نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أوسع هجوم روسي منذ بدء الحرب.. رسالة حادة للغرب - بلس 48, اليوم الاثنين 30 يونيو 2025 10:14 صباحاً
وتزامن الهجوم مع تصريحات روسية رفيعة أكدت أن الكرملين يرى فشل الغرب في تحقيق هدفه بـ"هزيمة روسيا استراتيجيًا"، وهو ما يرسّخ واقعًا ميدانيًا تتزايد فيه المؤشرات على إعادة تموضع عسكري روسي استعدادًا لمرحلة جديدة من المواجهة قد تكون أكثر شمولًا.
أوسع هجوم بالطائرات المسيّرة منذ 2022
أكد مسؤولون أوكرانيون أن الهجوم الجوي الروسي الذي وقع مؤخرًا يُعد الأكبر منذ بدء الحرب، حيث استُخدمت فيه مئات المسيّرات المسلحة إلى جانب صواريخ دقيقة التوجيه.
وقال الجيش الأوكراني إن طيّارًا قُتل إثر سقوط طائرته من طراز F-16 أثناء تصديه للهجوم، في خسارة اعتُبرت رمزية بالنظر إلى أهمية تلك الطائرات في حماية المجال الجوي الأوكراني.
وفي كييف، سُمعت أصوات المضادات الجوية، بينما سُجّلت انفجارات في خاركيف ودنيبرو شرق البلاد. وأصدر سلاح الجو الأوكراني تحذيرات من هجمات محتملة بمسيّرات في مناطق واسعة، ما يعكس اتساع نطاق التهديدات الجوية الروسية.
تقدم ميداني في دونيتسك
في موازاة التصعيد الجوي، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها سيطرت على بلدة في مقاطعة دونيتسك شرقي أوكرانيا، مؤكدة تكبيد القوات الأوكرانية خسائر فادحة، وتدمير عشرات الآليات والأسلحة الغربية، بما فيها محطة إلكترونية متقدمة للحرب الإلكترونية.
وقالت الوزارة إن هذه العمليات تأتي ضمن خطة موسعة لتعزيز مكاسب ميدانية، قد تعيد ترتيب أوراق التفاوض لاحقا، وفق الرؤية الروسية القائمة على أن الحل السياسي يجب أن يُبنى على توازن قوى لا على الإملاءات.
لافروف: الغرب فشل في إلحاق الهزيمة الاستراتيجية بروسيا
في موقف لافت يعكس قراءة موسكو لمسار الحرب، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الغرب "بدأ يُدرك أنه غير قادر على تحقيق هزيمة استراتيجية لروسيا"، مؤكدًا أن بلاده تواجه "مواجهة غير مسبوقة" مع الولايات المتحدة وحلفائها، حيث تُستخدم أوكرانيا كأداة في هذه المعركة.
لافروف أضاف أن روسيا لن تتراجع أمام العقوبات أو الضغوط، وأن العالم يمر بمرحلة خطيرة من التصعيد، لكن موسكو لا تزال تؤمن بأن الحل ممكن عبر مسارات دبلوماسية واقعية تراعي موازين القوى الجديدة.
بيسكوف: لا مفاوضات تحت التهديد
من جهته، شدد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، على أن بلاده "لن تُجبر على التفاوض بالقوة"، معتبرًا أن حزمة العقوبات الأوروبية الثامنة عشرة "لن تُغيّر شيئًا" في سلوك موسكو.
وأضاف أن سياسات الضغط لم تنهِ الحرب، بل أسهمت في تعقيدها وتعطيل فرص التسوية.
