كيف تؤثر ثورة الـ AI على زيادة الطلب على الكهرباء وأسعارها؟ - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كيف تؤثر ثورة الـ AI على زيادة الطلب على الكهرباء وأسعارها؟ - بلس 48, اليوم الثلاثاء 29 يوليو 2025 08:06 صباحاً

غير أن ما يقف خلف هذا التطور المذهل هو بنية تحتية ضخمة من مراكز البيانات، تعمل على مدار الساعة لتشغيل النماذج الحسابية العملاقة وتبريدها.. وبالتالي فإن هذا التقدم التقني، الذي يُبهر العالم بإمكاناته، يثير مخاوف متصاعدة بشأن استهلاك الطاقة الكهربائية على نطاق واسع.

تدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي الحديثة يستهلك كميات هائلة من الكهرباء، تعادل في بعض الأحيان استهلاك مدن كاملة. ومع توسع مراكز البيانات التي تدعم هذه التطبيقات، ترتفع الضغوط على شبكات الكهرباء بشكل حاد، لتتجاوز في بعض المناطق قدراتها التشغيلية. النتيجة المباشرة لذلك هي ارتفاع أسعار الطاقة، وهو ما ينعكس بدوره على الاقتصاد ككل، من المستهلكين الأفراد إلى الصناعات التي تتقاسم الشبكة الكهربائية نفسها مع هذه المراكز الضخمة.

يفتح هذا التحول التكنولوجي الباب أمام أسئلة صعبة تتعلق بالاستدامة البيئية والعدالة في توزيع الموارد. ففي الوقت الذي تتسابق فيه الشركات العالمية لبناء المزيد من مراكز البيانات لتلبية الطلب المتنامي على تطبيقات الذكاء الاصطناعي، تتزايد المخاوف من أن يقود هذا السباق إلى أزمة طاقة حقيقية، ويزيد من البصمة الكربونية لقطاع التقنية.

ارتفاع الأسعار

يشير تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" إلى أنه:

  • مع تزايد مراكز البيانات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، يخشى خبراء الطاقة أن تتجاوز احتياجاتهم المتزايدة من الطاقة العرض، وأن ترتفع الأسعار بشكل كبير على الجميع.
  • لسنوات، دعمت هذه المراكز مجموعة واسعة من مواقع التجارة الإلكترونية، ووسائل التواصل الاجتماعي، ومنصات الفيديو عبر الإنترنت، وتُسهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي الآن في زيادة استهلاكها للطاقة.

وينقل التقرير عن الباحث غير المقيم والمتخصص في أسواق الطاقة بجامعة جونز هوبكنز، آبي سيلفرمان، قوله: "نشهد نمواً ملحوظاً في أحمال مراكز البيانات في جميع مناطق البلاد.. وهذا يُسبب ضغطًا تصاعديًا هائلًا على الأسعار، سواءً للنقل أو للتوليد".

وفي حين أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مثل ChatGPT، سريعة وسهلة الاستخدام، إلا أن حتى مهام الذكاء الاصطناعي البسيطة قد تتطلب كميات هائلة من الكهرباء.

على سبيل المثال، يستهلك توليد صورة عالية الدقة باستخدام نموذج ذكاء اصطناعي طاقة تعادل شحن هاتف ذكي حتى منتصفه، وفقاً لدراسة أجراها باحثون في Hugging Face، وهي منصة تقنية للذكاء الاصطناعي، وجامعة كارنيجي ميلون.

وقالت إحدى الباحثات، ساشا لوتشيوني، إن الأشخاص الذين يستخدمون تطبيقات الذكاء الاصطناعي لا يدركون كمية الطاقة التي يحتاجونها، مضيفة: نتحدث عن "السحابة" كما لو كانت غير مادية.. لا يتخيل مستخدمو هذه التطبيقات مركز بيانات، مبنى من أربعة طوابق بحجم ملعب كرة قدم.

تحول تقني

من جانبه، يقول المستشار الأكاديمي في جامعة سان خوسيه الحكومية، الدكتور أحمد بانافع، في تصريحات لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إن العالم يشهد في الوقت الراهن تحولاً تقنياً كبيراً تقوده تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.. إلا أن هذا التقدم لا يخلو من تحديات، أبرزها التأثير المباشر على استهلاك الطاقة الكهربائية والضغوط المتزايدة على شبكات الكهرباء وأسعارها في مختلف الدول.

  • تعتمد تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحديثة والحوسبة السحابية على مراكز بيانات ضخمة تضم آلاف الخوادم، والتي تحتاج إلى تشغيل مستمر وتبريد دائم، ما يؤدي إلى استهلاك كبير للطاقة.
  • عملية تدريب النماذج الذكية، خاصة تلك ذات الأحجام الهائلة مثل GPT أو Claude، تتطلب موارد حسابية كثيفة، وهو ما يترجم إلى استهلاك كهربائي مرتفع.
  • حتى بعد اكتمال التدريب، تستهلك هذه النماذج كميات كبيرة من الكهرباء أثناء استخدامها اليومي من قبل ملايين المستخدمين.
  • أدى الانتشار المتسارع لمراكز البيانات إلى ارتفاع حاد في الطلب على الطاقة، ويتوقع أن تشكل هذه المراكز ما يزيد عن 5 بالمئة من إجمالي استهلاك الكهرباء عالميًا في السنوات القادمة.
  • في بعض الدول، مثل آيرلندا، أصبحت مراكز البيانات تستحوذ على نسبة كبيرة من إجمالي الاستهلاك الوطني للطاقة، مما أثار نقاشات سياسية حول أولويات التوزيع.

