نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
التحديات البيئية تفرض ضرورة التحول إلى الطاقة المتجددة|تفاصيل - بلس 48, اليوم الجمعة 8 أغسطس 2025 09:12 مساءً
تواجه معظم دول العالم في الوقت الراهن تحديات بيئية جسيمة ومتنامية، يعد من أبرزها الاعتماد الكبير والمستمر على مصادر الطاقة التقليدية، وعلى رأسها الوقود الأحفوري مثل النفط، والفحم، والغاز الطبيعي هذا الاعتماد المفرط لا يقتصر تأثيره السلبي على استنزاف الموارد الطبيعية فحسب، بل يتسبب أيضًا في تلوث الهواء وزيادة الانبعاثات الضارة التي تؤدي بدورها إلى تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ وبفعل هذه التداعيات البيئية والصحية والاقتصادية، أصبح من الواضح أن استمرار الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية لم يعد خيارًا مستدامًا، وإنما يشكل تهديدًا حقيقيًا للحياة على كوكب الأرض وللأجيال القادمة.
في هذا السياق، أصبحت الحاجة إلى التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة والبديلة مثل الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والطاقة الكهرومائية، وطاقة الكتلة الحيوية تعد أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى،وهذا التحول لا يعد ترف بيئي، بل ضرورة استراتيجية تهدف إلى تحقيق التوازن بين متطلبات التنمية الاقتصادية وضرورة الحفاظ على البيئة ومن هذا المنطلق، بدأت العديد من الحكومات حول العالم في وضع وتنفيذ استراتيجيات وطنية شاملة ترتكز على زيادة مساهمة الطاقة النظيفة في مزيج الطاقة الوطني، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري تدريجيًا.
وتشمل هذه الاستراتيجيات دعم وتمويل مشاريع الطاقة المتجددة، وتقديم تسهيلات وحوافز استثمارية للمطورين والشركات العاملة في هذا المجال، بالإضافة إلى سنّ تشريعات جديدة تشجع على الابتكار التكنولوجي في قطاع الطاقة المستدامة ومن المتوقع أن تساهم هذه الجهود في خفض مستويات انبعاثات الكربون وتحقيق تقدم ملحوظ في مجال حماية البيئة، إلى جانب تعزيز الأمن الطاقي من خلال تنويع مصادر الطاقة والحد من التبعية لمصادر الطاقة المستوردة، التي قد تكون عرضة للتقلبات السياسية والاقتصادية العالمية.
علاوة على ذلك، من المرجح أن يفتح هذا التحول نحو الطاقة الخضراء آفاق واسعة للنمو الاقتصادي، من خلال توفير فرص عمل جديدة في مجالات متنوعة، مثل تركيب وصيانة أنظمة الطاقة الشمسية والرياح، والهندسة البيئية، وتصنيع المعدات الصديقة للبيئة، وغيرها من الوظائف التي تندرج تحت ما يعرف باقتصاد الطاقة النظيفة.
ولا يمكن إغفال الدور المحوري الذي يلعبه المجتمع المدني في هذا التحول، إذ إن رفع مستوى الوعي البيئي لدى المواطنين، وتعزيز ثقافة الاستخدام الرشيد للطاقة، وتبني أنماط استهلاك أكثر استدامة، كلها عوامل تسهم في تسريع وتيرة التحول نحو مستقبل يعتمد على الطاقة المتجددة ومن خلال جهود مشتركة بين الحكومات، والقطاع الخاص، والمجتمعات المحلية، يمكن تحقيق تطلعات التنمية المستدامة، وبناء مستقبل أكثر أمن ونقاء للأجيال القادمة.
0 تعليق