نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
محرومون من منفذ بحري.. لعنة أكسوم تطارد 150 مليون إثيوبي وآبي أحمد في ورطة - بلس 48, اليوم الخميس 31 يوليو 2025 04:40 مساءً
تتداول الأوساط الشعبية في إثيوبيا حكاية قديمة تقول إن الإمبراطورية الإثيوبية وقعت تحت لعنة تاريخية بعدما رفض أحد أباطرة مملكة أكسوم منح اللجوء لقافلة هاربة من الجفاف، فدعا عليها شيخ من القافلة بأن تظل أرضها عطشى دون منفذ بحري.
هذه الأسطورة تحولت مع الزمن إلى سردية قومية تبرر الطموح الإثيوبي الدائم للوصول إلى البحر الأحمر، خاصة بعد أن أصبحت الدولة الوحيدة في القرن الأفريقي التي لا تملك منفذاً بحرياً منذ انفصال إريتريا عام 1993.
صراع على المنافذ البحرية
خلال الحقبة الأكسومية التي ازدهرت بين القرنين الأول والسابع الميلادي، كانت إثيوبيا متصلة بالبحر الأحمر عبر ميناء عدوليس في إريتريا الحالية، لكن الصراعات الإقليمية خاصة مع الممالك الصومالية أفقدتها هذا المنفذ الحيوي. في العصر الحديث، حاول الأباطرة الإثيوبيون مثل تيودروس الثاني ومنليك الثاني تأمين منفذ بحري عبر تحالفات مع القوى الأوروبية، لكنهم فشلوا في ذلك، لتبقى إثيوبيا دولة حبيسة تعتمد بشكل كامل على جيبوتي في تجارتها الخارجية، مما كبدها تكاليف باهظة أثرت على اقتصادها المتنامي.
تهديد آبي أحمد
في أكتوبر 2023، أثار رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد موجة من الجدل عندما صرح أمام البرلمان بأن مائة وخمسين مليون إثيوبي لا يمكن أن يعيشوا في سجن جغرافي، مشيراً إلى أن الوصول إلى البحر حق طبيعي لبلاده.
هذه التصريحات تم تفسيرها على أنها تهديد ضمني باستخدام القوة إذا لزم الأمر، لكنه تراجع لاحقاً عن لهجته العدائية مؤكداً التزام بلاده بالحلول السلمية، في محاولة واضحة لخلق توازن بين الضغط الإقليمي وإرضاء المجتمع الدولي.
الرفض الإريتري
إريتريا التي خاضت حرباً حدودية دامية مع إثيوبيا بين عامي 1998 و2000 ترفض أي محاولة إثيوبية للوصول إلى البحر الأحمر، حيث وصف الرئيس الإريتري أسياس أفورقي الطموحات الإثيوبية بالمتهورة، مؤكداً أن أي مساس بسيادة بلاده على موانئها مثل عصب ومصوع غير مقبول. وتعتمد إريتريا على رسوم الموانئ كمصدر رئيسي للدخل، كما أن تحالفها مع مصر التي تتنافس مع إثيوبيا حول سد النهضة يجعل الموقف أكثر تعقيداً.
اتفاق صوماليلاند
في يناير 2024، وقّعت إثيوبيا مذكرة تفاهم مع إقليم صوماليلاند غير المعترف به دولياً، تمنحها حق الوصول إلى ميناء بربرة مقابل اعتراف دبلوماسي محتمل، مما أثار غضب الصومال الذي اعتبر الاتفاق انتهاكاً لسيادته. هذا التحرك يحمل مخاطر كبيرة في ظل التحالفات الإقليمية المعقدة، حيث تحالفت جيبوتي مع مصر وإريتريا لمواجهة الطموحات الإثيوبية، بينما تدعم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحدة الصومال، مما يحد من فرص الاعتراف الدولي بصوماليلاند.
==
مصادر التقرير: اندبندنت عربية، بي بي سي، رويترز.
0 تعليق