كشف الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، عن أربعة أمور يمكن للإنسان القيام بها إذا لم يستطع التصدق بالمال، مستندًا إلى حديث نبوي شريف.

وأوضح جمعة، في منشور على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن الأمر الأول هو أن يعمل الشخص ويكتسب المال، حتى وإن كان قليلًا، ليتمكن من التصدق به، وإذا لم يستطع ذلك، فيمكنه مساعدة الآخرين الذين في حاجة، سواء بالمساندة أو الدعم.

وأضاف أن الأمر الثالث هو الدعوة للأمر بالمعروف والقيام بالأعمال الصالحة، بينما يتمثل الأمر الرابع في الامتناع عن فعل الشر.

واستشهد جمعة بما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قال: «على كل مسلم صدقة». عندما قيل له: "أرأيت إن لم يجد؟"، أجاب: «يعتمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق»، وعندما سُئل: "أرأيت إن لم يستطع؟"، قال: «يعين ذا الحاجة الملهوف».

وعندما تكرر السؤال، قال: «يأمر بالمعروف أو الخير». وعندما سُئل مرة أخرى: "أرأيت إن لم يفعل؟"، أجاب: «يمسك عن الشر، فإنها صدقة»، كما ورد في صحيح مسلم.

الصدقة للأقارب

وفي سياق آخر، أكدت دار الإفتاء أن إخراج الصدقة للأقارب جائز شرعًا، ويترتب عليه أجران؛ أجر الصدقة وأجر صلة الرحم.

وذكرت الإفتاء عبر صفحتها على "فيسبوك": "أهل قرابتك أولى بصدقتك"، مستشهدة بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصدقة على المسكين صدقة، والصدقة على ذي الرحم اثنتان؛ صدقة وصلة» (رواه أحمد في مسنده).

الفرق بين الزكاة والصدقة

جدير بالذكر أن هناك فرقًا بين الزكاة والصدقة، فالزكاة لها شروط ومصارف محددة، وهي ركن من أركان الإسلام تجب في مال المسلمين عندما يبلغ النصاب الشرعي، ويكون خاليًا من الدين ومتفاضلًا عن حاجة المزكي الأصلية، والنصاب الشرعي يعادل 85 جرامًا من الذهب عيار 21، ومقدار الزكاة هو ربع العشر (2.5%) على رأس المال وما أضيف إليه من عائد إن حال على العائد الحول.

أما الصدقة، فلا تجب في شيء معين، بل تُعطى بما يجود به الإنسان من دون تحديد، ويمكن إعطاؤها في أي وقت وعلى أي مقدار، وتُعطى لمن ذُكِروا في آية الزكاة ولغيرهم من الأقارب.