هل فقدت صناعة الماس بريقها؟ - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل فقدت صناعة الماس بريقها؟ - بلس 48, اليوم السبت 2 أغسطس 2025 11:25 صباحاً

تزامناً مع هذه التحولات، تواجه شركات الألماس العريقة اختبارات قاسية، إذ تتراجع الإيرادات وتتصاعد المنافسة على المستهلك الذي لم يعد ينظر للألماس بعينه التقليدية. وفي ظل هذه الأجواء، تحاول القوى الكبرى في القطاع استعادة السيطرة من خلال حملات تسويقية وتحالفات جديدة لإعادة ترسيخ القيمة الرمزية للألماس الطبيعي.

اختبار علني

في هذا السياق، يشير تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إلى أن:

  • هذا العام، يُواجه مستقبل الماس الطبيعي اختباراً علنياً؛ إذ طُرحت شركة دي بيرز، شركة الماس العريقة التي أسسها سيسيل رودس، للبيع من قِبل مالكتها، أنغلو أميركان المدرجة في بورصة لندن.
  • تُقدّر أنغلو أميركان قيمة الوحدة في حساباتها بـ 4.9 مليار دولار، لكن انخفاض المبيعات يعني أن سعرها قد يكون أقل بكثير.
  • من المقرر تقديم عروض الجولة الأولى من المشترين المحتملين الشهر المقبل.
  • في العام الماضي، بلغت إيرادات شركة دي بيرز نصف ما كانت عليه في العام 2022 فقط.
  • شهدت شركات تعدين أخرى مثل ألروسا، وريو تينتو، وبيترا دايموندز انخفاضات مماثلة في أعمالها المتعلقة بالألماس.

وفي سياق متصل، يلفت التقرير  إلى أن الماس المُصنّع في المختبر ظهر لأول مرة في صناعة المجوهرات منذ أكثر من عقد. ورغم أن تقنية إنتاج الماس معروفة جيداً منذ خمسينيات القرن الماضي، إلا أن التطورات الحديثة جعلت من صناعة الماس المثالي المناسب للمجوهرات أقل تكلفة، فهو مطابق كيميائياً للماس الطبيعي.

اليوم، يباع حجر كريم من ثلاثة قيراط مصنوع في المختبر بما يعادل 7 بالمئة فقط من سعر نظيره المستخرج من المناجم، وفقاً للمحلل بول زيمنيسكي.

  • استحوذت الألماسات المصنعة في المختبر على 17 بالمئة من سوق التجزئة الأميركية من حيث الحجم، ارتفاعاً من 3 بالمئة فقط في عام 2020، وفقًا لبيانات شركة تينوريس الاستشارية.
  • ترتفع حصتها السوقية في فئة خواتم الخطوبة، حيث أظهر استطلاع أجرته منصة "ذا نوت" الإلكترونية لتخطيط حفلات الزفاف أن أكثر من نصف المشاركين اشتروا خواتم ألماس مصنعة في المختبر. ويعتقد العديد من صائغي المجوهرات أن هذه النسبة ستزداد.

يقول محلل التعدين في RBC بن ديفيس: يبدو الأمر أشبه بتآكلٍ دائمٍ لشركات الماس الطبيعي..  بالنسبة لهذه الشركات، التي صمد بعضها قروناً أمام الحروب التجارية، والحروب الفعلية، والكساد الاقتصادي، والأوبئة، تُشكّل الأحجار الاصطناعية التحدي الوجودي الأكبر حتى الآن.

انخفاض الأسعار

يقول الشريك المؤسس لأكاديمية ماركت تريدر، عمرو زكريا عبده، في تصريحات لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية":

  • تشهد سوق الألماس بشكل عام انخفاضاً في الأسعار منذ تفشي جائحة كوفيد 19، نتيجة التغير في قيم المستهلكين، ومنافسة شديدة من الأحجار المصنعة في المختبر.
  • فقد الماس التقليدي بعضاً من بريقه الرمزي والاستثماري، حتى في الوقت الذي تسعى فيه الصناعة لاستعادة قيمته من خلال تحسين التسويق، وكبح العرض، واللجوء إلى العواطف والتقاليد.

ويضيف: يكمن تحدٍ آخر في الماسات المصنعة في المختبر، التي تعيد تشكيل هيكل السوق وعقليات المستهلكين معاً، إذ جعلت امتلاك الماس أمراً أكثر شيوعاً ومتاحاً لفئات أوسع من الناس بعدما كان حكراً على الأثرياء والمميزين.. هذا التغير يقلل من قيمته الرمزية وبريقه كسلعة حصرية، ما يثير تساؤلات جديدة حول مفهوم القيمة والسردية الرومانسية المرتبطة به والرغبة الدائمة في امتلاكه.

ويشير إلى أن مراكز القوى في مجال الماس التقليدي (الطبيعي) تعكف حالياً على السيطرة مجدداً على سوق الماس بمحاولاتها لفصل الماس الطبيعي من المصنع ذهنياً في أوساط المستهلكين.

