GPS وصور الأقمار الصناعية تساعد في حماية أفيال ناميبيا من الانقراض - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
GPS وصور الأقمار الصناعية تساعد في حماية أفيال ناميبيا من الانقراض - بلس 48, اليوم السبت 2 أغسطس 2025 09:47 مساءً

في محاولة لحماية واحدة من أندر مجموعات الأفيال في العالم من الانقراض، يعتمد الباحثون والمدافعون عن البيئة في ناميبيا على تقنيات متطورة مثل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وصور الأقمار الصناعية عالية الدقة. هذه الأدوات الحديثة تُستخدم لتتبع تحركات الأفيال، خاصةً حين تقترب من التجمعات السكانية البشرية، حيث يزداد خطر مقتلها بشكل مأساوي.

فيلة الصحراء الناميبية: سكان قدامى في بيئة قاسية

تُعد أفيال الصحراء الناميبية نوعًا فرعيًا نادرًا واستثنائيًا، تكيفت مع العيش في واحدة من أكثر البيئات قسوة في العالم. ومع أن ناميبيا تضم حوالي 24,000 فيل، يعيش معظمهم في المناطق الشمالية الخضراء مثل منتزه إيتوشا الوطني، إلا أن أعدادًا أقل استقرت في الغرب القاحل، لا سيما في منطقة كونيني.

هذه الأفيال تُبهر علماء الحيوان بقدرتها الفائقة على التكيف، إذ يمكنها التنبؤ بالرياح، وتعرف أماكن المياه، وتتذكرها من المواسم السابقة. ومع ذلك، فإن هذا التكيف لا يحميها من التهديد الأكبر: الاحتكاك بالبشر بسبب شح الموارد.

أزمة الجفاف والاحتكاك البشري: تهديد متزايد لبقاء الأفيال

عندما يشتد الجفاف في المناطق الصحراوية، تُجبر الأفيال على البحث عن المياه قرب التجمعات البشرية. وعلى الرغم من إدراكها أن البشر يشكلون خطرًا، فإن الحاجة الملحة تدفعها للمجازفة، وهو ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى صراعات دموية تؤدي إلى قتلها.

وفي تصريحاتها، قالت كريستين وينتر، مديرة برنامج الحفاظ على البيئة في جمعية إغاثة العلاقات الإنسانية بين الفيلة (EHRA)، إن "الفيلة تعرف مسبقًا متى ستهب الرياح وأين تختبئ منها، وتعلم مواقع المياه بدقة". لكن كل هذا لا يمنعها من الاقتراب من المستوطنات البشرية في أوقات الأزمات.

انهيار التوازن التاريخي: كيف فقد البشر مهارات التعايش؟

في الماضي، كان سكان صحاري ناميبيا يعرفون كيف يتعايشون مع الأفيال. لكن خلال حرب الاستقلال الناميبية (1960s–1980s)، تراجعت أعداد الأفيال بسبب الصيد الجائر من أجل اللحوم والعاج، ما أدى إلى اختفائها من المنطقة لعقود.

ومع عودتها في تسعينيات القرن الماضي، كان التغيير الاجتماعي قد محا المعارف التقليدية، بينما حمل الوافدون الجدد إلى المنطقة مفاهيم خاطئة عن الفيلة، بما فيها خرافات بأنها تأكل البشر، أو أنها تسعى لتدمير المنازل عمدًا، مما زاد من حدة الصراع بين الإنسان والحيوان.

العواقب المأساوية: إطلاق النار والخوف يقضي على الأفيال

اليوم، ومع افتقار السكان المحليين للمعرفة حول كيفية التعامل مع الأفيال، يلجأ المزارعون إلى استخدام العنف كوسيلة دفاع. تطلق النار على الفيلة، فتتجول مصابة حتى تموت، أو تُقتل فورًا دفاعًا عن الممتلكات. وتشير الإحصائيات إلى أن أعداد فيلة المنطقة انخفضت من 3000 إلى أقل من 150 فقط، وهو مؤشر كارثي على اقتراب هذه الفئة النادرة من الانقراض الكامل.

حلول تقنية: كيف ينقذ GPS وصور الأقمار الصناعية ما تبقى؟

في مواجهة هذه التحديات، يسعى مشروع بيئي طموح إلى تمكين التعايش السلمي بين البشر والفيلة، باستخدام تقنيات GPS وصور الأقمار الصناعية عالية الدقة. تقوم هذه التقنية بتحديد تحركات الأفيال بدقة، وتُرسل بيانات آنية إلى فرق المتابعة، مما يسمح بتنبيه المجتمعات المحلية مسبقًا وتحذيرها عند اقتراب الأفيال من المناطق السكنية.

كما تُستخدم هذه البيانات لإنشاء خرائط تفاعلية دقيقة لمواقع تواجد الأفيال ومصادر المياه، وبالتالي يمكن توجيه تدخلات مدروسة لإبعادها عن مناطق الخطر، وتوفير موارد بديلة داخل نطاقها الطبيعي.

نحو مستقبل أفضل: التكنولوجيا كجسر للتفاهم بين الإنسان والطبيعة

نجاح هذا المشروع لا يقتصر فقط على حماية الأفيال، بل يُسهم أيضًا في إعادة بناء العلاقة بين المجتمعات البشرية والطبيعة. فمن خلال التدريب المجتمعي، ونشر الوعي الصحيح، وإدماج المعرفة المحلية بالتقنيات الحديثة، يمكن لناميبيا أن تستعيد توازنها القديم، وتوفر نموذجًا عالميًا في الحفاظ على الحياة البرية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق