اتفاق إيران وإسرائيل.. ملامح عقيدة خارجية جديدة لإدارة ترامب الثانية؟ - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في مشهد إقليمي مشحون بالتوترات، بدا أن اتفاق التهدئة بين إيران وإسرائيل، الذي جرى بوساطة أمريكية، لا يمثل فقط لحظة انفراج دبلوماسي، بل يشير أيضًا إلى بداية تحوّل في عقيدة السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، العائد بقوة إلى المشهد الدولي.

وبحسب تحليل نشرته مجلة "فورين بوليسي"، فإن هذه التهدئة قد تكون الخطوة الأولى في بلورة "عقيدة ترامب" الخارجية الجديدة، التي تمزج بين الحسم العسكري والردع الاستراتيجي، والدبلوماسية البراغماتية، ضمن رؤية تعيد تشكيل دور الولايات المتحدة على الساحة العالمية، انطلاقًا من الشرق الأوسط، وامتدادًا إلى شرق أوروبا.

فلسفة "السلام بالقوة" بطابع ترامب

على غرار شعار الرئيس الراحل رونالد ريغان "السلام من خلال القوة"، يحاول ترامب المواءمة بين تيارين داخل قاعدته: المحافظين الأمنيين التقليديين، والانعزاليين في تيار "ماغا". ففي حين يواصل رفع ميزانيات الدفاع، يُحجم عن التورط في "حروب أبدية"، وفق تعبيره.

إلا أن التطورات الإقليمية، لا سيما في إيران، دفعت ترامب إلى توسيع فلسفة "السلام بالقوة"، لتشمل استخدامًا محدودًا وهادفًا للقوة العسكرية، يحقق أهدافًا استراتيجية، ثم انسحابًا سريعًا، دون الانزلاق إلى صراعات طويلة.

نائب الرئيس يشرح: عقيدة من 3 خطوات

في خطاب أمام أنصاره في ولاية أوهايو، لخص نائب الرئيس جيه. دي. فانس ملامح هذه العقيدة بثلاثة محاور:

حماية المصالح الأمريكية الواضحة (مثل منع إيران من امتلاك سلاح نووي).

تفضيل الحلول الدبلوماسية القوية قبل اللجوء إلى القوة.

إذا فشل المسار الدبلوماسي، يتم استخدام قوة ساحقة ثم الانسحاب الفوري.

هذا التوصيف، وفق "فورين بوليسي"، قد يشكل الأساس لـ عقيدة خارجية ناشئة، تعتمد على استخدام محدود للقوة الأمريكية، لدعم الحلفاء في نقاط تحول استراتيجية.

انعكاسات على الناتو وأوكرانيا

نجاح المهمة الإيرانية ترافق مع مواقف أكثر صلابة من ترامب تجاه روسيا في قمة الناتو الأخيرة في لاهاي، حيث أبدت واشنطن دعمًا قويًا لتعزيز الدفاع الأوروبي ومساندة أوكرانيا، خلافًا لما كان يُتوقع من توجهات انعزالية.

ويبدو أن هذا التحول يرجع إلى أربعة أسباب رئيسية:

نجاح الضغط الأمريكي على إيران أظهر فعالية القوة في حل النزاعات، مقارنة بالمجاملات الدبلوماسية.

إضعاف الأصوات الانعزالية داخل إدارة ترامب، بعد نجاح الغارة الإيرانية، من بينهم فانس نفسه ووزير الدفاع بيت هيغسيث.

دعم متزايد من القاعدة الانتخابية الجمهورية للسياسات الدولية الحازمة، خصوصًا تجاه الصين وإيران وروسيا، دون انخراط مباشر.

فشل المسار الدبلوماسي الهادئ في أوكرانيا بقيادة المبعوث ستيف ويتكوف، مما زاد الحاجة لنهج أكثر صرامة.

نحو عقيدة "ردع بلا تورط"

لا تعني هذه العقيدة الجديدة أن الولايات المتحدة بصدد التدخل العسكري المباشر في أوكرانيا، لكنها تُترجم إلى فرض عقوبات اقتصادية أشد على روسيا، وتوسيع الدعم العسكري والتقني لكييف، وهو ما ظهر بوضوح في الالتزامات الجديدة لحلف الناتو، وارتفاع نفقات الدفاع الأوروبية لتعويض تقليصات ترامب في الدعم الأمريكي.

وتُشير المجلة إلى أن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، إلى جانب التغير في نبرة الخطاب الجمهوري بشأن الشأن الدولي، يمنح ترامب مساحة أوسع لصياغة سياسة خارجية أكثر فعالية، تتجاوز مرحلة الشعارات، وقد تتيح له تحقيق اختراق ثانٍ في السياسة الدولية بعد الملف الإيراني، إن نجح في ضبط إيقاع الملف الأوكراني وفق مبدأ "القوة السريعة، والدبلوماسية الحاسمة".

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار الرياضية فى هذا المقال : اتفاق إيران وإسرائيل.. ملامح عقيدة خارجية جديدة لإدارة ترامب الثانية؟ - بلس 48, اليوم الخميس 3 يوليو 2025 10:10 مساءً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق