في لقاء هام جمع بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، تم الاتفاق على تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة تنظيم داعش في سوريا. وأكد أردوغان أن بلاده لن تتردد في اتخاذ إجراءات وقائية ضد جميع التنظيمات الإرهابية، مشيرًا إلى وحدات حماية الشعب الكردية وداعش على حد سواء.
في المقابل، شدد بلينكن على أهمية التحالف الدولي في القضاء على داعش، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى تحقيق توازن بين مواجهة الإرهاب وتجنب أي تصعيد يؤدي إلى صراعات جديدة.
تركيا: خطوات صارمة ضد وحدات حماية الشعب وداعش
تركيا، التي تصنف وحدات حماية الشعب الكردية كامتداد لحزب العمال الكردستاني، أعلنت عن سلسلة من العمليات العسكرية في شمال سوريا، تضمنت تدمير 12 شاحنة محملة بالصواريخ والأسلحة الثقيلة تابعة لهذه القوات.
وأكد مسؤول تركي أن هذه العمليات تهدف إلى "تطهير الإرهاب" وضمان عدم استخدام أي جماعة كواجهة لتحقيق أهداف تخدم أطرافًا أخرى.
واشنطن: قوات سوريا الديمقراطية شريك أساسي ضد داعش
على الجانب الآخر، تواصل واشنطن دعم قوات سوريا الديمقراطية، التي تمثل المكون الرئيسي في التحالف الدولي ضد داعش. ورغم التوتر مع تركيا، تعتبر الولايات المتحدة هذه القوات شريكًا حيويًا في تحقيق الاستقرار شمال سوريا ومنع عودة التنظيم الإرهابي.
وأشار بلينكن إلى أن واشنطن تدرك مخاوف تركيا الأمنية، لكنها ترى ضرورة في الحفاظ على التعاون مع القوات الكردية لتحقيق الأهداف المشتركة.
تطورات ميدانية تعيد تشكيل خريطة النفوذ في شمال سوريا
شهدت الأيام الأخيرة تطورات دراماتيكية شمال سوريا، حيث سيطرت قوات مدعومة من تركيا على مدينة منبج بعد انسحاب قوات سوريا الديمقراطية إلى شرق نهر الفرات.
ووفق مصادر في المعارضة السورية، فإن الانسحاب جاء كجزء من اتفاق أمريكي-تركي لتجنب التصعيد. ومع ذلك، تبقى التحركات العسكرية في المنطقة مؤشرًا على استمرار التوترات التي قد تعيد إشعال النزاع.
أردوغان يدعو إلى إعادة بناء المؤسسات في سوريا
في بيان رسمي، دعت الرئاسة التركية المجتمع الدولي إلى العمل بشكل مشترك لإعادة بناء المؤسسات السورية، معتبرة أن ذلك يعد خطوة أساسية نحو تحقيق الاستقرار في البلاد.
وأشار أردوغان إلى أن تركيا مستعدة لدعم أي جهود تهدف إلى تحويل سوريا إلى مكان آمن ومستقر، تديره حكومة شاملة تعكس تطلعات جميع مكونات الشعب السوري.
عودة داعش.. مخاوف دولية من استغلال الفراغ الأمني
حذر وزير الخارجية الأمريكي من محاولات تنظيم داعش استغلال الوضع الراهن لإعادة بناء قدراته في سوريا، خاصة في ظل الانسحاب الجزئي لبعض القوات الكردية وتصاعد العمليات العسكرية التركية.
وأكد بلينكن أن الولايات المتحدة عازمة على منع التنظيم من تحقيق أي مكاسب جديدة، مشيرًا إلى أن التحالف الدولي يواصل العمل على استهداف قادة التنظيم وبنيته التحتية.
خلفية النزاع: سنوات من الحرب وصراعات المصالح
على مدار 13 عامًا من الحرب، شهدت سوريا تحولات كبيرة في التحالفات العسكرية والسياسية. ورغم التعاون الأمريكي-التركي في دعم المعارضة السورية، ظلت قضية قوات سوريا الديمقراطية مصدر خلاف كبير بين الجانبين.
تركيا ترى في هذه القوات تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، بينما تعتبرها الولايات المتحدة عنصرًا أساسيًا في جهود محاربة داعش. وبين هذين الطرفين، لا يزال الشعب السوري يعاني من تداعيات النزاع الطويل وأزماته الإنسانية المتفاقمة.