ذعر داخل واشنطن.. خطة ترامب لوقف الحرب ضد غزة تتهاوى بين تصلّب نتنياهو ورفض عربي متصاعد - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في تقرير ، أن دوائر صنع القرار في واشنطن تعيش حالة من الارتباك والقلق العميق، في ظلّ تزايد المؤشرات على تعثّر خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تضم عشرين بندًا وتهدف إلى إعادة رسم المشهد في غزة والمنطقة بعد الحرب.
ويقول المعلّق العسكري للصحيفة رون بن يشاي إن مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى كثّفوا مؤخرًا زياراتهم إلى تل أبيب في محاولة عاجلة لاحتواء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومنعه من توسيع العمليات العسكرية، لما قد يمثله ذلك من ضربة قاصمة للمسار الأمريكي الذي يراهن على “هدوء مؤقت” يمهّد لإطلاق مبادرة سياسية جديدة

تصدعات داخل واشنطن واعتراضات عربية

ويؤكد التقرير أن الخطة الأمريكية تواجه تحديات متشعّبة لا تقتصر على التعنت الإسرائيلي، بل تمتد إلى انقسامات داخل مؤسسات القرار الأمريكي نفسها، حيث تبرز خلافات حادّة بين الخارجية والبنتاغون والبيت الأبيض حول سبل التعامل مع ما بعد الحرب.
كما تواجه واشنطن اعتراضات عربية ودولية متزايدة على بعض البنود الحساسة في الخطة، لا سيما المتعلقة بـآليات إعادة إعمار غزة وترتيبات الحكم والإشراف الأمني بعد انتهاء القتال.


عقبة “المرجعية الفلسطينية”

ويشير بن يشاي إلى أن أبرز نقاط الخلاف تتمثل في رفض إسرائيل القاطع لأي دور للسلطة الفلسطينية في إدارة قطاع غزة، مقابل إصرار واشنطن على ضرورة وجود “مرجعية فلسطينية معترف بها دوليًا” لضمان الاستقرار وعدم ترك فراغ سياسي.
في المقابل، ترفض حركة حماس الشروط الأمريكية التي تتضمن نزع سلاحها بالكامل مقابل وعود غير مضمونة بالإعمار والمساعدات، معتبرة أن الخطة تمسّ جوهر القضية الفلسطينية وتُعيد إنتاج واقع الاحتلال بصيغة مختلفة.

تمويل غامض وتململ عربي

أما على صعيد التمويل، فيكشف التقرير أن الولايات المتحدة لم تنجح حتى الآن في إقناع الدول العربية الكبرى بتحمل الجزء الأكبر من كلفة إعادة الإعمار، خصوصًا في ظل غياب ضمانات حقيقية لوقف دائم لإطلاق النار، مما يزيد من الريبة والتردد العربي تجاه أي التزام مالي واسع.


سيناريوهات ما بعد التعثر

ويرى مراقبون – وفق التقرير– أن فشل خطة ترامب قد يُدخل المنطقة في مرحلة فراغ سياسي خطير، ويضع واشنطن أمام خيارات محدودة:
إما الضغط على نتنياهو لتقديم تنازلات مؤقتة، أو التراجع عن الخطة بالكامل وإعادة صياغتها بما يتوافق مع الواقع الميداني المتقلّب في غزة
ويحذّر التقرير من أن استمرار الجمود الحالي سيُضعف الموقف الأمريكي ويُفقد ترامب ورقة سياسية أساسية كان يسعى لتسويقها في حملته الانتخابية المقبلة كـ“مهندس سلام جديد في الشرق الأوسط”

سلام على الورق وواقع مشتعل

ويختتم التقرير بالإشارة إلى أن البيت الأبيض يدرك جيدًا أن فشل هذه الخطة لن يكون مجرد إخفاق دبلوماسي، بل انتكاسة استراتيجية للرئيس الأمريكي، في وقتٍ تبدو فيه غزة أبعد ما تكون عن أي سيناريو للتسوية أو الهدوء الدائم.
فـ“سلام ترامب”، كما يصفه بن يشاي، يبقى حبرًا على الورق في منطقةٍ تتبدّل فيها الوقائع أسرع من قدرة الخطط على الصمود.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق