وجّهت جمعيات متخصصة في الأمازيغية بالمغرب والخارج رسالة بمثابة “عريضة” إلى فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بهدف “تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية في أنشطة الجامعة وكتابة واجهات الملاعب والمنشآت الرياضية بهذه اللغة الدستورية”، في سياق قرب “تنظيم كأس إفريقيا للأمم التي تستعد بلادُنا لاحتضانها أواخر السنة الجارية”.
وأشارت العريضة، التي وقعتها أزيد من 50 من الجمعيات، إلى سياق استعداد بلادنا كذلك “لاحتضان الحدث الرياضي الأهم والأكبر، وهو كأس العالم 2030″، لتلفت الانتباه إلى ما سمته “بعض أوجه التقصير” التي لوحظت في تنظيم اللقاءات الكروية، والمتمثلة في غياب استعمال “تمازيغت” في عدد من الأنشطة الرياضية التي تشرف عليها الجامعة.
وبدأت المراسلة، التي تتوفر جريدة هسبريس الإلكترونية على نسخة منها، بـ”الشعار الرسمي وأقمصة المنتخبات، وصولا إلى التغييب الكامل للأمازيغية في واجهات الملاعب سواء القديمة او الجديدة التي تم تشييدها أو إعادة بنائها في عدد من المدن المغربية”.
وتابع المستند: “لا شك في أنه لا اختلاف في كون اللغة الأمازيغية لغة رسمية للدولة المغربية، كما ينص على ذلك دستور البلاد منذ يوليوز 2011″، موردا أن “هذه المكانة تبوأت بفضل العمل المتواصل لمختلف فعاليات وجمعيات الحركة الأمازيغية”، علاوة على جهود الملك محمد السادس، وسياسته التي “كانت في طليعة المبادرات الرامية إلى النهوض بالأمازيغية، سواء على الصعيد الوطني أو المغاربي”، مفيدة أن “هذه العناية الملكية بالهوية واللغة الأمازيغيتين تجلت في مختلف الخطب الملكية التي ألقاها في محطات عديدة”.
وأكدت الوثيقة عينها أن “ترسيم اللغة الأمازيغية تلاه إقرار القانون التنظيمي المتعلق بتفعيل طابعها الرسمي، الذي صادق عليه البرلمان المغربي وصدر بالجريدة الرسمية بتاريخ فاتح أكتوبر 2019″، مشيرة إلى أن هذا القانون ينص في مادته الثانية على أن الدولة “تعمل بجميع الوسائل المتاحة على تعزيز التواصل باللغة الأمازيغية وتنمية استعمالها في مختلف مجالات الحياة العامة ذات الأولوية، باعتبارها لغة رسمية للدولة ورصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء”. كما تنص المادة 27 منه على “استعمال اللغة الأمازيغية، إلى جانب اللغة العربية، في اللوحات وعلامات التشوير المثبتة على الواجهات وداخل مقرات الإدارات والمرافق العمومية والمؤسسات والمنشآت العمومية والمجالس والهيئات الدستورية والمنتخبة، وفي الطرق والمحطات الطرقية والمطارات والموانئ والفضاءات العمومية”؛ فيما تنص المادة 28 على أنه “تُكتب باللغة الأمازيغية، إلى جانب اللغة العربية، العلامات الخاصة بمختلف وسائل النقل التي تقدم خدمات عمومية أو التابعة لمصالح عمومية”.
وزادت الجمعيات الموقعة شارحة: “ونظرا إلى أن أقمصة اللاعبين في المنتخب الوطني للذكور والإناث، ومختلف الفرق المغربية المتنافسة في البطولة الوطنية، تُعد من رموز الدولة ومؤسساتها، وكذلك الحافلات والوسائل اللوجستيكية التابعة للجامعة، فإنه يتعين العمل على تفعيل مقتضيات هذا القانون داخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لما عُرف عنكم من تبصر واحترام للقانون، وما تلعبه الجامعة من دور طلائعي في تمثيل المغرب والتعريف به في الأوساط الرياضية الإقليمية والدولية”.
كما أكدت الديناميات الأمازيغية على “أهمية كتابة واجهات الملاعب والمنشآت الرياضية سواء القديمة او الجديدة باللغة الأمازيغية إلى جانب اللغة العربية، باعتبارهما لغتين رسميتين للدولة، احتراما للدستور والقانون التنظيمي”، لافتة الانتباه أيضا إلى “ضرورة إشراك الصحافيين والمعلقين الرياضيين الناطقين بالأمازيغية في مختلف التظاهرات الرياضية الوطنية والدولية، تطبيقا لمقتضيات القانون التنظيمي الذي ينص على استعمال اللغتين الرسميتين في وسائل الإعلام الوطنية، خصوصا أن عددا من اللاعبين والأطقم التقنية يتحدثون الأمازيغية كلغتهم الأم”.
