خلال اليومين الماضيين، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن موافقة إسرائيل على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لمدة 60 يومًا، معربًا أن تتخذ حركة حماس موقف إيجابي تجاه المقترح المطروح على طاولة المفاوضات حتى لا تزداد الأمور سواءً كما أعلن زعيم البيت الأبيض. 

مقترح غزة على طاولة المفاوضات 

من جهتها، حماس أعلنت أمس أنها تدرس المقترح وأنها تعمل بجدية مع الوسطاء من أجل التوصل إلى اتفاق يحقق مطالب الحركة وينهي الحرب بشكل دائم عن القطاع. 

ويأتي هذا بالتزامن مع انتهاء الحرب بين إسرائيل وإيران والتي استمرت لمدة 12 يوماً، وزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن ولقاء مرتقب مع ترامب الأسبوع المقبل، حيث يعمل الرئيس الأمريكي على تسريع من وتيرة المفاوضات من أجل التوصل إلى صفقة بين إسرائيل وحماس. 

المقترح المقدم على طاولة المفاوضات قد يكون قابل للتعديل، خاصة أنه يحتوي على بعض البنود الخلافية بين إسرائيل وحماس، وينص هذا الاقتراح على وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا، تفرج حماس خلاله عن 10 رهائن إسرائيليين أحياء و 18 جريح آخرين مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين. 

و بحسب التقديرات الإسرائيلية، فمن المرجح أن من بين الرهائن الخمسين الذين لا يزالون في غزة، هناك ما لا يقل عن عشرين على قيد الحياة،.

وفي إطار الاقتراح الأخير، وافقت إسرائيل أيضاً على السماح بزيادة المساعدات الإنسانية من خلال القنوات الإنسانية التقليدية التي تديرها الأمم المتحدة بدلاً من مؤسسة غزة الإنسانية، التي تسببت في إحداث جرائم بحق الفلسطينيين خلال حصولهم على الفتات من المساعدات الإنسانية. 

وقال مصدر مطلع على المفاوضات إن اللغة الأقوى في الاقتراح تهدف إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار وإبقاء الجانبين على طاولة المفاوضات بعد 60 يوما إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب بحلول ذلك الوقت.

شروط إسرائيل 

أما عن مطالب إسرائيل، فتتعلق نفي قادة حماس والاطاحة بها من السلطة وتدمير قوتها العسكرية، و شرط استأصال جناحها العسكري قد يواجه برفض من جانب الحركة

أما عن مطالب حماس، لديها ثلاثة مطالب رئيسية: وقف القتال بشكل دائم، وإيصال المساعدات الإنسانية عن طريق الأمم المتحدة، وانسحاب إسرائيل إلى المواقع التي احتلتها في الثاني من مارس هذا العام، قبل أن تجدد هجومها وتحتل الجزء الشمالي من القطاع.

كما طلبت حماس ضمانات من الولايات المتحدة باستمرار مفاوضات وقف إطلاق النار الدائم وعدم استئناف القتال بعد فترة التوقف التي استمرت 60 يومًا.

ومن المتوقع أن يجتمع كبار مسؤولي حماس يوم الخميس لمناقشة الاقتراح الأخير، بحسب مصدر إسرائيلي، الذي أضاف أنه إذا وافقت حماس، فإن إسرائيل وحماس ستدخلان بسرعة في محادثات غير مباشرة

وكشف مصدر إن إحدى القضايا الرئيسية التي يتعين حلها خلال المحادثات غير المباشرة ستكون تحديد الجدول الزمني وموقع انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة خلال وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما.

هدنة مؤقتة أم وقف الحرب..؟

وتبقى مسألة ما إذا كان وقف إطلاق النار سيكون مؤقتا أم طريقا إلى هدنة دائمة هي أكبر نقطة خلاف بين الأطراف المتحاربة.

على مدى 21 شهراً من الحرب بين إسرائيل وحماس، لم يستمر وقف إطلاق النار سوى تسعة أسابيع فقط.

ودخل وقف إطلاق النار الأول حيز التنفيذ في نوفمبر 2023، لكنه لم يدم سوى أسبوع واحد. خلال تلك الفترة، أُطلق سراح 105 رهائن من غزة، مقابل عشرات الأسرى الفلسطينيين.

لم يُبرم وقف إطلاق نار ثانٍ إلا في يناير 2025، قبيل عودة ترامب إلى البيت الأبيض. وفي غضون ثمانية أسابيع فقط - وهي المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار - حررت حماس 33 رهينة، وأفرجت إسرائيل عن حوالي 1800 أسيرًا فلسطينيًا

بموجب المرحلة الثانية المخطط لها، كان من المفترض أن توافق إسرائيل على وقف دائم لإطلاق النار. لكن إسرائيل استأنفت هجومها في 18 مارس، منهية بذلك وقف إطلاق النار ومعرقلة المحادثات، معلنة إنها فعلت ذلك للضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن المتبقين.