صحيفة المرصد: روى المحامي سعد العبنق قصة شاب تعرض للخداع من صديقه، ودفعه للاتجار في المخدرات والسطو المسلح على محل ذهب، بعدما أوهمه بالثراء العاجل، لينتهي الأمر به في السجن ويقضي 7 سنوات خلف القضبان.

 فقدان الأب والإصابة في حادث

وقال المحامي خلال مقطع فيديو نشره عبر قناته على يوتيوب، إن الشاب، عندما كان طفلاً في سن التاسعة من عمره، أصيب في حادث تصادم بينما توفي والده، موضحًا أن الأب كان قد اصطحب ابنه لتوصيله إلى المدرسة، وفي الطريق صدم قائد سيارة مسرعة سيارتهما، ما أدى إلى انقلابها. وقام المارة بإنقاذ الطفل، إلا أنه تعرض لإصابة في عينيه نتج عنها ضعف الرؤية في العين اليمنى، وعندما أخرج الدفاع المدني الأب من السيارة تبين أنه فارق الحياة.

نشأة صعبة والعمل في سن مبكرة

وتابع: تولت والدة الطفل تربيته حتى التحق بالثانوية، وكان يعمل هو أيضًا لتوفير نفقات المعيشة، إلى جانب والدته التي عملت في مهنة الخياطة والأسر المنتجة. مضيفًا أن الشاب تعرف على اثنين من أصدقائه، وفي أحد الأيام كان يجلس معهما في الاستراحة، فعرض عليه أحدهما توصيله بسيارته، وفي الطريق عرض عليه ترويج المخدرات وأغراه بعائدها المادي، وأخبره أنه سيستطيع العيش بطريقة أفضل، وأن دوره سيكون بسيطًا، عبارة عن دفع مبلغ من المال لأحد التجار، والحصول منه على كمية من المخدرات يقوم ببيعها لتجار آخرين، الذين يقومون ببيعها للمتعاطين.

بداية الانزلاق نحو الجريمة

وأشار إلى أن الشاب اتصل بصديقه الآخر وأخبره بما عرضه عليه صديقهما، فنصحه بعدم الموافقة، إلا أنه قرر العمل في ترويج المخدرات. وأخذ مبلغًا ماليًا من والدته كانت قد جمعته من عملها، وأقنعها أنه سيضعه في الأسهم، وأعطى صديقه المبلغ، وأخبره الأخير أنه سيجلب له المخدرات، لكنه اختفى لمدة 3 أيام ولم يرد على اتصالاته. وبعد ذلك، رد عليه واتفقا على اللقاء في الاستراحة، وأخبره أن التاجر أخذ منه المبلغ ورفض إعطاءه المخدرات، لأنه اعتبر المبلغ سدادًا لأموال متراكمة عليه. عندها، انفعل الشاب، فأخبره أنه سيتصل بتاجر المخدرات ويتحدث معه، فقال التاجر إنه سينهي تعامله مع صديقه وسيتعامل معه مباشرة، ويعوضه بإعطائه مخدرات على أن يسدد في وقت لاحق بعد البيع.

استغلال الصديق وخطة الاحتيال

وأضاف أن صديق الشاب أخبره بأن يأخذ المخدرات من التاجر، وسيقوم هو ببيعها للتجار ويقتسمان الأرباح دون أن يخبر التاجر أنه يعمل معه. لافتًا إلى أنه بعد مرور شهرين أو ثلاثة، طلب صديق الشاب منه أن يطلب من التاجر كمية كبيرة من المخدرات أكبر بكثير من الكمية التي كانوا يأخذونها، وبالفعل طلب الشاب من التاجر كمية المخدرات، ووافق الأخير على أن يعطيه مهلة شهر ليسدد له ثمن المخدرات.

سرقة الأموال وبداية التهديدات

وأوضح أن صديق الشاب قام ببيع الكمية كاملة، ووضع الأموال في الاستراحة، واتفق مع الشاب على اللقاء هناك لتقاسم الأرباح وسداد ثمن البضاعة، ولكن عند دخولهما وجدا الاستراحة والأموال قد سُرقت. فسارع صديق الشاب بالاتصال بصديقهما الثالث، وعندما حضر ضربه واتهمه بسرقة الأموال، ما أدى لكسر أنفه، فتركهم وغادر وحرر محضرًا ضد صديقه الذي ضربه.

تنفيذ عملية السطو

وأكمل: هدد تاجر المخدرات الشاب بذبحه وإرسال جثته لوالدته إذا لم يسدد ثمن البضاعة، فقام صديقه بإحضار سلاح ناري وأعطاه له، وأقنعه بتنفيذ عملية سطو على محل ذهب. وبالفعل نفذ الجريمة، واتصل بالتاجر لتسليمه الأطقم الذهبية التي سرقها بعدما هدد العامل. وبعدما اتفق مع تاجر المخدرات على المكان والموعد، خرج من المنزل ومعه الذهب، وفي الطريق أوقفته دورية أمنية، ولاحظ الضابط أنه قلق ويرتجف، فطلب منه النزول من السيارة، وبتفتيشها عثروا على المسروقات. وفي التحقيقات، تعرف العامل عليه وتعرف على المشغولات الذهبية أيضًا.

المحاكمة والحكم

وأضاف أنه تم إيداع الشاب في السجن حيث قابل أحد المحكومين عليه بالسجن لمدة عامين في قضية مضاربة، ونصحه بالاعتراف أمام القاضي والإقرار بذنبه، والتأكيد على أن الحادث لم ينتج عنه أي إصابات، وكذلك تنازل صاحب المحل عن الحق الخاص، وذلك حتى يحكم عليه القاضي بالسجن بدلًا من حد الحرابة.

الاعتراف وتخفيف العقوبة

وأوضح أنه عندما مثل الشاب أمام المحكمة أقر بذنبه وهو يبكي، كما حضرت والدته الجلسة وكانت تبكي أيضًا. ونظرًا لجميع حيثيات القضية، ومنها عدم وقوع إصابات والتنازل عن الحق الخاص، تم إدانته والحكم عليه بالسجن لمدة 7 سنوات، وأيدت محكمة الاستئناف الحكم، مضيفا أن الشرطة ألقت القبض على صديقه بتهمة ترويج المخدرات وتبين أنه كان اتفق مع تاجر المخدرات لخداعه واستغلاله لتوريطه في الجرائم وأنه كان وراء سرقة الاستراحة وحكم عليه بالسجن 12 عاما.

" scrolling="no" frameborder="0">