتنا ليست مع إسرائيل”.

وأكد مروان، ممثلاً لإدارة الرئيس الشرع، أن الحكومة الجديدة لا تنوي تعريض أمن إسرائيل أو أي دولة أخرى للخطر.

تعكس هذه النبرة التصالحية محورًا استراتيجيًا في سياسة سوريا، بهدف طمأنة الجهات الفاعلة الإقليمية والمجتمع الدولي.

وتتوافق تعليقات مروان مع تصريحات سابقة للشرع، الذي سلط الضوء باستمرار على الحاجة إلى الاستقرار والتعايش في المنطقة.

سياق العلاقات الإسرائيلية السورية

تتمثل الخلفية وراء هذه التطورات في فترة من الاضطرابات الكبيرة في سوريا، فقد ترك سقوط نظام بشار الأسد بعد خمسة عقود من الحكم الاستبدادي وهجوم سريع للمتمردين البلاد في مرحلة انتقالية دقيقة.

وشنت إسرائيل، التي تخشى التهديدات الأمنية المحتملة، ضربات استباقية استهدفت منشآت عسكرية سورية لمنع الأصول الاستراتيجية من الوقوع في أيدي معادية.

كما استولت إسرائيل على أجزاء من المنطقة العازلة التي تراقبها الأمم المتحدة في مرتفعات الجولان، مستشهدة بمخاوف أمنية.

أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على نهج إسرائيل الحذر، محذرًا من أي تهديدات صادرة عن النظام الجديد، وأكد أنه في حين ترغب إسرائيل في “علاقات صحيحة” مع الحكومة الجديدة، فإن أي تحالف مع القوات المدعومة من إيران أو حزب الله من شأنه أن يستفز رد فعل قوي.

اقرأ أيضا.. حرب بلا قواعد أخلاقية.. إسرائيل تسمح لصغار ضباطها بقتل 20 مدنيًا في كل غارة

التحديات والفرص من أجل السلام

أقر المحافظ مروان بمخاوف إسرائيل، ووصف أفعالها الأولية بأنها رد فعل “طبيعي” لعدم اليقين، ولكن الأسد أكد أهمية تجاوز السياسات التي تحركها مشاعر الخوف.

قال: “هناك شعب يريد التعايش. إنهم يريدون السلام، إنهم لا يريدون النزاعات”، داعياً الولايات المتحدة إلى التوسط وتعزيز العلاقات المحسنة بين سوريا وإسرائيل.

ويعكس هذا الشعور التزام الشرع باحترام اتفاق فك الارتباط لعام 1974، وفي حديثه إلى وسائل الإعلام الدولية، أكد الزعيم السوري أن حكومته لن تسمح لسوريا بأن تصبح منصة لإطلاق الهجمات، مؤكداً على الحاجة إلى الاستقرار وإعادة بناء الاقتصاد.

التوترات التاريخية وآفاق فصل جديد

منذ استقلال إسرائيل في عام 1948، كانت الدولتان عالقتين في حالة دائمة من العداء، حيث شاركت سوريا في حروب متعددة ضد جارتها، وما تزال مرتفعات الجولان، التي احتلتها إسرائيل في عام 1967، قضية مثيرة للجدال، مما يعقد احتمالات الاعتراف الدبلوماسي الرسمي.

ومع ذلك، فإن التغيير الأخير للنظام في سوريا يقدم فرصة غير مسبوقة لإعادة ضبط العلاقات. لقد أعربت إدارة الشرع عن استعدادها للمشاركة في الحوار، مما يشير إلى الابتعاد عن السياسات السابقة التي أدت إلى استمرار الصراع.

التداعيات الإقليمية

إن التطبيع المحتمل للعلاقات الإسرائيلية السورية قد يعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط. ومع ذلك، فإن الطبيعة الهشة للانتقال السوري تثير المخاوف بشأن فراغ السلطة وعودة ظهور الجماعات المتطرفة.

إن الاستقرار في سوريا أمر بالغ الأهمية ليس فقط للسلام الإقليمي ولكن أيضًا لمعالجة التحديات الأمنية الأوسع نطاقًا.

يؤكد الخبراء أن الدعم الدولي، وخاصة من الولايات المتحدة، سيكون محوريًا في تيسير الحوار وضمان عدم تقويض هذه الفرصة التاريخية بسبب الضغوط الخارجية أو عدم الاستقرار الداخلي.

إن تصريحات المحافظ ماهر مروان والرئيس أحمد الشرع تشير إلى تحول عميق في السياسة الخارجية السورية، من خلال إعطاء الأولوية للسلام والتعايش مع إسرائيل، يهدف النظام الجديد إلى التعامل مع انتقال معقد مع معالجة التوترات الطويلة الأمد.

خريج كلية الإعلام جامعة القاهرة عام 2010، متخصص في الصحافة الثقافية والاجتماعية، شغوف برصد القصص الملهمة وتسليط الضوء على نجاحات الأفراد والمجتمعات.