تتجه أنظار العالم إلى القاهرة، حيث تقترب مفاوضات غزة من محطتها الأخيرة نحو اتفاق سلام شامل، تقوده مصر برعاية مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد جهود دبلوماسية مكثفة أنهت سنوات من الحرب والمعاناة في القطاع.
وقالت مصادر دبلوماسية إن القاهرة استضافت خلال الأيام الماضية جولات حاسمة بين وفدي حماس وإسرائيل في مدينة شرم الشيخ، بمشاركة أمريكية وقطرية، أفضت إلى تفاهمات جوهرية حول وقف دائم لإطلاق النار، وتبادل الأسرى، وبدء خطة لإعادة إعمار غزة تحت إشراف مصري وضمانات دولية.
وفي تطور بارز، وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي دعوة رسمية إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحضور مراسم توقيع الاتفاق المنتظر، في خطوة تعكس الدور المحوري الذي تلعبه مصر في صياغة مستقبل السلام بالشرق الأوسط، وتؤكد عمق التنسيق بين القاهرة وواشنطن في دعم الاستقرار الإقليمي.
وأكدت المصادر أن الإدارة الأمريكية أبدت ترحيبًا بالدعوة، مشيرة إلى أن حضور ترامب المحتمل سيُضفي بُعدًا دوليًا على الاتفاق، ويمنحه قوة تنفيذية على الأرض، بما يضمن التزام جميع الأطراف ببنوده.
من جانبه، شدد الرئيس السيسي في أكثر من مناسبة على أن السلام هو الخيار الوحيد لإنهاء المأساة الإنسانية في غزة، مؤكدًا رفض مصر لأي محاولات تهجير قسري للفلسطينيين، وداعيًا إلى إطلاق مرحلة جديدة من إعادة الإعمار والتنمية داخل القطاع.
وتستعد القاهرة لإطلاق خطة مصرية شاملة لإعمار غزة فور توقيع الاتفاق، بمشاركة شركات وطنية ودعم من الدول المانحة، ضمن مبادرة “غزة تبدأ من جديد” التي وضعتها مصر لتكون أولى خطوات ترسيخ السلام على الأرض.
بهذا الدور التاريخي، تُعيد مصر بقيادة الرئيس السيسي رسم خريطة المنطقة، لتثبت أن صوتها ما زال هو صوت العقل والاتزان، وأن القاهرة تظل عاصمة القرار والسلام في الشرق الأوسط.
0 تعليق