أعلنت السلطات العراقية اليوم الأحد تعطيل كامل وجزئي للدوام الرسمي في عدد من المحافظات، نتيجة لموجة حر تاريخية تجاوزت ٥٠ درجة مئوية، حيث سجلت بغداد ٥٢ درجة مئوية، بينما قفزت الحرارة في عشر محافظات وسطية وجنوبية إلى ٥٠–٥٢ درجة، وتراوحت في المحافظات الشمالية بين ٤٤ و٤٩ درجة مئوية. 

وأكد المتحدث باسم هيئة الأنواء الجوية العراقية، عامر الجابري، استمرار الموجة حتى الثلاثاء ٣٠ يوليو قبل أن تبدأ بالانحسار، فيما وشمل التعطيل الكامل محافظات واسط (٥١°م)، بابل (٥١°م)، البصرة (٥٠°م)، ميسان (٥٠°م)، وذي قار (٥٠°م)، بينما خفضت محافظات أخرى ساعات العمل.

ووجهت السلطات تحذيرات عاجلة للمواطنين بعدم التعرض المباشر للشمس خلال ساعات الظهيرة، مشيرةً إلى وصول "الكتلة الحارة" ذروتها مع تأثيرات خطيرة للأشعة فوق البنفسجية. وتفاقمت الأزمة مع أزمة كهرباء حادة ناجمة عن توقف استيراد الغاز الإيراني وعدم توفر بدائل كافية، مما عرقل تشغيل محطات الطاقة وأفقد السكان وسائل التبريد الأساسية.

تعديلات أوقات العمل الصيفية 

تكررت إجراءات تعطيل العمل الرسمي حول العالم بسبب الظروف المناخية المتطرفة، ففي دول الخليج مثل الكويت والإمارات والسعودية وسلطنة عمان، تُعدّ تعديلات أوقات العمل الصيفية إجراءً روتينياً، حيث يتم تقليص ساعات الدوام أو تحويله إلى فترات المساء في القطاعين الحكومي والخاص. 

وفي الهند، أجبرت درجات الحرارة التي تجاوزت ٥٠ درجة مئوية عدة ولايات على إغلاق المدارس وتعطيل الدوام الحكومي، خاصة في نيودلهي التي سجلت ٥٢.٩°م، مع فرض قيود على العمل الخارجي وقت الذروة.

وفي أوروبا، تبنت دول مثل اليونان تشريعات تسمح بالعمل عن بُعد خلال موجات الحر الشديدة، كما حدث في أثينا صيف ٢٠٢٣، بينما طبقت إيطاليا وإسبانيا إجراءات مماثلة في فترات متقطعة.

 وفي المقابل، تواجه الدول ذات الشتاء القارس إجراءات تعطيل متكررة، ففي الولايات المتحدة وكندا ودول شمال أوروبا، يُعدّ إغلاق المؤسسات والمدارع خلال العواصف الثلجية والبرد القارس الذي يهبط إلى -٥٠°م إجراءً وقائياً معتاداً، كما حدث في ولاية مينيسوتا الأمريكية في يناير ٢٠٢٣.

مخاطر صحية من الحر الشديد واستراتيجيات للمواجهة

يشكل تجاوز الحرارة ٤٠°م تهديداً مباشراً للحياة، حيث يسبب الإجهاد الحراري عبر أعراض مثل التعرق الغزير والدوار وتشنج العضلات، وقد يتطور إلى ضربة شمس مميتة تتميز بارتفاع حرارة الجسم فوق ٤٠°م وجفاف الجلد وفقدان الوعي. كما يؤدي إلى تفاقم أمراض القلب والكلى والرئة. وتوصي منظمة الصحة العالمية بإجراءات وقائية عاجلة تشمل تجنب الشمس بين ١٠ صباحاً و٤ مساءً، والبقاء في أماكن مكيفة، والترطيب المستمر بالماء، وارتداء ملابس فضفاضة فاتحة اللون، مع مراقبة الفئات الضعيفة ككبار السن والأطفال.