وطلبت هذه الجمعيات في المراسلة ذاتها “عقد لقاء قريب” مع لقجع، “من أجل “مناقشة تصوراتها ومقترحاتها المتعلقة بتفعيل الطابع الرسمي لهذه اللغة. كما عبرت في الوقت ذاته عن “بالغ الفخر والاعتزاز بالتتويج التاريخي الذي حققه المنتخب الوطني لأقل من عشرين سنة في كأس العالم التي احتضنتها دولة الشيلي، بعد معانقته المجد العالمي وتربعه على عرش الكرة العالمية في هذه الفئة”.
وذكرت الفعاليات الجمعوية أن “هذا الإنجاز يعد محطة مشرقة في مسار كرة القدم الوطنية، ودليلا واضحا على نجاح السياسة الكروية المغربية التي أرساها الملك محمد السادس، والقائمة على التخطيط والتكوين والاستثمار في الطاقات الشابة، في إطار مشروع رياضي وطني متكامل أثمر هذا التتويج المستحق الذي أثلج صدور المغاربة داخل الوطن وخارجه”.
ووقعت على هذه العريضة 50 جمعية متمثلة في منظمة التجمع العالمي الأمازيغي ببروكسيل – بلجيكا، وجمعية حوار ببروكسيل – بلجيكا، ومؤسسة دافيد منتكومري هارد للدراسات الأمازيغية بإسبانيا، وجمعية النساء الأمازيغية للثقافة والتطور “تامطوط” برشلونة – إسبانيا، وجمعية الروساس للثقافة الأمازيغية بخيرونة – إسبانيا، ومنظمة نيتوورك لأمازيغ أمريكا ببوسطن – الولايات المتحدة الأمريكية، واتحاد الجمعيات الأمازيغية بألمانيا – دوسلدورف، وجمعية تيويزي 59 بليل – فرنسا، وجمعية أدرار – هولندا، وجمعية أمازيغ صنهاجة الريف بتركيست – الحسيمة.
كما شملت التوقيعات جمعية منتدى الحركة النسائية المغربية الصحراوية بالعيون، وكونفدرالية الجمعيات الأمازيغية بالجنوب المغربي (تامونت ن يفوس)، وكونفدرالية الجمعيات الثقافية الأمازيغية بشمال المغرب، والعصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان بالمغرب، والشبكة الوطنية لدعم الحكم الذاتي بالصحراء المغربية، وجمعية تامونت للتنمية والتعاون أيت باها، وجمعية تيليلي ودرار اشتوكة أيت باها، وجمعية اليد في اليد أفوس كوفوس بخنيفرة، وجمعية أيادينا إفاستخ بخنيفرة، وجمعية أزمزا تارودانت.
وتضمنت اللائحة كذلك جمعية أما زالن تارودانت، وجمعية أمود للثقافة والبيئة بالدار البيضاء، وجمعية أدرار جماعة تمحضيت – إفران، وجمعية أمغار للثقافة والتنمية بخنيفرة، والجمعية الوطنية للتربية والتخييم والتنمية فرع الخميسات، وجمعية المرأة القبلية للتنمية والتضامن، وجمعية التسامح والتعايش للتنمية والثقافة بأسا، وجمعية أجدير لتعليم اللغة الأمازيغية ونشر ثقافتها وتراثها بالقنيطرة، والجمعية الوطنية لحقوق الإنسان والحريات العامة مشروع الحدودي بمليلية، والمركز الديني الثقافي الاجتماعي والرياضي بازغنغان – الناظور.
وشارك في التوقيع أيضا جمعية إبردان كرسيف، وجمعية أزافروم أكادير، وجمعية شياب حي أولاد اعمر إيحيى وبيبيرو بازغنغان، وجمعية الربيع للعمل التنموي بالناظور، وجمعية تيزي وسلي للتنمية البشرية بتازة، وجمعية إسوراف ناريف بتازة، وجمعية مدرسات ومدرسي اللغة الأمازيغية لجهة فاس – مكناس، ومنتدى توبقال للثقافة الأمازيغية وحقوق الإنسان، وجمعية الاستقبال والاستمتاع والتوجيه بالحسيمة، وشبكة الجمعيات التنموية بإقليم الحسيمة.
كما تضمنت العريضة جمعية سرحان للثقافة والبيئة گيگو – بولمان، وجمعية ثاومات للثقافة والتنمية بأزلاف – الدريوش، وجبهة العمل السياسي الأمازيغي، وجمعية أناروز للثقافة والتنمية أيت أورير، وجمعية إمال الدشيرة، وجمعية الحاج حماد ابن الشيخ أوكدورت للثقافة والتنمية الاجتماعية، والمرصد الأمازيغي للحقوق والحريات، وجمعية بصائر كلميم، ورابطة الشباب من أجل التنمية والتضامن بالناظور، وجمعية بصائر ببيوزكارن.


















0 تعليق