كلمات فاروق الأخيرة لـ محمد نجيب.. ماذا حمل الملك معه عند خروجه من مصر؟ - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كلمات فاروق الأخيرة لـ محمد نجيب.. ماذا حمل الملك معه عند خروجه من مصر؟ - بلس 48, اليوم الخميس 24 يوليو 2025 03:12 مساءً

في صباح 26 يوليو 1952، وصل رئيس الوزراء علي ماهر باشا إلى قصر رأس التين بالإسكندرية حاملًا وثيقة التنازل عن العرش إلى الملك فاروق، بناءً على إنذار الضباط الأحرار.

 نصت الوثيقة، التي صاغها المستشار سليمان حافظ تحت إشراف الدكتور عبد الرزاق السنهوري، على تنازل الملك عن العرش لابنه الرضيع أحمد فؤاد الثاني "نزولًا على إرادة الشعب"، وفقًا للنص الرسمي الذي ورد في الأمر الملكي رقم 65 لسنة 1952 3512. 

رفض فاروق في البداية التوقيع دون إضافة عبارة "وإرادتنا" إلى جانب "إرادة الشعب"، لكن سليمان حافظ أصرّ على الصياغة القانونية دون تعديل، وانتهى الأمر بتوقيع الملك في الساعة 12 ظهرًا.

حوار نجيب وفاروق على متن المحروسة 

بعد توقيع الوثيقة، غادر الملك قصر رأس التين في السادسة مساءً متجهًا إلى اليخت الملكي "المحروسة"، لكن اللواء محمد نجيب تأخر عن وداعه في الميناء بسبب ازدحام الطرق وضياع سائقه، الذي اتجه خطأً إلى ميناء خفر السواحل بدلًا من الميناء الملكي. 

وفقًا لشهادة نجيب في مذكراته "كنت رئيسًا لمصر"، استقلّ لنشًا حربيًا للوصول إلى اليخت في عرض البحر رغم تحذيرات زملائه من خطر التعرض لإطلاق نار من أنصار الملك. 

وعند صعوده إلى ظهر المحروسة، أدّى نجيب التحية العسكرية، وردّ فاروق التحية، ثم دار بينهما حوار تاريخي في جوّ من الصمت الثقيل، في حين تذكر نجيب قوله للملك: "أفندم، أنت تعرف أنني كنت الضابط الوحيد الذي قدم استقالته عام 1942 عندما حاصر الإنجليز قصر عابدين". أجاب فاروق: "نعم أتذكر". فردّ نجيب: "كنا مخلصين للعرش آنذاك، لكن أشياء كثيرة تغيرت". حينها قال فاروق جملةً بقيَت تراود نجيب طوال حياته: "أنتم سبقتموني بما فعلتموه، فيما كنتُ أريد أن أفعله" وفقا لمذكرات نجيب.

مشاهد الوداع

خلال الحوار، لاحظ فاروق أن الضابط جمال سالم يقف بعصاه تحت إبطه، فتوقف عن الكلام وأمره قائلًا: "أرمِ عصاك.. أنت في حضرة ملك!" في إشارة إلى ابنه الرضيع الملك الجديد. 

حاول سالم الاعتراض، لكن نجيب منعه، فالتزم الأخير بالأمر بعد أن ألقى العصاء "ووقف بصورة تنم عن اللامبالاة"، كما ورد في رواية اللواء محمد نجيب. 

وقبل المغادرة، طلب فاروق من نجيب الاعتناء بالجيش قائلًا: "هو جيش آبائي وأجدادي"، فردّ نجيب: "هو الآن في أيدٍ أمينة". في نهاية اللقاء، قال الملك لنجيب جملته الأخيرة: "مهمتك صعبة جدًا.. فليس من السهل حكم مصر". 

وعند الساعة 6:26 مساءً، غادر اليخت وسط إطلاق 21 طلقة مدفعية تحيةً للملك من قائد البحرية المصرية، بينما بكى أفراد حاشيته 19، في حين اصطحب فاروق معه 27 حقيبة تحتوي على ملابس صيفية فقط، ورفض تصويره خلال المغادرة، فالصور المتداولة تعود لفيلم "الله معنا" (1955) الذي جسّد المشهد بممثل.

السياق التاريخي والتداعيات

جاء تنازل فاروق بعد إنذارٍ وجهه له محمد نجيب نيابةً عن الضباط الأحرار، وصفه بأنه "سبب الفوضى وامتهان إرادة الشعب" في نصٍّ غاضب اتهمه فيه بحماية الفساد وهزيمة 1948. 

رغم ذلك، تشير شهادات مرافقيه إلى أنه رفض إشعال حرب أهلية، قائلًا: "مصر وطني، وإذا كان نزولي يحقق خيرها فليكن" . 

في المقابل، يذكر نجيب في مذكراته أن الحوار على اليخت كشف عن "هزيمة قاسية" للملك، وبعد عامٍ من الوصاية على عرش أحمد فؤاد، أُعلنت الجمهورية في 18 يونيو 1953، لتنتهي بذلك حقبةُ 150 عامًا من حكم أسرة محمد علي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق