نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اكتشاف أثري جديد يكشف ملامح التحول الديني في واحات الخارجة - بلس 48, اليوم الخميس 24 يوليو 2025 02:13 مساءً
كشفت البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار، والعاملة بمنطقة عين الخراب في واحات الخارجة بالوادي الجديد، عن بقايا المدينة السكنية الرئيسية التي تعود إلى الحقبة الانتقالية من الوثنية إلى المسيحية، في اكتشاف يُلقي الضوء على واحدة من أهم الفترات التاريخية والدينية في مصر.
وفي تصريح له، أكد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، أن هذا الاكتشاف يعكس ثراء وتنوع الحضارة المصرية، خاصة في الفترات التي شهدت تحولات كبرى في العقيدة والثقافة، مشيرًا إلى أن هذه النتائج تدعم الفهم العميق لتاريخ التسامح والتنوع الديني الذي عُرفت به مصر عبر العصور. كما شدد على استمرار دعم الوزارة الكامل للبعثات الأثرية في مختلف المحافظات، مثمنًا جهود الفرق المصرية في كشف المزيد من أسرار الحضارة القديمة.
من جانبه، أوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن الكشف يُعد من أهم الاكتشافات في منطقة واحات الخارجة، كونه يسلط الضوء على بدايات العصر القبطي في مصر، ويبرز أهمية الواحات الغربية كمراكز دينية واجتماعية بارزة في فترات تاريخية متعاقبة.
وأشار إلى أن البعثة تمكنت من الكشف عن المدينة السكنية بالكامل، بما في ذلك مبانٍ سكنية شُيدت من الطوب اللبن، بعضها مُغطى بالملاط، بالإضافة إلى مناطق خدمية تضم أفرانًا وأحواضًا لتخزين الحبوب، وأواني فخارية كبيرة مثبّتة في الأرض، إلى جانب قطع أثرية متنوعة من فخار وزجاج وأوستراكات ودفنات. كما تم العثور على جدارية فريدة تُصوّر السيد المسيح وهو يشفي أحد المرضى، في مشهد يجمع بين البعد الفني والديني.
وقالت الدكتورة سهام إسماعيل، مدير عام آثار الخارجة ورئيسة البعثة، إن الأعمال أسفرت كذلك عن اكتشاف بقايا كنيستين: الأولى مبنية بالطوب اللبن على الطراز البازيليكي، تضم صالة كبيرة وجناحين يفصل بينهما صف من الأعمدة، ومبانٍ خدمية في الجهة الجنوبية. أما الكنيسة الثانية، فهي أصغر حجمًا وتتميز بتصميم مستطيل، محاطة ببقايا سبعة أعمدة خارجية، وقد زُينت بعض جدرانها بكتابات قبطية، فيما تقع مبانٍ خدمية في جهتها الغربية.
وأضافت إسماعيل أن المؤشرات المعمارية والقطع المكتشفة تؤكد استخدام الموقع عبر عدة عصور، بدءًا من العصر الروماني، ومرورًا بالفترة القبطية المبكرة، وصولًا إلى العصر الإسلامي، مما يمنح الموقع قيمة أثرية وتاريخية فريدة ويعزز من مكانة واحات مصر ككنوز أثرية متعددة الطبقات.
0 تعليق