تزامناً مع اقتراب عيد الكريسماس، يتسائل الكثير من المسلمين حول حكم تهنئة المسيحيين بمناسبة أعياد
ميلادهم و مناسبتهم، فهل هذا الأمر به شيئاً من الحرمانية أم لا، وهذا ما سنرصده لكم خلال السطور الآتية في توضيح حكم تهنئة المسلمين للمسيحين في عيد الكريسماس ومناسبتهم.
ما حكم تهنئة غير المسلمين في عيد الكريسماس ؟
وتلقت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي سؤال من أحد السائلين ونصه: المسيحيون يهنئوننا في أعيادنا إذا كنا نرغب في المعيشة بينهم في ود وسلام، علمًا بأن طائفة الأحباش ترفض هذا بإباءٍ وشمم، وتعتبر أن في ذلك ارتكابًا لمعصية كبيرة، حيث إن النهي في رأيهم عن ذلك واضح وصريح بالقرآن والسنة والإجماع، وأصدروا فتوى بهذا الشأن؛ ودليلهم على ذلك قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا﴾ [الفرقان: 72]؟
دار الإفتاء: لا مانع شرعاً من تهنئة غير المسلمين في أعيادهم ومناسبتهم
وقالت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي: لا مانع شرعًا من تهنئة غير المسلمين في أعيادهم ومناسباتهم، وليس في ذلك خروج عن الدين كما يدَّعي بعض المتشددين غير العارفين بتكامل النصوص الشرعية ومراعاة سياقاتها وأنها كالجملة الواحدة.
وتابعت الدار: وقد قَبِلَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم الهدية من غير المسلمين، وزار مرضاهم، وعاملهم، واستعان بهم في سلمه وحربه حيث لم يرَ منهم كيدًا.
و كل ذلك في ضوء تسامح المسلمين مع مخالفيهم في الاعتقاد، ولم يفرق المولى عز وجل بين من المسلم وغير المسلم في المجاملة وإلقاء التحية وردها؛ مستشهدةً بقوله تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾ [النساء: 86]، والتهنئة في الأعياد والمناسبات ما هي إلا نوع من التحية.