تتصاعد حدة الأزمة في واشنطن مع اقتراب شبح الإغلاق الحكومي من جديد، وسط تسريبات عن «مذكرة سرية» تسببت في حالة ارتباك داخل أروقة الإدارة الأمريكية، فبين شدّ وجذب داخل الكونغرس، واتهامات متبادلة بين الجمهوريين والديمقراطيين، تبدو المعركة هذه المرة مختلفة، بعدما كشفت الوثيقة المسربة عن خطط قد تُطيح بآلاف الموظفين وتعيد رسم ملامح الجهاز الإداري للدولة الفيدرالية.
الموظفون الفيدراليون الذين تم وضعهم في إجازة مؤقتة هم الفئة الأكثر عرضة بنسبة 31% للاستقالة الطوعية
ويعد الموظفون الفيدراليون الذين تم وضعهم في إجازة مؤقتة بسبب تجميد التمويل الفيدرالي ويرصدهم تحيا مصر، هم الفئة الأكثر عرضة بنسبة 31% للاستقالة الطوعية خلال السنة المالية التالية بالولايات المتحدة، حيث أشارت بذلك صحيفة وول ستريت جورنال، نقلاً عن دراسة مشتركة أجراها باحثون من جامعة إيموري (جورجيا)، وجامعة ستانفورد (كاليفورنيا)، وجامعة فيرجينيا.
وأوضح أحد واضعي الدراسة : هذا يجعلهم يشعرون وكأنهم مجرد بيادق في لعبة سياسية.
ويزداد تفاقم الوضع أكثر بسبب عدم الاستقرار المالي الناجم عن نقص الرواتب.
750 ألف شخص لن يتقاضوا أجورهم بسبب قطع التمويل الفيدرالي
ولفتت تقديرات هيئة الإدارة والميزانية في البيت الأبيض إلى أن 750 ألف شخص لن يتقاضوا أجورهم بسبب قطع التمويل الفيدرالي.
100 ألف شخص يغادرون وظائفهم الأسبوع الماضي
وغادر نحو 100 ألف شخص وظائفهم الأسبوع الماضي بعد تلقيهم دفعات مالية بموجب برنامج الفصل المؤجل، ومن هذا السياق يرى رايان سويت، كبير الخبراء بشؤون الولايات المتحدة في شركة الاستشارات البريطانية "أكسفورد إيكونوميكس، أن تقرير البطالة القادم لوزارة العمل الأمريكية قد يكون كارثيا.
هشاشة التوازن داخل مؤسسات الحكم وأزمة أعمق تتجاوز الأرقام والجداول
وفي ظل هذا المشهد المربك، يبقى مصير الإغلاق الحكومي معلقًا بين التجاذبات الحزبية وحسابات السياسة الداخلية، بينما يترقب الأمريكيون ما ستؤول إليه الساعات المقبلة، فالمذكرة المسربة، وإن كانت مجرد ورقة في نظر البعض، إلا أنها كشفت عن هشاشة التوازن داخل مؤسسات الحكم، وعن أزمة أعمق تتجاوز الأرقام والجداول إلى صميم الثقة في قدرة واشنطن على إدارة نفسها دون الوقوع في شلل جديد.
0 تعليق