في تصعيد جديد يؤكد أن التوترات في الشرق الأوسط لم تهدأ بعد، أطلق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، تهديدات مباشرة ضد إيران، مشيراً إلى أن المواجهة بين الجانبين ما تزال مفتوحة. 
التصريحات جاءت عقب أيام من وقف إطلاق نار هش، أعقب 12 يوماً من أعنف المواجهات العسكرية بين إسرائيل وإيران، شهدت خلالها المنطقة ضربات جوية، وصواريخ بالستية، وتدخل أميركي غير مسبوق، ما دفع مراقبين إلى التحذير من احتمال اندلاع مواجهة شاملة في أي لحظة.

تهديد إسرائيلي مباشر: سنواصل المعركة

قال زامير خلال اجتماع أمني رفيع عقد الإثنين، إن المعركة مع إيران لم تنتهِ بعد، مشدداً على أن إيران أمام أعيننا، وسنواصل العمل على إضعاف ومنع قدراتها الاستراتيجية، سواء من داخل أراضيها أو عبر وكلائها في سوريا وحزب الله.
وأضاف: "على الجيش أن يكون مستعداً لمواصلة حملة شاملة ومعقدة، تتطلب جهوزية كاملة على عدة جبهات"، في إشارة إلى احتمالات تصاعد الصراع مجدداً في ظل أوضاع إقليمية غير مستقرة.

إيران تعلن الحصيلة: أكثر من ألف قتيل بينهم نساء وأطفال

في المقابل، كشفت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، الثلاثاء، عن حصيلة ثقيلة خلفتها الحرب الأخيرة، حيث أكدت مقتل 1062 شخصاً على الأقل، من بينهم 102 امرأة و38 طفلاً، نتيجة الغارات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت حيوية داخل إيران.

تفاصيل الحرب: من القصف النووي إلى الرد الصاروخي

انطلقت المواجهات يوم 13 يونيو، عندما شنت إسرائيل هجوماً جوياً مباغتاً على منشآت نووية إيرانية، أسفر عن مقتل قادة عسكريين بارزين وعدد من العلماء النوويين.
وردّت طهران بهجوم صاروخي مكثف استهدف مواقع عسكرية إسرائيلية، فضلاً عن منشآت حيوية في عدة مدن.

وفي 22 يونيو، دخلت الولايات المتحدة ساحة المعركة، عبر قصف مواقع نووية إيرانية، ما أدى إلى رد إيراني عنيف شمل إطلاق 14 صاروخاً على أكبر قاعدة جوية أميركية في الشرق الأوسط، إضافة إلى هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت قواعد أميركية في العراق.

وقف إطلاق نار مفاجئ بوساطة أميركية

وبعد تصعيد دراماتيكي استمر لأكثر من 12 يوماً، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشكل مفاجئ، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران. 
الإعلان جاء بعد ساعات فقط من الهجوم الإيراني المضاد، وأثار تساؤلات عديدة حول مستقبل الهدنة، وإمكانية تجدد الاشتباكات في حال فشل المساعي الدبلوماسية.

التصريحات الإسرائيلية الأخيرة، إلى جانب الحصيلة الدامية والدمار الواسع، تكشف هشاشة أي تهدئة مؤقتة في المنطقة. 
وبينما يترقب العالم خطوات الأطراف المعنية، تظل احتمالات التصعيد قائمة، خصوصاً في ظل تعقيدات المشهد الإقليمي، وغياب حل دبلوماسي شامل حتى الآن.