موسكو لن تتراجع… وأوكرانيا أمام عجز دفاعي
الكاتب والباحث السياسي بسام البني، وفي مداخلة مع التاسعة على سكاي نيوز عربية، أوضح أن روسيا باتت تعتبر التصعيد ضرورة استراتيجية، بعد أن وصلت الدبلوماسية إلى طريق مسدود. وقال: "روسيا تدرك أن التراجع في هذه المرحلة قد يعني نهاية مشروعها الاستراتيجي وفقدان هيبتها كقوة كبرى. لذا، فإنها ترى أن استمرار العمليات العسكرية هو الخيار الواقعي لتحقيق أهدافها بعد فشل المساعي الدبلوماسية".
وأشار البني إلى أن موسكو تسعى إلى فرض معادلة جديدة من خلال الهجوم الجوي الأخير، معتبرًا أن "المسيّرات أصبحت سلاحا حاسما في المعركة"، وكشف أن روسيا بدأت إنتاج ما يصل إلى 1.8 مليون طائرة مسيرة سنويا، مع الاستعداد لمضاعفة هذا الرقم، ما يضعف القدرة الغربية على مجاراة وتيرة الاستنزاف.
وبحسب البني، فإن الهجوم الأخير تضمن مسيّرات وهمية بنسبة كبيرة، بهدف إشغال الدفاعات الأوكرانية، إلى جانب أهداف خداعية داخل روسيا لاستدراج الهجمات، مشيرا إلى أن موسكو أظهرت تفوقا في "فن إدارة الصراع"، واستطاعت إرباك أنظمة الدفاع الغربية المتطورة.
وفيما حذر من خطر انزلاق أوروبي مباشر إلى ساحة القتال، قال إن روسيا مستعدة لأي سيناريو، لكنها لا تزال ترى أن "بوتين يريد السلام، لكن على أسس واضحة تضمن لروسيا ما لم يُضمن بالدبلوماسية".
العقوبات... ارتداد عكسي أم تحفيز داخلي؟
على صعيد العقوبات، اعتبر البني أن الغرب استنفد كل أدواته الاقتصادية دون أن يحقق النتائج المرجوة، بل قال إن العقوبات شكلت حافزا للصناعة الروسية، التي بدأت بالاعتماد على الذات وتوسيع إنتاجها المحلي في مجالات التكنولوجيا، الطيران، والصناعات المدنية والعسكرية.
وتابع: "كانوا يراهنون على إضعاف روسيا من الداخل، لكن الواقع اليوم يُظهر أن الشعب الروسي واجه الحصار بالعمل والإنتاج، وأن قطاعات جديدة نشأت لسد الفجوة التي تركتها الشركات الغربية".
وحول احتمال عقد لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب، رأى البني أن اللقاء لن يتم لمجرد اللقاء، بل إن الطرفين ينتظران "نضوج شروط واضحة وثوابت مشتركة يمكن البناء عليها".
وقال إن القنوات الدبلوماسية تعمل على تجهيز الأرضية، لكن "لا أحد يعرف متى ستصل اللحظة المناسبة".
أما في ما يتعلق بالدور التركي، فرأى البني أن أنقرة "تحاول تقديم نفسها كمنصة للوساطة"، لكن دون أن تمتلك أدوات قادرة على إقناع الطرفين بالجلوس. وأوضح أن تركيا تسعى للاستفادة من موقعها السياسي لانتزاع مكاسب رمزية في السياسة الدولية، لكن تعقيدات المشهد تتجاوز قدرتها الفعلية.
حرب باردة بطائرات ساخنة
بين تصعيد عسكري روسي واسع النطاق، وتراجع فعالية العقوبات الغربية، وانغلاق قنوات التفاوض، يبدو أن الصراع في أوكرانيا يتجه نحو مرحلة أكثر عنفًا وتعقيدًا.
روسيا تُظهر تصميمًا على الحسم وفق رؤيتها، وأوكرانيا تواجه استنزافًا في القدرات الدفاعية. أما الغرب، فيراهن على الزمن والعقوبات، في حين أن "الحل" لا يزال رهينة ميدان لم يُحسم، وديبلوماسية فقدت الوزن والتأثير.
0 تعليق