في ظل حرارة الصيف اللاهبة، سجلت الشبكة القومية للكهرباء في مصر رقمًا غير مسبوق، محققة 39 ألف ميجاوات من الأحمال القصوى، هذا التحدي لم يكن دون آثار، إذ شهدت بعض المناطق وعلى رأسها الجيزة، انقطاعات متكررة في الكهرباء والمياه، ما دفع وزارة الكهرباء إلى الاستعانة بمولدات متنقلة ورفع درجة الطوارئ في محاولة لاحتواء الأزمة المتصاعدة.

الشبكة الكهربائية تتحمل 39 ألف ميجاوات

قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة منصور عبد الغني، إن الوزارة اتخذت تدابير عاجلة لمواجهة الانقطاعات في محافظة الجيزة، حيث تم توفير مولدات كهربائية متنقلة بشكل مؤقت، لتأمين التغذية الكهربائية للمناطق المتضررة حتى عودة الخدمة بشكل كامل.

وسط تحذيرات من استهلاك مرتفع وانقطاعات في الجيزة

المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة منصور عبد الغني، شدد على ضرورة التزام المواطنين بترشيد استهلاك الكهرباء داخل المنازل، مؤكدًا أن هذا السلوك يمثل خط الدفاع الأول لتقليل الأحمال على الشبكة.

وأشار عبد الغني إلى أن الشبكة القومية استطاعت ولأول مرة أن تتحمل ضغطًا كهربائيًا وصل إلى 39 ألف ميجاوات بكفاءة، في حين بلغ الحد الأقصى للأحمال في العام الماضي 38.5 ألف ميجاوات فقط.

استطاعت ولأول مرة أن تتحمل ضغطًا كهربائيًا وصل إلى 39 ألف ميجاوات بكفاءة

في الوقت نفسه، لم تُعلن الوزارة بعد عن الأسباب الفنية الكاملة التي تقف خلف هذه الأزمة المفاجئة، بينما تستمر الجهود على مدار الساعة لمعالجة الأعطال وتثبيت الاستقرار في مختلف أنحاء المحافظة.

تشير التطورات الأخيرة في قطاع الكهرباء إلى تحديات كبيرة تواجه الشبكة القومية خلال فصل الصيف، مع بلوغ الأحمال مستويات غير مسبوقة، ورغم نجاح الوزارة في التعامل الفني مع هذا الحمل الهائل، فإن أزمة انقطاع التيار في بعض المناطق كشفت الحاجة إلى مزيد من الاستثمار في البنية التحتية وتعزيز مرونة الشبكة. 

والاستجابة العاجلة عبر الدفع بمولدات متنقلة خطوة هامة، لكنها لا تعفي من وضع خطط طويلة الأجل لمنع تكرار مثل هذه الأزمات، وبينما تستمر جهود الإصلاح، يبقى ترشيد الاستهلاك مسؤولية مجتمعية لضمان استقرار المنظومة الكهربائية في مواجهة التحديات المستقبلية.