في زمنٍ تتأرجح فيه أسعار الطاقة ككفّة ميزان، تبقى أنبوبة الغاز أكثر من مجرد أسطوانة فولاذية مملوءة بالغاز؛ إنها نبض يومي في حياة المصريين، وإحدى موازين الاقتصاد الشعبي، بين مطابخ البيوت وأفران الورش الشعبية، يقف المواطن متسائلًا: "بكام النهاردة؟"، لتتحول الإجابة إلى مرآة تعكس تفاعلات السوق، وتقلبات الجنيه، وصدمة الوقود العالمية.

سعر أنبوبة البوتاجاز في مصر اليوم الخميس 

مع بداية شهر يونيو، يواصل سعر أنبوبة البوتاجاز في مصر استقراره النسبي رغم المتغيرات الدولية في أسعار النفط والغاز، فبينما تشهد الأسواق العالمية توترات متزايدة، تمكن السوق المحلي من الحفاظ على توازن هش، مدفوعًا بمزيج من الدعم الحكومي وضوابط العرض والطلب.

وفقًا لأحدث البيانات، بلغ سعر الأسطوانة المنزلية (12.5 كجم) داخل المستودعات الحكومية 200 جنيه، إلا أن هذا السعر يرتفع لدى بعض التجار في الأسواق الخارجية ليصل إلى 230 جنيهًا، وهو فرق يعكس تفاوت تكاليف النقل والتوزيع بين المناطق المختلفة.

أما الأسطوانة التجارية (25 كجم) المستخدمة في المطاعم والمحال الكبرى، فشهدت تفاوتًا سعريًا يتراوح بين 350 و400 جنيه، بحسب موقع البيع ونفقات التوصيل، فيما بلغت الأسطوانة الصناعية الموجهة للمنشآت الإنتاجية الكبرى 12,000 جنيه، نتيجة الزيادة في تكاليف الشحن والوقود وتأثرها المباشر بأسعار النفط العالمية.

العوامل المؤثرة في أسعار أنابيب البوتاجاز 

العوامل المؤثرة في تسعير أسطوانات الغاز تتعدد، على رأسها تحرك أسعار النفط عالميًا، وتغير سعر صرف الجنيه المصري، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف النقل الداخلي، هذه المتغيرات تدفع الجهات المختصة إلى مراجعة الأسعار بصفة دورية، للحفاظ على توازن السوق وضمان استمرارية توفير المنتج دون تحميل المواطن أعباء إضافية تفوق قدرته الشرائية.

ورغم الجهود الحكومية لتعزيز توصيل الغاز الطبيعي للمنازل وتوسيع الشبكات، لا تزال الأسطوانات تمثل الخيار الأول لملايين الأسر، خصوصًا في المناطق الريفية أو التي لم تصلها شبكات الغاز بعد. ما يجعلها أداة لا غنى عنها للطهي والتدفئة وحتى في حالات الطوارئ.

المرونة في الاستخدام وسهولة النقل والتخزين، إلى جانب تطور تقنيات الأمان، جعلت من أسطوانات الغاز ركيزة للطاقة في كثير من البيوت والمشروعات الصغيرة، ومع استمرار الجدل حول تسعيرها، تبقى هذه الأسطوانة شاهدًا صامتًا على نبض اقتصاد يتأرجح بين الأزمات ومحاولات الاستقرار.