مع التطور السريع في مجال التكنولوجيا أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا في حياة المراهقين، وخصوصًا التطبيقات التي تعتمد على الحوار والتفاعل المتبادل مثل: ChatGPT، فهو سلاح ذو حدين، حيث يكون له دور في تعزيز التعليم الذاتي والوصول إلى المعلومات بسرعة ودقة مما يساعد المراهقين في التعرف على بعض الأفكار والموضوعات التي تشغل تفكيرهم، وهذا الأمر يُسهم في بناء ثقافة الاعتماد على النفس وتنمية الفضول الفكري، إلا أنه قد يؤدي أحيانًا إلى الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي بدلًا من البحث التقليدي أو التفكير النقدي.
ويمكن أيضًا لتطبيقات الذكاء الاصطناعي التأثير على المراهقين في اتخاذ قراراتهم، حيث تُعتبر مرحلة المراهقة فترة مليئة بالقرارات المختلفة والمصيرية، وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي في تقديم النصائح والإرشادات، وبالرغم من أن هذه النصائح قد تكون مفيدة، إلا أن الاعتماد عليها بشكل كامل قد يضعف قدرة المراهقين على التفكير المستقل أو تطوير مهارات اتخاذ القرار بناءً على تجاربهم الخاصة، كذلك لتطبيقات الذكاء الاصطناعي تأثير على الصحة النفسية والعاطفية للمراهقين، حيث يستخدمه البعض منهم كوسيلة للتعبير عن مشاعرهم أو البحث عن دعم نفسي وتلك الوسيلة مفيدة لتقديم استشارات أولية، إلا أنها لا تُعد بديلًا عن الدعم البشري أو الاستشارة المهنية فالاعتماد العاطفي على تطبيقات مثل ChatGPT قد يعزز الشعور بالعزلة الاجتماعية أو يقلل من قدرة المراهقين على بناء علاقات حقيقية وواقعية.
من ناحية أخرى تقوم تطبيقات الذكاء الاصطناعي بتشكيل السلوكيات الاجتماعية للمراهقين من خلال توفير ردود منظمة وبها نوعًا من اللطف والود وذلك يعلمهم أساليب جديدة للتواصل، لكنه على النقيض قد ينشئ تحديات مثل قيام المراهقين بالتقليد الأعمى للغة التطبيقات بدلًا من تطوير أسلوبهم الخاص، بالإضافة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي كوسيلة للهروب من التفاعل الاجتماعي المباشر، لكنه من خلال بعض النصائح يمكن تقليل مخاطر تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتعزيز إيجابياتها من خلال التوجيه العائلي والمدرسي حيث يلعب الأهل والمعلمون دورًا في تعليم المراهقين كيفية استخدام هذه التطبيقات بشكل إيجابي ومسؤول، وأيضا من خلال تعزيز التفكير النقدي لدى المراهقين لأنه من الضروري تعليمهم طرق تحليل المعلومات وعدم أخذ كل ما يُقدم لهم على أنه صحيح دون تمحيص، كذلك وضع حدود زمنية لتجنب الإدمان أو الإفراط في الاستخدام.
الخلاصة يمكن القول أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT أداة قوية لتطوير المعرفة ودعم المراهقين في اتخاذ قراراتهم، لكنها تحمل معها مخاطر تتعلق بالاعتماد المفرط عليها أو التأثير على الصحة النفسية والسلوك الاجتماعي؛ لذا يتطلب الأمر توجيهًا مستمرًا وتوازنًا بين استخدام التكنولوجيا والتفاعل الإنساني لتحقيق أكبر استفادة ممكنة.
0 تعليق