الإخوان فرع تل أبيب - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الإخوان فرع تل أبيب - بلس 48, اليوم الخميس 31 يوليو 2025 04:08 مساءً

في واقعة تثير الدهشة قبل أن تكشف ألاعيب الأجندات السرية، نظّمت ما تسمى "الحركة الإسلامية" في الداخل الفلسطيني المحتل فرع جماعة الإخوان الإخوان تظاهرة أمام السفارة المصرية في تل أبيب للمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة. الغريب في الأمر لم يكن فقط موقع التظاهر، بل غياب أي نشاط مشابه أمام المؤسسات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية التي تقود حرب إبادة دموية على القطاع منذ شهور، وكأن العدو ليس من يطلق الصواريخ ويمارس المجازر، بل الدولة المصرية التي تسعى لوقف إطلاق النار وتوفير المساعدات وتبذل كل غالٍ لإنقاذ الفلسطينيين ومنع تهجيرهم.

 

يتزعم هذه التظاهرات شخصيتان إخوانيتان معروفتان؛ رائد صلاح ونائبه كمال الخطيب، اللذان التزما الصمت طوال 22 شهرا من العدوان الإسرائيلي على غزة، ولم ينطقا بكلمة واحدة تدين المحتل أو تحمّله مسؤولية المجازر التي طالت المدنيين، قبل أن يستفيقا فجأة لا للتنديد بإسرائيل بل للاعتصام أمام سفارة مصر.

 

الحقيقة المرة أن ما تقوم به هذه الحركة ليس سوى وجه جديد من وجوه التنسيق غير المعلن بين الإخوان وتل أبيب، ويدفعنا هذا إلى التشكيك في دوافع هذا النشاط المشبوه. والحقيقة لا يمكن وصف هذه التظاهرات إلا بأنها دعوة مشبوهة من جماعة مشبوهة. وإلا لماذا لم نرَ مظاهرة واحدة أمام مكتب نتنياهو أو وزارة الدفاع أو الكنيست مثلا، لماذا لم تُحاصر المؤسسات الصهيونية كما خرجت الدعوات ضد السفارات المصرية؟.

 

الواقعة تأخذنا إلى الدوافع مباشرة عندما سمحت تل أبيب للحركة الإسلامية المحظورة بالتظاهر في قلب العاصمة الإسرائيلية، بل وتوفير حماية أمنية لهم، وهو ما يؤكد العلاقة الخفية التي تربط التنظيم بقادة الاحتلال.

 

ربما تكون هذه الواقعة الأخيرة هي الأكثر وضوحًا، لكنها ليست الأولى من نوعها. فالحركة الإسلامية التي أسسها عبد الله نمر عام 1971، ونشطت بين فلسطينيي الداخل المحتل، ارتبطت تاريخيًا بجماعة الإخوان، وتبنّت خطابها ونهجها. ومع مرور الوقت، انقسمت الحركة إلى تيارين: أحدهما بقيادة رائد صلاح ويرفض المشاركة في الانتخابات الإسرائيلية، والثاني بقيادة الإخواني منصور عباس الذي لم يتردد في دخول الكنيست بل والمشاركة في حكومة نفتالي بينيت.

 

منصور عباس، الذي يتحدث بالعربية تحت قبة البرلمان الإسرائيلي، لم يخفِ تأييده للتطبيع والمشاركة في القرار السياسي الإسرائيلي، وهو ما يجعل مكوّنات الحركة جزءًا أصيلًا من الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، ما دام ذلك يخدم المصالح الحزبية لجماعة الإخوان، ولو على حساب الدم الفلسطيني.

 

ومن هنا، يظهر الإخوان كفرع فعلي للحركة الصهيونية، ليس فقط في التنسيق الميداني بل حتى في الأيديولوجيا. الإسلاميون هم الوجه الآخر للحركة الصهيونية قولًا وفعلًا. فمن يتجاهل عدوًا يذبح الفلسطينيين، ليهاجم دولة عربية تسعى لوقف النزيف، لا يمكن إلا أن يكون في خندق الأعداء.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق