الأبحاث الأثرية بالصويرة .. مائدة مستديرة تناقش الحصيلة وتخطط للمستقبل - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مائدة مستديرة دولية تقدم حصيلة 20 سنة من الأبحاث الأثرية في مواقع أركيولوجية بمحيط مدينة الصويرة، بمشاركة الفريق العلمي المكون من باحثين وطلبة بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط، وجامعة أريزونا الأمريكية، وجامعة إيكس مارسيليا بفرنسا.

وتنظم المائدة المستديرة “بتعاون مع المديرية الإقليمية لقطاع الثقافة بالصويرة، وجمعية الصويرة موكادور، وشركة التنمية المحلية (ثقافة، فنون وتراث) بالصويرة”؛ من أجل مناقشة “آخر النتائج التي تُوُصّل إليها بموقعي بيزمون وجرف الحمام بالصويرة ومجموعة من التحريات الأركيولوجية”.

وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية قال عبد الجليل بوزوكار، عالم آثار مشرف على الأبحاث في الصويرة، إن هذه المائدة المستديرة الدولية “تُناقش أبحاثَ برنامج بدأ منذ 20 سنة، وانطلق بمشروع إعداد خريطة أثرية للصويرة وناحيتها، حيث تم التعرف على عدد من المواقع يفوق الثلاثين، واليوم وفق التحريات وصلنا إلى أن العدد يفوق ثلاثمائة موقع”.

وأضاف بوزوكار: “مع وضع الخريطة الأثرية بمعايير محدّدة، ورَوَاسِم معينة، كان علينا أن نختار موقعا للحفريات، وهو ما حدث مع موقعين، الأول في جبل الحبيب، وهو مغارة بيزمون، والثاني مغارة جرف الحمام بجبل كراتي في منطقة الصويرة. ثم انطلقت الحفريات بشكل مسترسل بمغارة بيزمون، منذ سنة 2014، وقبلها تمّت استبارات للتعرف على المؤهلات الأركيولوجية للموقع، وحين تبينت لنا أهيمته اضططرنا لوقف الاستبارات للبحث عن التمويل والشركاء”.

وزاد المتحدث ذاته: “انطلاقا من سنة 2014 هذا ما حدث، إذ انطلقنا مع جامعتي أريزونا وإكس مارسيليا وباحثين مغاربة آخرين بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، ومجموعة من الطلبة الذين بدؤوا يهيئون معنا الإجازة والماستر، والآن يهيئون الدكتوراه”.

واليوم، وفق بوزوكار، “من الناحية الأكاديمية ما بين بيزمون وجرف الحمام تُعدّ 10 أطاريح دكتوراه، نوقشت منها ثلاث، وتبقّت 7 في طور متقدم، أو بدأت للتوّ، وهذا أكاديميا ربح لنا، وهو ما نشجعه: تكوين بالبحث لطلبة يرون عمل الأبحاث ويشتغلون على أطاريحهم عن المواقع”.

وواصل عالم الآثار: “من الناحية العلمية هذا البرنامج مقارنة مع برامج أخرى ليس قديما جدا، لكن المهم فيه هو نوعية النتائج، وأبرزها العثور على أقدم حلي بالعالم بمغارة بيزمون، ثم عندنا أيضا أقدم استعمال واستغلال لشجر الأركان في الفترة نفسها، ومجموعة من عظام الحيوانات التي انقرضت، والمهم فيها أن الصويرة توجد وسط غرب المغرب، لكن آثار الحيوانات يغلب عليها طابع جنوب الصحراء الإفريقية، ما يعني أن الصحراء الكبرى لم تكن عائقا للهجرات البشرية ولا الهجرات الحيوانية”.

“من بين هذه الحيوانات نوع من الأيل كان آخر وجود له في 4000 سنة قبل الميلاد، ووُجد في مغارة بيزمون، وهو يعيش في المناطق التي فيها نقط ماء كثيرة. وبقي آثار هذه النقط غير بعيد عن مصب وادي القصب الذي يصب في المحيط الأطلسي؛ ما يعني استقرار إنسان بيزمون، وتحركه في اتجاه البحر، لاستغلال موارد وجلب لقى من بينها حلي من صدفيات بحرية، إضافة إلى صخور حجر الصوان، الذي كان مهما للمجموعات البشرية، واستعملته في صناعة الأدوات الحجرية”، يورد المتحدث ذاته.

وأكّد الأركيولوجي نفسه وجود اكتشافات أخرى “تنتظر التمحيص والتدقيق، والنشر العلمي”، وأردف: “هذه المائدة المستديرة الدولية مناسبة لنقدم آخر النتائج التي توصلنا إليها في منطقة الصويرة، خاصة في ما قبل التاريخ، وهي أيضا مناسبة لنا للاستماع للجيل الجديد من الباحثين في شخص طلبة سلك الدكتوراه الذين سيقدمون لنا نتائج أبحاثهم، وتقاسمها مع العموم”.

تجدر الإشارة إلى أن هذا البرنامج العلمي الذي ينقّب نواحي مدينة الصويرة أثمر اكتشافات من بينها، وفق عالم الآثار عبد الجليل بوزوكار، “أقدم حلي في العالم عمرها ما بين 142 ألف سنة و150 ألف سنة، وأقدم استغلال لشجر الأركان في العالم (…)، ووجود أيل (Megaceroides) بشمال إفريقيا الذي يؤرخ بحوالي 4 آلاف سنة (…)، وتنوع كبير في رؤوس الرماح التي يعود تاريخها إلى ما بين 150 ألف سنة و60 ألف سنة، ومجموعة هائلة من عظام القوارض بجرف الحمام أفضت إلى التعرف على البيئات القديمة والمناخ القديم لمغارة بيزمون”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق