في أول لقاء رفيع المستوى منذ أكثر من 25 عامًا بين دمشق وتل أبيب، اجتمع وفد سوري وإسرائيلي في العاصمة الفرنسية باريس، حيث عقد جولة من المباحثات تتمحور بشكل رئيسي عن الملف الأمني بين الجانبان. 

كواليس الاجتماع السوري الإسرائيلي 

وكشف مصدر دبلوماسي، تفاصيل هذا اللقاء والذي جمع بين  بين وفد وزارة الخارجية السورية وجهاز الاستخبارات مع الجانب الإسرائيلي في باريس بوساطة الولايات المتحدة. 

وأفاد التلفزيون السوري، نقلاً عن المصدر الذي لم يكشف عن هويته، أن اللقاء تركز على التطورات التي تشهدها المنطقة الجنوبية، مشيراً إلى أن الهدف العمل على خفض التصعيد وفتح قنوات اتصال بين الطرفين، حيث جاء ذلك في خضم التصعيد الأخير الذي وقع في منطقة السويداء وأسفر عنه معارك دامية، وتدخل إسرائيل بشن ضربات طالت مناطق حيوية في دمشق وحاولت توجيه رسالة تحذيرية لرئيس أحمد الشرع باستهداف مقر الرئاسة في العاصمة، بعدم استهداف الطائفة الدرزية الذي كانت أساس اشتعال الأزمة في السويداء. 

الوفد السوري أكد خلال لقاء مع نظيره الإسرائيلي أكد على أنه يرفض  أي وجود أجنبي غير شرعي على الأراضي السورية، وأي محاولة لاستغلال فئات من المجتمع السوري في مشاريع تقسيم أو خلق كيانات موازية.

كما تطرق اللقاء أيضاً إمكانية إعادة تفعيل اتفاق فض الاشتباك بضمانات دولية، حيث طالب الوفد السوري بانسحاب فوري للقوات الإسرائيلية من النقاط التي تقدمت إليها مؤخرًا.

جولات أخرى بين دمشق وتل أبيب 

وتم الاتفاق على عقد جولات أخرى من المفاوضات لتقييم خطوات تثبيت الاستقرار واحتواء التوتر في الجنوب. 

ويوم الجمعة، قال المبعوث الأميركي توم باراك إن مسؤولين من البلدين تحدثوا عن خفض التصعيد في سوريا خلال المحادثات التي جرت الخميس.

وقتل مئات الأشخاص في اشتباكات بمحافظة السويداء جنوب سوريا بين مقاتلين دروز وقبائل بدوية وقوات حكومية. وتدخلت إسرائيل بغارات جوية لمنع ما وصفته بمجازر جماعية للدروز على يد القوات الحكومية.

وقد سلطت الاشتباكات التي وقعت الأسبوع الماضي الضوء على التحديات التي يواجهها الرئيس أحمد الشرع في تحقيق الاستقرار في سوريا والحفاظ على الحكم المركزي، على الرغم من تحسن العلاقات مع الولايات المتحدة وتطور الاتصالات الأمنية بين إدارته وإسرائيل.