غزة بين الجوع والخذلان.. إغاثة أميركية في مرمى الاتهام - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
غزة بين الجوع والخذلان.. إغاثة أميركية في مرمى الاتهام - بلس 48, اليوم السبت 2 أغسطس 2025 10:15 صباحاً

مساعدات جوية متعددة الجنسيات.. واتهامات إسرائيلية

في سياق التحركات الإنسانية، زار كل من المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف والمستشار الأمريكي لدى إسرائيل مايك هكابي، مركزا للمساعدات الإنسانية في مدينة رفح، حيث تابعا توزيع الغذاء وشددا على أهمية إيصال الدعم العاجل، في وقت صعّدت إسرائيل من لهجتها تجاه حماس، متهمة إياها بـ"معاداة المؤسسة" ومنع وصول الإغاثة و"نهب" المساعدات.

ترافق ذلك مع تصاعد وتيرة عمليات الإنزال الجوي للمساعدات في سماء غزة، بقيادة دولة الإمارات والأردن، وانضمام طائرات ألمانية، فرنسية، وإسبانية، في مشهد يعكس الحراك الدولي المتزايد رغم العوائق السياسية والميدانية.

المفاوضات تتهاوى.. والميدان لا ينتظر

في موازاة التحركات الإغاثية، تعيش المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق المحتجزين حالة من الجمود. فبحسب مصادر مطلعة لشبكة "سي إن إن"، توقفت حماس عن المشاركة في أي نقاشات، ما دفع الوفدين الأمريكي والإسرائيلي إلى الانسحاب من محادثات الدوحة. ويتهم ويتكوف حماس بالتفاوض بـ"سوء نية"، وهو ما يزيد من قتامة المشهد السياسي.

"إسرائيل والولايات المتحدة تستخدمان الجوع كسلاح إبادة"

وفي مداخلة على برنامج "التاسعة" عبر سكاي نيوز عربية، قال الباحث السياسي جمال زقوت إن ما يجري في غزة هو "استخدام ممنهج للتجويع كسلاح إبادة"، مضيفًا أن زيارة ويتكوف إلى المنطقة ليست سوى "محاولة لامتصاص حالة التأليب الدولي غير المسبوق ضد سياسات الحصار".

وأشار زقوت إلى أن "حتى ترامب لم يعد قادرا على تجاهل المجاعة، لكنه يكتفي بتوصيفها دون تقديم حلول"، مستنكرا تحميل حماس المسؤولية عن تعطيل المساعدات، خاصة بعد تقارير - منها تقرير نشرته رويترز مؤخرًا - نفت وجود أي دليل على استيلاء الحركة على المساعدات.

وأضاف: "ما لا يمكن إنكاره هو أن 700 فلسطيني على الأقل لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الوصول إلى مراكز المساعدات، وبعضهم قضى تحت القصف أثناء انتظار سلال غذائية قد تنقذهم من المجاعة". وأردف: "نحن أمام جريمة منظمة تتجاوز مسؤولية حماس وتضع إسرائيل والولايات المتحدة في قلبها".

التحرك الدولي يتبلور.. هل يعيد تشكيل المعادلة؟

أحد أبرز ملامح التحول الدولي يتمثل في تحذيرات من عواصم غربية، مثل بريطانيا، التي لوحت بالاعتراف بالدولة الفلسطينية إذا استمر "التجويع والقتل المنهجي"، وهي تصريحات يرى فيها زقوت مؤشراً على "إدراك دولي متزايد لحجم الكارثة، ورغبة في تحويل المواقف الرمزية إلى خطوات ملموسة".

وتابع: "عندما كانت الأمم المتحدة مسؤولة عن توزيع المساعدات، جرى الاتفاق على إطار واضح. أما بعد انخراط إسرائيل المباشر، تراجعت المرحلة الثانية من الاتفاق وتحولت المساعدات إلى أداة ضغط".

المطلوب فلسطينيا: حكومة وحدة وطنية وكسر الانقسام

على الصعيد الفلسطيني، دعا زقوت إلى "تغيير قواعد اللعبة" وتجاوز حالة الانقسام بين السلطة الفلسطينية وحماس. وقال: "الوقت من دم، ويجب أن يتوقف التراشق والاتهامات". وأضاف: "على حماس أن تتعامل بجدية مع تشكيل حكومة وفاق وطني، وعلى السلطة ألا تخضع للابتزاز الغربي القائل بأن فلسطين المستقبل يجب أن تكون دون حماس".

وفي هذا السياق، شدد على ضرورة "صياغة عقد سياسي واجتماعي فلسطيني داخلي جديد، مبني على المصالح الوطنية، وموحد في خطابه السياسي تجاه الاحتلال"، مؤكدًا أن الطريق نحو الدولة الفلسطينية يبدأ أولا من الداخل الفلسطيني.

بين المبادرات الجوية ومآسي الأرض

في الوقت الذي تتسابق فيه الطائرات المحمّلة بالمساعدات لإلقاء شحناتها في سماء غزة، تبقى الأسئلة الكبرى عالقة على الأرض: من يتحمّل مسؤولية الجوع؟ ومن يوقف نزيف الأرواح؟ وهل تتحوّل الخطط الأمريكية من ذرائع إعلامية إلى خطوات سياسية؟.

في ظل استمرار انقطاع المفاوضات، وتنامي الشكوك في صدق النوايا السياسية، قد تكون المجاعة في غزة اختبارا قاسيا لإرادة المجتمع الدولي: إما أن يلتزم بتغيير المعادلة، أو أن يظل شاهدا على كارثة إنسانية تُرتكب على مرأى ومسمع من العالم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق