نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«حتى تعود الطيور».. صرخة من أجل حياة تُحلِّق في السماء - بلس 48, اليوم الأربعاء 6 أغسطس 2025 12:30 مساءً
في كل عام، تتجدد معجزة طبيعية فريدة، حيث تُحلِّق ملايين الطيور المهاجرة في رحلات ملحمية عبر القارات، قاطعة آلاف الكيلومترات بحثًا عن الدفء والغذاء، تُعد هذه الطيور ثروة بيولوجية لا تُقدر بثمن، ومؤشرًا حيويًا على سلامة النظم البيئية، لكن هذه الرحلة العظيمة لم تعد آمنة كما كانت، فقد أصبحت مهددة بالصيد الجائر والتدمير الممنهج لموائلها.
من هنا، انطلقت حملة «حتى تعود الطيور»، ليس فقط لحماية هذه الكائنات، بل لإعادة الوعي بأهمية الحفاظ على كل جناح يُحلِّق في سمائنا.
أرقام تُثير الصدمة
الأرقام تتحدث بصراحة عن حجم الكارثة التي تواجه الطيور المهاجرة:
فعلى مستوى العالم، هناك أكثر من 4000 نوع من الطيور المهاجرة، وهو ما يمثل حوالي 40% من إجمالي أنواع الطيور المعروفة، كل هذه الأنواع معرضة لمخاطر مختلفة.
تُعد مصر أحد أهم مسارات الهجرة في العالم، حيث تستقبل سنويًا ما يقارب 500 نوع مختلف من الطيور، لتصبح محطة حيوية لملايين الطيور.

لكن للأسف، تُظهر الإحصائيات أن الصيد الجائر يمثل تهديدًا جسيمًا، فوفقًا لتقارير دولية، يُقدر أن أكثر من 25 مليون طائر يُقتلون بطريقة غير قانونية في منطقة البحر المتوسط وحدها كل عام، هذا الرقم المروع كان الدافع الرئيسي خلف إطلاق الحملة كما يقول خالد النوبى رئيس جمعية حماية الطبيعة التى تقدم خطة إنقاذ شاملة تركز على ثلاثة محاور رئيسية الأولى هي حماية الطيور المهاجرة وإيقاف نزيف الصيد العشوائي، وتوفير ملاذات آمنة للطيور خلال مواسم هجرتها، خاصة للأنواع النادرة والمهددة بالانقراض.
وتثقيف وتوعية المجتمع بدءًا من المدارس والجامعات وحتى الصيادين أنفسهم، لتعريفهم بأهمية هذه الطيور ودورها في التوازن البيئي.
ثم دعم التشريعات والقوانين أجل تفعيل القوانين البيئية الحالية، والمطالبة بفرض عقوبات أكثر صرامة على كل من يخالفها.
الواقع يتحدث
من الفكرة إلى الواقع كانت جمعية حماية الطيور تقوم بعد نشاطات كما يقول محمد حسين مسئول الاتصال بالجمعية حيث اعتمدت الحملة على مجموعة من الأنشطة المبتكرة
منها حملات ميدانية مكثفة إلى المناطق الساحلية والأراضي الرطبة، وهي الأماكن المفضلة للطيور المهاجرة، لمراقبة ورصد عمليات الصيد وتوثيقها، وتوزيع منشورات توعوية على الصيادين.
مع بناء الوعي عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية لنشر مقاطع فيديو مؤثرة وصور مدهشة للطيور، مما ساهم في انتشار هاشتاج الحملة وتفاعله مع الجمهور على نطاق واسع.
كما تم تنظيم ورش عمل تفاعلية للأطفال والشباب، لتعليمهم كيفية التعرف على أنواع الطيور المختلفة وأهميتها، وغرس قيم المحافظة على البيئة في نفوسهم منذ الصغر.
ويضيف النوبى قامت الحملة بتوثيق علمي للطيور ومساراتها وأعدادها، مما شكل قاعدة بيانات مهمة للباحثين والمهتمين بالبيئة.
تأثير حملة حتى تعود الطيور
العمل المنظم يجب أن يأتي بتأثير وهو ما فعلته حملة حتى تعود الطيور عندما ساهمت في الحث على إصدار وزارة البيئة قرار وقف الصيد فى بحيرة ناصر لمدة عامين لتظهر آثار القرارت الإيجابية فى انخفاض في معدلات الصيد الجائر في بعض المناطق، وذلك بفضل الوعي المتزايد لدى الأهالي والصيادين. والعمل على البحث عن فرصة جديدة لسياحة الطيور
كما تحولت قضية حماية الطيور من اهتمام خاص للناشطين إلى قضية عامة يناقشها المجتمع بجدية، ولأول مرة استوطنت بعض الطيور بحيرة ناصر فى هدوء ومنظر خلاب كان هو ثمرة متميزة لقرار وقف الصيد بالبحيرة
باختصار أصبحت حملة حتى تعود الطيور نموذجًا يحتذى به للمبادرات البيئية التي تعتمد على التفاعل المجتمعي والشراكات الفعالة، والتى تجعلنا نغنى معا أيُّها الطيرُ المُهاجرُ
حِينَ تَمضي.. حِينَ تَرجعْ
سَوْفَ تَبْقَى شُهُبُ العُمْرِ تُغَنِّي بَينَ أَرْضٍ وسَماءْ لتبقي كلمات الشاعر عبد الوهاب البياتي لتعبر عن هدف حملة «حتى تعود الطيور» التى لم تكن مجرد نداء لحماية كائنات صغيرة، بل كانت دعوة للحفاظ على منظومة الحياة بأكملها وان العمل الجماعي المنظم يمكن أن يُحدث فرقًا، وأن حماية التنوع البيولوجي هي مسؤولية مشتركة، تبدأ من فرد وتصل إلى مجتمع بأكمله، فكل جناح يحلق في سمائنا هو قطعة من هذا الكون، وحمايته هي حماية لجماله وتوازنه للأجيال القادمة.
اقرأ أيضاً«معلومات الوزراء»: 20 مليون طن من منتجات البلاستيك تتسرب إلى المحيطات والنظم البيئية
0 تعليق