نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رئيس فيتنام في منزل عبد الناصر - بلس 48, اليوم الأحد 10 أغسطس 2025 11:15 مساءً

طارق عبد الحميد
طارق عبد الحميد
"إن أفكار عبد الناصر ستظل نبراسًا للأجيال القادمة، تعزز علاقات الصداقة والتفاهم المتبادل بين الدول.. .لقد تأثرتُ للغاية عندما رأيتُ صورة (هو تشي منه) موقعة منه ومقدمة إلى عبد الناصر، في شهادة عميقة على المودة بين الزعيمين، والتضامن بين شعبي فيتنام ومصر".. هكذا كتب الرئيس الفيتنامي " لونج كونج" في دفتر الزيارات الخاص بمتحف الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر (منزله) بمنشية البكري، حيث قام الرئيس الفيتنامي، وعقيلته والوفد الرسمي المرافق له بزيارة المتحف، وذلك خلال زيارته الرسمية لمصر في الأسبوع الماضي.
وتعكس كلمات "لونج" الصادقة المكانة التاريخية لناصر في مناصرة حركات التحرر بالعالم الثالث منذ أواسط القرن العشرين، حيث ما زالت دول أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية تسمي شوارعها الرئيسية باسم "جمال عبد الناصر"، الزعيم الذي انتقل إلى جوار ربه منذ (55) عامًا، في دلالة على أنه ما زال يقض مضاجع أعدائه في الداخل والخارج حتى يومنا هذا!!.
ويحدثنا التاريخ أن "مصر- عبد الناصر" كانت من أبرز الداعمين لحرب التحرير الفيتنامية، حيث أقامت مصر عام 1963م، علاقات دبلوماسية كاملة مع فيتنام، لتكون من أوائل الدول التي تعترف بها وتفتح سفارة لها في العاصمة "هانوي".
وقد نشأت علاقة خاصة بين ناصر والزعيم الفيتنامي "هو تشي منه"، وهو ما تجسد عمليًا في رسالة الأخير لعبد الناصر في 14 فبراير 1966م- نُشرت آنذاك بصحيفة "الأهرام"- عبّر فيها عن اعتزازه بمواقف مصر، ومساندتها الصادقة لقضية بلاده، معتبرًا أن عبد الناصر ليس فقط زعيمًا قوميًا عربيًا، بل رمزًا أمميًا للنضال ضد الإمبريالية.
ولم يكن اهتمام ناصر بملف فيتنام نابعًا- فقط- من منطلق التضامن، بل لاعتقاده بأن النضال الفيتنامي يشبه في جوانب كثيرة تجربة مصر ضد الاستعمارين البريطاني والفرنسي.
وقد كان عبد الناصر يرى في المقاومة الفيتنامية نموذجًا ملهمًا، ودعا مرارًا لسحب القوات الأمريكية من فيتنام، بل واجه ضغوطًا أمريكية شديدة بسبب هذا الموقف، وحين تراجع الرئيس الأمريكي "ليندون جونسون" عن قراره بوقف القصف الجوي على فيتنام، هاجمه عبد الناصر بشدة معتبرًا أن استمرار العدوان الأمريكي يمثل عقبة أمام أي تسوية سلمية.
وهنا، كتب القائم بالأعمال الأمريكي في القاهرة- آنذاك- إلى وزارة خارجية بلاده يحذر من أن مصر خرجت من موقع "الحياد" إلى موقع "الانحياز الصريح للمقاومة الفيتنامية"، ويعكس هذا التوصيف الأمريكي كيف كانت مصر تمثل حجر عثرة حقيقيًا في وجه السياسات الأمريكية الإمبريالية.. من ناحية، ومن ناحية أخرى.. يفسر هذا الاحترام المستمر الذي تكنه فيتنام لمصر حتى اليوم.
0 تعليق