توحيد الجهود

في هذا السياق، يشير تقرير لـ diamondworld إلى أن:

  • الماس المُصنّع في المختبر سرعان ما استحوذ على أكثر من 20 بالمئة من مبيعات المجوهرات العالمية خلال عقد من الزمن.
  • في الولايات المتحدة، أكبر سوق للماس في العالم، تُستخدم الأحجار الاصطناعية الآن في غالبية خواتم الخطوبة الجديدة.
  • مع استمرار انخفاض أسعار الماس المُصنّع في المختبر، وتزايد صعوبة التمييز بين الماس المُصنّع في المختبر والأحجار الطبيعية، يقول روّاد الصناعة إن الوقت قد حان للتحرك.

يلفت التقرير إلى أن صناعة الماس العالمية تتحد لاستعادة هيبة الماس الطبيعي وسط زيادة إنتاج الماس المعملي.

وينقل عن رئيس الاتحاد العالمي لبورصات الماس، يوروم دفاش، قوله في رسالة موجهة إلى المعنيين بالقطاع: "الأمر لا يقتصر على حصة سوقية فحسب، بل هو تحول ثقافي.. نشهد فقدانًا للقيمة الجوهرية والرمزية المعنوية التي لطالما ميّزت الماس الطبيعي".

في اجتماع رؤساء الاتحاد العالمي لبورصات الماس، الذي عُقد في يونيو ، أعرب قادة الصناعة من مختلف أنحاء سلسلة التوريد - من الدول المنتجة وشركات التعدين إلى تجار التجزئة والبورصات - عن التزامهم المتجدد بالتعاون.

 ووفقًا لدفاش، مثّل هذا الاجتماع لحظةً محوريةً تم فيها التوصل أخيراً إلى توافق في الآراء: فالجهد العالمي الموحد ضروريٌّ لحماية مستقبل الماس الطبيعي.

تراجع الطلب

خبيرة الاقتصاد والطاقة، الدكتورة وفاء علي، تقول لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية":

  • اللافت في سوق الماس العالمية هو تراجع الطلب على الماس الطبيعي؛ وذلك مع بروز منافس قوي يتمثل في الماس المُصنَّع في المختبرات، الذي يتميز بتطابقه شبه الكامل مع الماس الطبيعي وبانخفاض تكاليف إنتاجه.
  • هذا التحول جذب المستثمرين بالنظر إلى المزايا الاقتصادية الواضحة للماس المُخلق كيميائياً.
  • كما تغيرت تفضيلات المستهلكين لصالح الماس الصناعي نظراً لانخفاض سعره وضمان استدامته، بينما أدت الرسوم الجمركية إلى زيادة أسعار الماس الطبيعي، مما فاقم من تراجع الطلب عليه.
  • يضاف إلى ذلك تأثير التضخم المرتفع الذي قلّص حركة مبيعات الماس حول العالم، في وقت اتجه فيه كثير من المستثمرين إلى الذهب باعتباره ملاذاً آمناً.

وتضيف: وفقاً لمجلس الماس العالمي تواجه عمليات استخراج الماس الطبيعي تحديات متزايدة نتيجة ارتفاع التكاليف، ورغم الحملات التسويقية الضخمة، تراجعت ثقافة اقتناء المجوهرات.. وأصبح المستهلكون أكثر ميلاً للماس المُصنَّع، الذي يصعب في كثير من الأحيان تمييزه عن الماس الطبيعي.. واللافت أيضاً أن عملية إنتاج الماس الصناعي، التي تُجرى في غضون ساعات، ألغت الحاجة إلى سنوات من عمليات المسح الجيولوجي والاستخراج التقليدي.

وتستطرد: تتركز النسبة الأكبر من هذه الصناعات في الصين، التي برزت كقوة رائدة في الماس الصناعي.. ونتيجة لهذه التحولات، فقد الماس الطبيعي جزءاً كبيراً من بريقه التاريخي، ليحل محله الماس المصنع في عصر تتسم اقتصاده بالفقاعات والتغيرات السريعة.

مرحلة غير مستقرة

من جانبها، توضح خبيرة أسواق المال، الدكتورة حنان رمسيس، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، أن صناعة الألماس تمر بمرحلة غير مستقرة مقارنة بمستوياتها التاريخية، مشيرة إلى أن هذه الصناعة فقدت كثيراً من توازنها بسبب مجموعة من العوامل المتشابكة.

وأوضحت رمسيس أن عمليات استخراج الألماس الطبيعي تواجه ضغوطاً متزايدة نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج ومتطلبات الجودة الصارمة، وهو ما انعكس على الأسعار النهائية للمستهلكين. وتعتقد بأن الأزمات الاقتصادية العالمية وتراجع القدرة الشرائية أثّرا بشكل مباشر على الإقبال على الأصول الفاخرة، لافتة إلى أن كثيراً من المستثمرين أصبحوا يفضلون التوجه إلى الملاذات الأكثر استقراراً مثل الذهب.

وتؤكد الخبيرة أن الألماس المُصنع في المختبر بات يمثل أحد أبرز المتغيرات التي تعيد رسم خريطة السوق، إذ يجذب المستهلكين بفضل انخفاض تكلفته وضمان استدامته، الأمر الذي قلّص من المكانة التقليدية للألماس الطبيعي.

وحول مستقبل السوق، ترى رمسيس أن أي انتعاش حقيقي سيعتمد على استقرار الأوضاع الاقتصادية العالمية وتحسن الطلب على السلع الكمالية، لكنها تحذر من أن المنافسة المتنامية من الألماس الصناعي ستظل عاملاً ضاغطاً على الصناعة في المدى القريب.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق