مع الشروق : من يوقف جنون الصهاينة ؟ - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق : من يوقف جنون الصهاينة ؟ - بلس 48, اليوم الثلاثاء 22 أبريل 2025 11:35 مساءً

مع الشروق : من يوقف جنون الصهاينة ؟

نشر في الشروق يوم 22 - 04 - 2025

2351398
إزاء ما يجد من أحداث صاعقة في منطقتنا العربية، لا يملك المرء إلا أن يتساءل عن نوعية الدماء التي تسري في عروق العديد من القيادات العربية.. إن كانت هذه الدماء لا تزال دماء عربية يهمّها مصير المنطقة وشعوبها من قريب أو بعيد أم لا ؟
فها هو العدو الصهيوني يعربد في غزة وفي كامل الاقليم.. يقتل ويبيد ويدمّر ويعيد رسم الخرائط. وها هي القوى الامبريالية وفي طليعتها الولايات المتحدة الأمريكية تتكالب على المنطقة وتمعن في إمداد الصهاينة بكل أدوات الغي والعدوان من أموال طائلة وأسلحة متطورة.. وها هم المسؤولون الصهاينة يتبارون في إظهار الخرائط الجديدة التي ستجرف أجزاء كبرى من دول عربية وستمحو دولا أخرى... ليصل بهم الأمر الى حدّ إعداد فيديو صادم يصوّر مشهدا لنسف المسجد الأقصى وإقامة هيكل سليمان المزعوم على أنقاضه فلا يحرّك العرب ساكنا ولا يتعدى ردّ الفعل إصدار بعض بيانات الشجب والاستنكار لدى القلّة ودس الرأس في الرمل للأغلبية.
والواقع أن الصهاينة حين يتحرّكون فإنهم لا يفعلون ذلك بصفة عشوائية. بل إن لهم مشروعا واضح المعالم ومخططات تنفذ على مراحل يعملون حسب الظروف على إنضاج مناخات تنفيذها... ومنتهى هذا المشروع يصبّ في إخضاع كل المنطقة العربية وإنجاز ما يسمى «إسرائيل الكبرى»... هذا الكيان الذي سوف يستحوذ حسب الخرائط الصهيونية المعروضة على كامل فلسطين التاريخية وعلى كل لبنان والأردن وأجزاء هامة من سوريا والعراق ومصر والمملكة العربية السعودية. وهو المشروع الذي بدأ يتدحرج منذ أظهر نتنياهو من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة «خريطته المشؤومة» لما سماه «الشرق الأوسط الجديد»... وأعلن اندفاعه لتغيير خارطة المنطقة برمتها إنجازا لهذا المشروع.
هذا المشروع ليس صهيونيا فقط، بل إنه أمريكي أيضا ولعله أمريكي بالأساس.. ونحن لا نزال نذكر يوم أعلنت وزيرة خارجية أمريكا كوندوليزا رايس عام 2006 في لحظة زهو وانتشاء بتدمير العراق واحتلاله وإخراجه نهائيا من معادلات المنطقة ان كرة النار سوف تتدحرج من العراق إلى سوريا والسودان وليبيا والسعودية لتكون مصر «الجائزة الكبرى»... وذلك على درب تحقيق ما سمي «الشرق الأوسط الكبير» أو «الجديد».
وليس خافيا أن الأمريكيين والصهاينة تقاسموا الأدوار لتنفيذ هذا المخطط الذي سيمكن من فرض هيمنة الكيان الصهيوني على المنطقة وعلى الدول والكيانات القزمية التي سوف تنشأ عن سياسة «التقسيم وإعادة التشكيل» على أسس مذهبية وعرقية وطائفية والتي يجري تنفيذها منذ فترة.. وبذلك تلتقي الاستراتيجيات الأمريكية التي بات يعبّر عنها تيار المسيحية الصهيونية مع الاستراتيجيات الصهيونية الهادفة إلى إقامة «إسرائيل الكبرى» وعاصمتها القدس المحتلة ليقع العرب وكل المنطقة العربية بين فكّي كماشة.
ليس غريبا وفق هذه المعطيات أن يندفع الصهاينة على طريق تهجير سكان قطاع غزة وتهيئة الأرض لمشروع الهند- أوروبا الذي تخطّط من خلاله أمريكا لإجهاض طريق وحزام الحرير الصيني.. ومن بعدهم تهجير سكان الضفة الغربية المحتلة والاندفاع منها نحو إنجاز باقي مراحل المشروع الصهيوني الكبير.
وسط هذه اللوحة السوداوية ووسط هذا المشهد الملتهب يرتسم سؤال كبير: هل يعي العرب أنظمة وشعوبا حجم المخاطرة المحدقة بهم ؟ وهل يدركون أن المعركة أصبحت الآن معركة وجود وأن المستقبل العربي أصبح في مهب الريح ؟ وهل يعلمون أن العنوان الكبير لهذا المخطط الجهنمي هو المسجد الأقصى ؟ وأن يوم نفتح عيوننا لنجد أنه نسف كما صور في الفيديو المسرّب بات قريبا.. وقريبا جدّا.
عبد الحميد الرياحي

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق