المهندس أسامة كمال وزير البترول والثروة المعدنية السابق لـ تحيا مصر:

في ظل الاهتمام المتزايد بالاستثمار في قطاع التعدين والموارد الطبيعية بمصر، تتصدر مناجم ذهب أبومروات المشهد كواحدة من أبرز المشاريع الوطنية ذات الطابع الاستثماري المتميز.

ونستضيف اليوم المهندس أيمن إبراهيم، رئيس مناجم أبو ماروت، للحديث عن تطورات المشروع، الخطط المستقبلية، وآفاق صناعة الذهب والتعدين في مصر، وحوارنا اليوم يكشف رؤية واضحة واستراتيجية متكاملة لتعزيز موقع مصر عالمياً في قطاع التعدين، مع التركيز على الابتكار والاستدامة البيئية.

س: بدايةً، ما أبرز المستجدات المتعلقة بمنجم أبو مروات في مصر؟

ج: نحن نخطط لافتتاح مصنع جديد لاستخراج ومعالجة الذهب من المنجم خلال الربع الأول من عام 2026، هذا المصنع سيعتمد على تكنولوجيات متطورة وصديقة للبيئة تضمن عدم هدر المعادن المصاحبة للذهب، مما يرفع من نسبة الاستخلاص ويتيح استغلال جميع المعادن الموجودة في المنجم، وليس الذهب فقط.

س: ما حجم الإنتاج الحالي للمنجم وما هي آفاقه المستقبلية؟

ج: حالياً، الإنتاج السنوي من منجم أبومروات يصل إلى نحو 150 ألف أوقية من الذهب، والاحتياطي في تزايد مستمر ومرشح للارتفاع، نتوقع أن يرتفع حجم الإنتاج إلى 500 ألف أوقية خلال السنوات التنمية.

س: ما هي الاستثمارات التي تم ضخها في المشروع حتى الآن؟

ج: استثمرنا حتى نهاية النصف الأول من العام الجاري حوالي 40 مليون دولار في مشروعات الشركة في مصر، ونعمل على تطوير استثماراتنا بشكل مستمر وفقاً لموافقة هيئة الثروة المعدنية.

س: هل هناك خطط للتوسع في الاستكشاف والتعدين؟

ج: نعم، وقعنا عقد حفر جديد مع إحدى الشركات لحفر ما لا يقل عن 5 آلاف متر بطريقة الحفر العكسي في المناطق الاستكشافية التابعة لنا، كما نفاوض حالياً على عقد منفصل لاستكشاف المياه الجوفية في منطقة حمامه، إضافة إلى برامج حفر أخرى متعلقة بالجيولوجيا الفنية واستخراج المعادن وتمديد الموارد، وأكثر من ٩ آلاف متر حفر ماسي في ١١٣ بير حفر في منطقه ابو مروات لزيادة الاحتياطي

س: ما مساحة التراخيص التي تملكها الشركة؟

ج: لدينا رخصة تعدين في منطقتي رودريجين وغرب حمامه لمدة 20 عاماً مبدئية مع إمكانية التجديد لعشر سنوات إضافية، بجانب رخصة تنقيب في منطقة أبومروات لمساحة 255 كيلومتراً مربعاً لمدة 4 سنوات إضافية.

س: كيف ترى تأثير قانون تحويل هيئة الثروة المعدنية إلى هيئة اقتصادية مستقلة على قطاع التعدين؟

ج: القانون يمثل خطوة مهمة وإيجابية، إذ يعالج تحديات صناعة التعدين ويخلق بيئة جاذبة للاستثمارات الخارجية، كما سيسهم في زيادة رخص البحث وظهور شراكات مع كبرى الشركات العالمية، مما يدعم تطور الاقتصاد المصري في هذا القطاع الحيوي.

س: ماذا عن الموارد المعدنية الأخرى في مصر؟

ج: مصر تمتلك ثروات هائلة من الخامات المحجرية والمنجمية، الحجر الجيري يغطي نحو 60% من مساحة البلاد باحتياطي 15 مليار طن، ويستخدم في أكثر من 30 صناعة. 
أما المعادن المنجمية، فيتصدرها الذهب المتوفر في أكثر من 140 موقعاً، إضافة إلى الفوسفات، الفلسبار، الألمنيت، الكولين، الكبريت، ومعادن استراتيجية مثل التنتالوم والليثيوم، وهذه الموارد تفتح آفاقاً واسعة للتوسع والتطوير في قطاع التعدين المصري.

س: ما المميزات التقنية والبيئية التي سيتميز بها مصنع استخراج الذهب الجديد في أبومروات؟

ج: سيتم تجهيز المصنع بأحدث التكنولوجيات المتطورة والصديقة للبيئة، والتي تركز على تقليل الأثر البيئي بشكل كبير، و هذا يشمل تقنيات تمنع هدر المعادن المصاحبة للذهب، مما يسمح لنا بتحقيق أعلى معدلات استخلاص وتحويل جميع المعادن الموجودة في الخام إلى منتجات ذات قيمة مضافة، وليس مجرد استخراج الذهب فقط، وهذه الخطوة تعكس التزامنا بالاستدامة وتحقيق أقصى استفادة من الموارد الطبيعية.

س: ما التحديات التي تواجهها شركة مناجم أبو مروات في تطوير المشروع وكيف تتعاملون معها؟

ج: من أبرز التحديات التي نواجهها هي طبيعة العمليات التعدينية التي تتطلب تقنيات متقدمة وحرفية عالية، بالإضافة إلى ضرورة الالتزام الصارم بالمعايير البيئية لضمان استدامة المشروع، كذلك، التعامل مع البنية التحتية في المناطق النائية يمثل تحديًا لوجستيًا. 
ونحن نتعامل مع هذه التحديات من خلال تبني أحدث التكنولوجيا، والعمل عن كثب مع الجهات الحكومية والبيئية، وتوفير التدريب المستمر لكوادرنا الفنية، مما يضمن سير العمل بكفاءة عالية وتحقيق الأهداف المرجوة.