ويشير إلى أن "النمو الكبير في الطلب الصناعي، خصوصاً من قبل شركات التكنولوجيا الكبرى، يؤدي إلى ارتفاع أسعار الكهرباء في العديد من المناطق، خاصة تلك التي تعاني من ضعف في الإنتاج أو محدودية في مصادر الطاقة"، موضحاً أن ارتفاع الأسعار لا يقتصر على المؤسسات الصناعية، بل يمتد ليؤثر على المستهلكين الأفراد والقطاعات الأخرى.

في أوروبا، أسهمت القوانين البيئية الصارمة والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة في ارتفاع التكلفة التشغيلية، ما انعكس على أسعار الكهرباء بشكل عام.

ويرصد بانافع في هذا السياق مجموعة من أبرز التحديات المصاحبة، على النحو التالي:

  • تزايد الضغط على شبكات الكهرباء الوطنية وعدم جاهزيتها لاستيعاب هذه الطفرات.
  • غياب العدالة في توزيع فرص تطوير الذكاء الاصطناعي بين الدول المتقدمة والنامية، حيث تعاني الأخيرة من ضعف في البنية التحتية وارتفاع تكاليف الطاقة.
  • تراجع قدرة الشركات الصغيرة والناشئة على المنافسة أمام عمالقة التكنولوجيا بسبب التكاليف المرتفعة.

كلفة مرتفعة

في الولايات المتحدة، أفادت شركة PJM Interconnection، أكبر مُشغّل لشبكات الكهرباء في البلاد،بارتفاع حاد في استهلاك الكهرباء هذا الصيف. وقد تشهد بعض المناطق ارتفاعاً في الفواتير بنسبة تصل إلى 20 بالمئة.

ومن أهم أسباب هذا التوجه تزايد استهلاك الطاقة من مراكز البيانات التي تدعم أنظمة الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وغيرها من أدوات توليد الطاقة، وفق فوكس نيوز.

  • تُزوّد شركة PJM الكهرباء لـ 67 مليون عميل في 13 ولاية وتدير الشركة شبكة توزيع طاقة واسعة ومعقدة. وهذا الصيف.. تُظهر الشبكة علامات ضغط.
  • في العام الماضي فقط، بدأت مراكز البيانات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي باستهلاك كميات أكبر بكثير من الكهرباء.
  • تستهلك هذه المراكز طاقةً تفوق مراكز البيانات التقليدية بما يصل إلى 30 ضعفًا. معظمها متصل بالشبكة نفسها التي تخدم المنازل والشركات، مما يعني أن تكلفة هذا النمو في الطاقة يتحملها الجميع.

ويشير التقرير إلى أن ثورة الذكاء الاصطناعي انطلقت في العام 2023 مع انتشار أدوات مثل ChatGPT  على نطاق واسع. ومنذ ذلك الحين، تتسابق الشركات لبناء المزيد من البنى التحتية لمواكبة هذا التطور. وتضم المنطقة التي تغطيها  PJM الآن أكبر عدد من مراكز البيانات في العالم.

بين عامي 2024 و2025، أسهم الطلب على الكهرباء من الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات في منطقة PJM في زيادة تكاليف الطاقة بمقدار 9 مليارات دولار. وتتوقع الشركة أن يتجاوز استهلاك الطاقة في ذروة الصيف 154,000 ميجاواط، مع إمكانية تجاوز الأرقام القياسية خلال موجات الحر أو حالات الطوارئ.

استهلاك غير مسبوق

أستاذ علم الحاسوب وخبير الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات في السيليكون فالي كاليفورنيا، الدكتور حسين العمري، يقول لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية":

  • في الوقت الذي تُبهر فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي العالم بقدرتها على التفكير والتوليد والتحليل.
  • هناك سؤال يتصاعد في الخلفية: من أين تأتي كل هذه الطاقة؟ الإجابة التي قد تصدم البعض هي أن هذا التقدم التكنولوجي الهائل يستهلك كميات غير مسبوقة من الكهرباء، قد تعادل ما تستهلكه مدن بأكملها.
  • مراكز البيانات التي تدير تطبيقات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية تعمل على مدار الساعة، وتشغّل ملايين الخوادم التي تحتاج إلى تبريد دائم، مما يدفع استهلاك الطاقة إلى مستويات قياسية.
  • كما أن تدريب نموذج واحد من نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة يستهلك طاقة تعادل تشغيل منزل لعدة سنوات.

ويشدد على انه "من الواضح أن الثورة الرقمية لا تسير بمعزل عن البنية التحتية المادية؛ فالذكاء الاصطناعي، رغم أنه غير مرئي في شكله النهائي، يترك بصمة كربونية محسوسة، ويطرح أسئلة صعبة حول استدامة هذا التوجه التقني على المدى البعيد. فنحن لدينا ذكاء يحاكي العقل البشري، لكنه يحتاج إلى طاقة تتجاوز قدرات الطبيعة إذا لم تتم إدارته بحكمة".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق