مثلت الندوة التي نظمها “مختبر تكامل المناهج في تحليل الخطاب بكلية اللغة العربية بمراكش”، احتفاء بالروائي والشاعر والإعلامي ياسين عدنان، شهادة حية على الإثراء الذي يمكن أن تقدمه هذه النوعية من الفعاليات الثقافية.
وتميزت الندوة بمداخلات ثرية سلطت الضوء على الجوانب المختلفة من تجربة عدنان الأدبية والإعلامية والشخصية، ما يعكس عمق تأثيره في المشهد الثقافي المغربي والعربي.
وتميز هذا الحدث بحضور نخبة من الباحثين والشخصيات الثقافية والإعلامية التي سلطت الضوء على مسيرة المحتفى به الإبداعية والإعلامية، ومنهم عادل عبد اللطيف، عضو المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري، الذي قدم شهادة تناولت التجربة الجمعوية والشخصية لياسين عدنان، مركزة على “مسيرته النضالية ضمن منظمة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ودوره الجمعوي بدور الشباب”، كما أبرزت “شغفه بالقراءة منذ شبابه، حيث كان يوازن بين حياته اليومية ومشاركته في الأنشطة الثقافية، ما كان له تأثير على مسيرته الإبداعية”.
وألقت مداخلة عبد الصمد بن الشريف، الأديب ومدير قناة الثقافية، الضوء على إسهام عدنان الإعلامي من خلال برنامجه الثقافي “مشارف”، “الذي مثل نقلة نوعية في الإعلام المغربي”، مبرزا “قدرة عدنان على الجمع بين الثقافة والإعلام، وتوظيفهما لتعزيز الحوار الأدبي والفكري؛ وتأثير تجربته الإعلامية في هذا البرنامج الذي استضاف أبرز الشخصيات الأدبية والعلمية”، كما أكد على “أهمية التحضير المعرفي متعدد المصادر الذي جعله يتميز في عمله داخل القناة الأولى المغربية”.
وتناولت شهادة قدمها الكاتب والروائي السوري نبيل سليمان، عن بعد من دمشق، “البعد الإبداعي في تجربة عدنان”، حيث تحدث عن “قدرة عدنان على تدوين تجاربه بحس إبداعي عميق، وبأسلوب سلس، مع قدرته على تسليط الضوء على الهوامش الثقافية، وعلاقاته الأدبية الممتدة مع شخصيات من العالم العربي”.
وخلال كلمته أكد ياسين عدنان على قيمة النقد في تطوير الكتابة الأدبية، وتحدث عن تجربته في قصيدة النثر، وكيف ساهمت خلفيته الثقافية الأنجلوسكسونية في تشكيل أسلوبه الإبداعي؛ كما أشار إلى أن أعماله الأدبية، سواء النثرية أو الشعرية، هي بمثابة اقتراحات مستمرة في التعلم والتطور، وعبر عن تأثير تعيينه في ورزازات على تحولاته الإبداعية واعتماده على كتابة قصيدة النثر بأسلوب متوازن.
وتتجلى أهمية هذا الحدث في تسليط الضوء على الأدباء والمثقفين الذين يساهمون في إثراء الهوية الثقافية والفكرية. وتعد تجربة ياسين عدنان كأديب ومثقف، كما عرضت في هذه الندوة، تجاوزا للحدود التقليدية، مع جعل الأدب والإعلام وسيلتين للتواصل مع العالم وإعادة صياغة الهوية الثقافية المغربية والعربية.
وأجمع جميع المتدخلون خلال هذه الندوة على أن هذا الاحتفاء بمسيرة ياسين عدنان مستحق لشخص جمع بين الأدب والإعلام بحس إبداعي متجدد، ما أسهم في إثراء المشهد الثقافي المغربي والعربي على حد سواء.