في تطور لافت يعكس تصاعد الغضب الأوروبي من استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، أعلنت ألمانيا، اليوم الاثنين، استعدادها لاتخاذ خطوات للضغط على إسرائيل في حال لم يتحقق أي تقدم ملموس على صعيد الإغاثة الإنسانية، مؤكدة أن الوضع في غزة بلغ مستويات كارثية لا يمكن السكوت عنها.

التصريحات الألمانية جاءت بعد اتصال هاتفي جرى بين المستشار فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، دعا فيه ميرتس إلى وقف فوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية دون تأخير.

ألمانيا تهدد بالضغط: لا خطوات ملموسة حتى الآن

صرّح المتحدث باسم الحكومة الألمانية أن المستشار ميرتس كان واضحاً للغاية في حديثه مع نتنياهو، محذراً من أن الحكومة الألمانية مستعدة لزيادة الضغط إذا لم يحدث تحسن سريع في الأوضاع.
وأضاف: "نحن مستعدون من حيث المبدأ لاتخاذ مزيد من الخطوات، وهذا هو أيضاً الغرض من الاجتماع الأمني الذي عقد اليوم"، في إشارة إلى جلسة طارئة للمجلس الأمني الوزاري الألماني.

محادثات هاتفية ومطالبات مباشرة من برلين إلى تل أبيب

كشف المتحدث الحكومي شتيفان كورنيليوس، أن ميرتس أعرب عن قلقه البالغ خلال المكالمة مع نتنياهو، مطالباً الأخير ببذل كل جهد ممكن لـ تحقيق وقف فوري لإطلاق النار وتحسين الوضع الإنساني في القطاع.
كما شدد المستشار الألماني على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى المدنيين الفلسطينيين في غزة، محذراً من أن الإجراءات التي أعلنت عنها الحكومة الإسرائيلية يجب أن تتبعها خطوات ملموسة وسريعة.

بيان ثلاثي أوروبي: وقف إطلاق النار فوراً

وكانت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا قد أصدرت، يوم الجمعة الماضي، بياناً مشتركاً طالبت فيه بوقف فوري للقتال في غزة، إلى جانب الإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن الإسرائيليين لدى حركة حماس.
ويأتي هذا الموقف الأوروبي المشترك في ظل قلق متصاعد من تدهور الوضع الغذائي والطبي داخل القطاع، حيث تشير تقارير الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة إلى قرب تفشي المجاعة بشكل واسع.

إسرائيل تعلن هدنة تكتيكية وفتح ممرات للمساعدات

من جهتها، أعلنت إسرائيل، الأحد، عن تنفيذ تعليق تكتيكي يومي لعملياتها العسكرية في ثلاث مناطق في قطاع غزة: المواصي، دير البلح، ومدينة غزة، بالإضافة إلى فتح ممرات إنسانية جديدة لإدخال المساعدات.
وجاء القرار بعد ضغوط دولية مكثفة وتحذيرات متكررة من منظمات الإغاثة من كارثة وشيكة في حال استمرار منع الإمدادات الحيوية.

أوروبا تضغط لكن الأزمة مستمرة

رغم المؤشرات على تحركات دبلوماسية مكثفة، إلا أن الوضع الميداني في غزة لا يزال مأساوياً، وسط دعوات متزايدة لإسرائيل للتوقف عن ربط المساعدات الإنسانية بالأهداف العسكرية، واحترام القوانين الدولية التي تضمن حماية المدنيين.