بعد أسابيع من التصعيد العسكري وسقوط ضحايا على جانبي الحدود، أعلنت ماليزيا، اليوم الإثنين، نجاح جهود الوساطة التي قادتها بين تايلاند وكمبوديا، وأسفرت عن اتفاق غير مشروط لوقف إطلاق النار، يدخل حيز التنفيذ منتصف ليل 28 يوليو.
وجاء الإعلان بعد يوم دامٍ في العاصمة التايلاندية بانكوك، حيث ارتفع عدد ضحايا حادثة إطلاق النار في أحد الأسواق الشعبية إلى خمسة قتلى، ما زاد من تعقيد المشهد الأمني في البلاد وأشعل المخاوف من امتداد التوترات إلى الداخل.

اتفاق وقف إطلاق النار: تسوية بعد نزيف دموي

صرّح رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، الذي قاد جهود الوساطة، بأن الطرفين توصّلا إلى اتفاق مشترك لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار.

وأكد إبراهيم خلال مؤتمر صحفي: "يسري اتفاق التهدئة اعتباراً من منتصف ليل الإثنين، وقد التزم الطرفان بعدم اتخاذ أي خطوات تصعيدية لاحقاً، والعودة للحوار السياسي المباشر برعاية ماليزية".
ويُعد هذا الاتفاق أول خطوة رسمية لاحتواء النزاع الذي تفجر منذ مايو الماضي، وأودى بحياة عشرات الجنود والمدنيين.

خلفية الصراع: شرارة النزاع انطلقت من منطقة حدودية متنازع عليها

تدهورت العلاقات بين بانكوك وكمبوديا بشكل متسارع عقب حادث إطلاق نار في 28 مايو، حين أطلقت قوات تايلاندية النار على موقع عسكري كمبودي في منطقة متنازع عليها تقع بين محافظة برياه فيهير الكمبودية ومحافظة أوبون راتشاثاني التايلاندية، ما أسفر عن مقتل جندي كمبودي وإصابة آخرين.
ثم تجددت الاشتباكات المسلحة في 24 يوليو، لتشمل نقاط تماس متعددة على طول الحدود، وسط تحذيرات دولية من انزلاق الوضع إلى حرب مفتوحة.

حادث إطلاق نار مأساوي في بانكوك يفاقم التوترات

في سياق متصل، شهدت العاصمة التايلاندية بانكوك حادثة دموية زادت من توتر الأجواء، حيث ارتفعت حصيلة ضحايا إطلاق النار في أحد الأسواق الشعبية إلى 5 قتلى، وإصابة اثنين آخرين، بحسب ما نقلته صحيفة "بانكوك بوست".
ويجري التحقيق لمعرفة دوافع المهاجم، وسط تكهنات بوجود صلة محتملة بين الحادث وبين الاحتقان السياسي والأمني المتزايد في البلاد.

جهود إقليمية لاحتواء التصعيد بين تايلاند وكمبوديا

يأتي الاتفاق بعد ضغوط دولية وتحركات إقليمية بقيادة ماليزيا، في ظل مخاوف متزايدة من تأثير النزاع الحدودي على استقرار منطقة جنوب شرق آسيا.
وأعلنت الحكومة الماليزية أن كوالالمبور ستستضيف اجتماعاً ثلاثياً خلال أغسطس المقبل، يضم مسؤولين من كمبوديا وتايلاند ووساطة من رابطة دول آسيان (ASEAN)، لمتابعة تنفيذ الاتفاق وبحث ترتيبات أمنية دائمة.