بمجرد انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة، قال دونالد ترمب، إنه سينهي الحرب الروسية الأوكرانية، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى انعكاسات كثيرة، بعضها إيجابي بالنسبة لأسواق وأسعار النفط، وبعضها الآخر سلبي.
وفي هذا الإطار، قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن النفط الروسي يُصدَّر إلى الهند والصين ودول أخرى، بما في ذلك دول الخليج، ويصل حتى البرازيل، سواء منتجات نفطية أو خامًا.
وتساءل الحجي: هل إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية سيغير أوضاع أسواق النفط؟ ليجيب بأنه بمجرد إعلان انتهاء الحرب ستنخفض أسعار النفط، ولكن كيف تنخفض مضاربيًا؟ لأن وضع السوق على أرض الواقع لم يتغير.
وأضاف: "أي قبل ليلة من الاتفاق وبعد ليلة منه وضع سوق النفط على الأرض سيظل نفسه، ولكن "مضاربيًا" سيكون هناك تفاؤل بشأن انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وستكون هناك إمدادات وغيرها".
لذلك، وفق الحجي، سيكون هناك انخفاض في أسعار النفط لعدّة أيام، وربما تصل إلى أسبوعين أو 3 أسابيع، وبذلك سيدرك الناس أن الأمر لم يتغير، ومن ثم ستعود الأمور إلى ما كانت عليه.
جاء ذلك خلال حلقة جديدة من برنامج "أنسيات الطاقة"، قدّمها الدكتور أنس الحجي عبر مساحات منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، إذ جاءت بعنوان "قضايا نفطية.. ترمب وأوبك+ وإيران والاكتشافات الجديدة في مصر".
كيف تتغير خريطة النفط العالمية؟
أجاب الدكتور أنس الحجي سؤال: كيف تتغير خريطة النفط العالمية بعد انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية؟، موضحًا أن الأمر يتعلق بموضوع العقوبات وليس بموضوع الحرب.
وأضاف: "هل انتهاء الحرب والمفاوضات التي ستُجرى مع الأميركيين ستتضمن العقوبات وكيفية التعامل معها؟ أم ستتضمن فقط الأمور العسكرية؟، لا نعرف، ولكن الشيء المقنع في العملية أنه سيكون هناك نوع من المفاوضات على تخفيف العقوبات وليس على إلغائها".
وأوضح الدكتور أنس الحجي أنه في حالة استمرار العقوبات، حتى المخفّفة منها، مع مرور الزمن سيُتغاضى عن تطبيقها، ومن ثم سنجد أن بعض الدول الأوروبية ستعمل على أن تستورد النفط مباشرة من روسيا.
لذلك، وفق الحجي، من الواضح تمامًا أن الأمور لن تعود إلى ما كانت عليه قبل الحرب الروسية الأوكرانية على الإطلاق، مضيفًا: "هناك مشكلة كبيرة تُحدِث أزمة في أوروبا، عندما يكون هناك شتاء وتتوقف الرياح التي طورت القارة تقنياتها بشكل كبير".
ولفت إلى أن دول أوروبا في هذه الحالة لا تجد سوى النفط والغاز الروسيين، لأن النفط الخليجي يستغرق وقتًا طويلًا للوصول إلى أوروبا، وكذلك الغاز الأميركي يستغرق وقتًا طويلًا، بينما الغاز الروسي قريب وموجود في الأنابيب.
وأكد أن الأمور لن تعود إلى مجاريها بعد انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية، ولكن ستكون هناك زيادات في صادرات روسيا من النفط والغاز إلى أوروبا في أثناء الأزمات، ومن الواضح من تاريخ الرئيس فلاديمير بوتين، منذ تولّيه السلطة وحتى الآن، أنه سيستغلّ هذه الأزمات.
تاريخ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
قال الدكتور أنس الحجي، إن من يدرس تاريخ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيدرك أنه سيمدّ أوروبا بالنفط والغاز، ليس بهدف الحصول على أسعار مرتفعة، ولكنه سيهدف إلى أن تكون روسيا مصدر أمن الطاقة للأوروبيين، ليعتمدوا عليها.
وأضاف: "فعلًا لم يكن -تاريخيًا- هناك أيّ انقطاعات لإمدادات النفط والغاز الروسية إلى أوروبا، حتى الانقطاع الذي حصل جاء بعد الحرب الروسية الأوكرانية، وجاء من أوكرانيا، وليس من جانب بوتين أو موسكو".
لذلك، وفق الدكتور أنس الحي، فإن مشكلة موسكو بعد الحرب الروسية الأوكرانية لا تتعلق بالنفط، لأنه من الواضح تمامًا أن بعض الدول ستتعامل مع روسيا، وستورّد النفط الروسي وتستورد المنتجات النفطية، حتى إذا كان ذلك ليس بالكميات السابقة نفسها.
الإشكال الحقيقي يتعلق بموضوع الغاز، فإذا كانت روسيا لا تستطيع التوسع في معامل أو محطات الغاز المسال، فما هي البدائل المستقبلية؟ بالطبع هناك أنابيب تتجه إلى الصين، وهناك صادرات كبيرة تحصل عليها الصين.
ولكن، وفق الحجي، مشكلة الصين أن هناك انخفاضًا في النمو الاقتصادي، وهي لا تستهلك كل الغاز الذي يمكن أن تستهلكه سابقًا، لذلك يبقى الغاز هو المشكلة الكبيرة بعد انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية، ويجب حلّها.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
مصادر..
0 تعليق