في خضم التوترات المتزايدة بين موسكو وواشنطن، كشفت الرئاسة الروسية، اليوم الإثنين، عن احتمال انعقاد لقاء ثنائي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب خلال شهر سبتمبر المقبل في الصين، على هامش احتفالات الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية.
وبالرغم من التصريحات النارية الأخيرة الصادرة عن ترامب ضد بوتين، لم تستبعد موسكو هذا اللقاء، معتبرة أن الفرصة قائمة في حال تواجد الزعيمين في التوقيت والمكان نفسيهما.

الكرملين: اللقاء محتمل في الصين إذا شاءت الظروف

أوضح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في تصريحات نقلتها وكالة "تاس" الروسية، أن عقد الاجتماع بين ترامب وبوتين يتوقف على تزامن وجودهما في الصين خلال سبتمبر المقبل. 
وقال: "إذا قرر الرئيس الأميركي زيارة الصين خلال هذه الأيام، فلا يمكن استبعاد اجتماع بين الزعيمين نظرياً".
وتأتي هذه التصريحات في وقتٍ تشهد فيه العلاقات الروسية الأميركية فتوراً ملحوظاً، خاصة بعد سلسلة من التصريحات الحادة المتبادلة بشأن الحرب في أوكرانيا.

ترامب ينتقد بوتين علناً: يلقي علينا الكثير من الهراء

في تصريحات مثيرة أدلى بها مؤخراً، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن استيائه الشديد من سلوك الرئيس الروسي، قائلاً خلال اجتماع في البيت الأبيض: "لست راضياً عن بوتين، يقول أشياء لطيفة، لكن كلامه لا معنى له".
وأشار إلى أن الجنود الروس والأوكرانيين يُقتلون بالآلاف، مضيفاً أنه وافق على إرسال أسلحة دفاعية أميركية إلى أوكرانيا ويدرس حالياً فرض عقوبات إضافية على موسكو، في تصعيد واضح لسياسة إدارته تجاه الحرب الأوكرانية.

الكرملين: نتعامل بهدوء مع هجوم ترامب الإعلامي

وفي رد موسكو على الانتقادات، قال بيسكوف في وقت سابق إن الكرملين يتعامل بهدوء مع تصريحات ترامب، معتبراً أن بعضها عبارات انفعالية لا تستند إلى وقائع.
وأشار إلى أن روسيا ترى رغبة أميركية في تسوية الأزمة الأوكرانية، لكنها تعتقد أن تحقيق ذلك غير ممكن في الوقت الراهن بسبب تعقيد الصراع وتشعبه السياسي والعسكري.

تعثر الجهود الدبلوماسية ولا تقدم في محادثات السلام

رغم محاولات ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي إقناع بوتين بوقف الحرب، لم تُسفر تلك الجهود عن أي نتائج ملموسة حتى الآن.
وكانت جولتان من المحادثات بين روسيا وأوكرانيا قد عُقدتا في تركيا في 16 مايو و2 يونيو، إلا أنهما انتهتا دون أي اختراق فعلي. ولم تُحدد بعد أي جولة جديدة من المفاوضات، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي ويُضعف آمال التوصل إلى اتفاق قريب.