في تطور سياسي وعسكري لافت ينذر بمزيد من التصعيد، طالب وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بمنح حركة حماس مهلة لا تتجاوز 24 ساعة للرد على المقترح المحدّث لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مهدداً بإغلاق باب التفاوض نهائياً. 
وجاءت دعوة سموتريتش وسط إشارات واضحة إلى نية إسرائيل المضي قدماً في ضم شمال قطاع غزة، ما يثير مخاوف من تحولات جذرية في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

مهلة حاسمة لحركة حماس وتهديد بضم شمال غزة

قال سموتريتش خلال اجتماع أمني إسرائيلي، "أؤمن بوجود فرصة كبيرة الآن، يمكن البدء من شمال غزة، وهناك حديث جدي عن بناء ثلاث مستوطنات في المنطقة". 
وأضاف: "هناك من يتحدث عن ضم أمني، وأنا أقول فليكن، قائد الأركان قال قبل أسبوع إنه يجب ضم شمال غزة أمنياً لإسرائيل، وأعتقد شخصياً أن الفرصة سانحة الآن لتحقيق ذلك".

يأتي هذا التصريح في ظل حالة من الجمود في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، وسط تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع، وضغوط دولية متزايدة لدفع الطرفين نحو اتفاق.

واشنطن تضغط على حماس: صبرنا بدأ ينفد

في سياق متصل، نقلت شبكة CNN عن مصدرين مطلعين على سير المفاوضات، أن الإدارة الأميركية أبلغت حركة حماس بأن صبرها بدأ ينفد، داعية إياها لتقديم ردها على المقترح المحدّث في أقرب وقت.
وهددت واشنطن، بحسب المصدرين، بسحب ضماناتها بأن إسرائيل ستتفاوض على إنهاء الحرب خلال الهدنة، إذا لم تستجب حماس سريعاً للمقترح.

الحية يوافق بانتظار الداخل في غزة

ووفقاً لنفس المصدرين، فإن القيادي في حركة حماس خليل الحية أعرب عن دعمه للمقترح المعدّل، لكنه ينتظر موافقة القيادة الداخلية في غزة، في خطوة تعكس حجم التعقيدات السياسية والأمنية التي تحيط بعملية اتخاذ القرار داخل الحركة.

تفاؤل حذر من الوسطاء وتفاقم للأزمة الإنسانية

ورغم هذه الضغوط والتهديدات، يؤكد الوسطاء الولايات المتحدة ومصر وقطر أن هناك تفاؤلاً متزايداً بإمكانية التوصل إلى اتفاق قريباً، خاصة بعد حل العديد من نقاط الخلاف الأسبوع الماضي. 
كما شددوا على ضرورة الإسراع في التوصل لاتفاق، نظراً لتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، التي باتت تهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين.

حماس قد توافق خلال أيام

وفي مؤشر إيجابي محتمل، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مطلع على المفاوضات، مساء الأحد، أن حركة حماس قد تقبل المقترح المعدّل خلال أيام، مما يعزز فرص التهدئة المؤقتة، ولو أنها لا تعني بالضرورة نهاية للحرب.

تأتي تصريحات سموتريتش وتهديدات واشنطن في لحظة مفصلية من عمر الحرب على غزة، حيث تتقاطع الأجندات السياسية والعسكرية مع ضغط الشارع الدولي المتزايد لإنهاء الحرب. 
ورغم التفاؤل الحذر، فإن الساعات المقبلة ستكون حاسمة في تحديد اتجاه الأزمة، بين التهدئة أو التصعيد الكبير.