نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"التيكتوكر".. مهنة مفتوحة للجيل الجديد في لبنان - بلس 48, اليوم الجمعة 25 يوليو 2025 08:45 مساءً
في هذا السياق، يبرز جيل "التيك توك والإنفلونسرز"، الذي "قد لا يرتدي البزة الرسمية، لكنه يصنع جمهورا، ويبني تأثيرا، ويعيد تعريف مفهوم العمل نفسه".
ومن بين هؤلاء، الشابة اللبنانية مايا غانم، التي برزت عبر تطبيق "تيك توك" بمقاطع قصيرة ترقص فيها أو تقلد ترندات ساخرة.
وتقول مايا:"أنا ما كنت مفكرة إنو بدي اشتغل بشي، بلشت من التسلية، وصرت مشهورة لحالي. اليوم في براندات بتتواصل معي، بعمل إعلانات لمطاعم، عطور، ميك أب… وكل دخلي من تيك توك."
غانم تقر بأن "الشهرة جاءت من دون تخطيط، وبأنها لا تملك جدولا للمحتوى، بل تعتمد فقط على شو ترند اليوم"، وتختم بقولها: "أنا ما عندي وظيفة ثانية. التيك توك هو كل شغلي، وإذا وقف التيك توك، يمكن ما بعرف شو بدي أعمل".
"المهنة الظرفية"
وبحسب باحثين، فإن هذه النماذج تعكس ما يسمى بـ"المهنة الظرفية"، والتي تفتقر إلى أسس مهنية مستقرة.
وتقول الباحثة وديعة أميوني لـ"سكاي نيوز عربية": "المؤثر الموسمي يظهر ويختفي مع الترند، بعكس المؤثر البنيوي الذي يبني محتواه على علاقة طويلة الأمد مع الجمهور".
وتشدد على أن: "ليس كل مؤثر مؤثرا… التأثير الحقيقي يُقاس بتغيير السلوك".
وتضيف: "لقب المؤثر يجب أن يستخدم بحذر. فليس كل من يملك عددا كبيرا من المتابعين قادرا على التأثير الفعلي. التأثير الحقيقي هو القدرة على تغيير السلوك أو الرأي أو القيم، لا فقط على حصد الإعجابات".
وأضافت:"دراسة أجريت في لبنان على طلاب جامعات أظهرت أن 63 بالمئة منهم يغيّرون آراءهم بناء على محتوى يقدّمه مؤثر يثقون به".
ورأت أن: "المؤثر البنيوي هو من يبني علاقة مستدامة مع جمهوره، ويقدّم محتوى يلامس الواقع، كقضايا الصحة النفسية والاقتصاد والتعليم".
وختمت بالتأكيد على أهمية رفع ما سمّته "المناعة الرقمية"، قائلة: "الاستهلاك غير الواعي للمحتوى قد يؤدي إلى القلق أو الإحباط أو التعلّق بصور غير واقعية للحياة."
ودعت إلى: "تنظيم العلاقة بين المؤثر والمتابع قانونيا وأخلاقيا، كما فعلت دول أوروبية، معتبرة أن لبنان بحاجة ماسة إلى مثل هذا التنظيم".
المحتوى الهادف
في المقابل، يبرز نموذج مختلف يمثله المؤثر اللبناني طه أسعد، الذي يجمع بين الرياضة والفن الرقمي والتحفيز الذاتي، ويرفض ما يصفه بـ"التفاهة الرائجة على بعض المنصّات".
ويقول أسعد: "البطل العالمي" والمؤثر الشاب الذي يجذب الملايين يواجه الشهرة الفارغة بالقيم.
أسعد، الحاصل على ألقاب في بطولات دولية مثل Mr. Olympia Amateur في الهند، وMr. Universe، وDubai Muscle Show، يقول:
"المحتوى الذي أقدمه لا يقتصر على الترفيه، بل يهدف إلى تحفيز المتابعين نحو نمط حياة صحي ومنظّم. ويؤكد أن انطلاقته على تيك توك خلال جائحة كورونا ساعدته على إيصال هذه الرسالة بسرعة غير مسبوقة."
ويضيف: "المحتوى الذي أصنعه متنوّع، مدعوم بخلفيتي كرياضي محترف، ويشمل جوانب من حياتي اليومية، من التدريب إلى قيادة السيارات، والموديلينغ، وحتى اللعب مع كلبي الخاص، اللذي صارا جزءًا من شخصيتي الرقمية".
ويؤكد أسعد أن ظهوره أحيانا بمشاهد ساخرة يهدف إلى إيصال نقد اجتماعي، ويقول: "أستخدم الكوميديا كأداة لنقد اجتماعي، حيث أسلّط الضوء على السلوكيات الخاطئة التي أراها في محيطي. رسالتي ترفض السباق وراء الترندات الفارغة، مفضّلًا التفاعل الحقيقي مع متابعين يثقون بي".
وعن الجانب المالي، يوضح: "تيك توك ومواقع التواصل لا تدر عليّ مدخولا مباشرا، ومصدر دخلي يأتي من الإعلانات على فيسبوك وإنستغرام وسناب شات".
ويضيف أنه يدير أعمالا في "تجارة السيارات والمكمّلات الغذائية"، ويعمل أيضا "كمدرب رياضي دولي".
ويُصرّ على رفض الصورة النمطية عن صناع المحتوى، قائلا: "المؤثرين ما عندن شغل" مقولة غير صحيحة... إنتاج المحتوى يتطلّب وقتا وجهدا كبيرين: من الفكرة، إلى التصوير، إلى التفاعل مع الجمهور".
ويشدّد على أن "تأثيره الحقيقي يظهر في رسائل المتابعين الذين يعتبرون نصائحه جزءا من تغييرات إيجابية في حياتهم".
صناعة المحتوى.. مهنة قائمة
من جانبه، يرى خبير المحتوى الرقمي عمر قصقص أن مهنة صانع المحتوى تجاوزت منذ سنوات فكرة "الهواية"، وقال: "صانع المحتوى ليس هاويا… بل مهنة متعددة الأبعاد".
وأضاف: "صانع المحتوى الناجح هو منتج ومحرر ومسوق ومبتكر في آنٍ معًا. لا يكفي أن يصوّر فيديو قصير على تيك توك، بل يجب أن يعرف جمهوره، ويدرس سلوكهم، ويطوّر أدواته بشكل مستمر."
وشدد قصقص على أن: "المؤثر لا يُعدّ صاحب مهنة فعلية ما لم يكن جزءا من مشروع متكامل، له رؤية طويلة المدى، وليس فقط تفاعلا سريعا".
لكنه أشار إلى معوّقات تواجه صناعة المحتوى في لبنان، أبرزها: "غياب الأطر المؤسسية أو القوانين التي تنظم هذا المجال وتحمي العاملين فيه."
وقال: "بعض الدول بدأت باتخاذ خطوات تنظيمية لحماية حقوق المؤثرين وتحويل هذا القطاع إلى صناعة قائمة بذاتها. أما في لبنان، فلا تزال التجربة فردية، تعتمد على الاجتهاد، رغم وجود طاقات خلاقة ومؤثرة"
0 تعليق