في وقت تتصاعد فيه التوترات بين إيران والدول الغربية بشأن برنامج طهران النووي، أطلقت إيران تحذيرات شديدة اللهجة من مغبة إعادة فرض العقوبات الدولية، معتبرة أن هذه الخطوة لن تؤدي إلا إلى تعقيد الأزمة النووية وتعطيل أي جهود دبلوماسية. 
التصريحات جاءت عشية اجتماع مرتقب بين إيران ودول الترويكا الأوروبية، وسط تهديدات من لندن وباريس وبرلين باللجوء إلى آلية أممية لإعادة تفعيل العقوبات، في حال لم تحرز طهران تقدماً ملموساً في ملفها النووي.

تحذيرات إيرانية من تعقيد إضافي للملف النووي

قال كاظم غريب آبادي، نائب وزير الخارجية الإيراني، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام رسمية، إن إعادة فرض العقوبات الدولية لن تؤدي إلا إلى تعقيد الوضع المرتبط بالملف النووي الإيراني، مؤكداً أن مثل هذه التحركات تضر بالمسار الدبلوماسي وتعمّق الخلافات القائمة. 
وتأتي تصريحاته قبيل اجتماع حاسم مع الدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا، فرنسا، وألمانيا)، التي أبدت استعدادها لاستخدام آلية سناب باك لإعادة العقوبات الأممية ما لم تحقق إيران تقدماً بحلول نهاية أغسطس.

إيران ترفض المفاوضات المباشرة مع واشنطن

وفي تطور آخر، أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في مقابلة مع قناة فوكس نيوز، أن بلاده غير مستعدة حالياً للجلوس في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة. 
وقال عراقجي: "نحن منفتحون على المفاوضات، ولكن ليس المفاوضات المباشرة، نحن مستعدون للتعاون وفق إطار يضمن احترام السيادة وبناء الثقة".

وشدد عراقجي على استعداد إيران لاتخاذ إجراءات لبناء الثقة وتقديم ضمانات بأن برنامجها النووي سيبقى سلمياً، لكنه طالب في المقابل برفع العقوبات الغربية المفروضة على بلاده. 
وأضاف: "نحن نفضل المفاوضات غير المباشرة حالياً، لأن الثقة بين الطرفين منعدمة".

هجمات إسرائيلية وأمريكية ألحقت أضراراً جسيمة

واعترف عراقجي للمرة الأولى بتوقف أجزاء من البرنامج النووي الإيراني بسبب ما وصفه بـ"الأضرار الجسيمة" الناتجة عن الهجمات الإسرائيلية والأمريكية، لكنه شدد على أن إيران لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم، معتبراً ذلك حقاً سيادياً لا جدال فيه.

خلافات حادة حول تخصيب اليورانيوم

وتتركز الخلافات الأساسية بين طهران والغرب على قضية تخصيب اليورانيوم. 
فبينما ترى إيران أن من حقها التخصيب حتى نسبة 60%، تُصِرّ الدول الغربية والولايات المتحدة على أن ذلك يمثل انتهاكاً للاتفاق النووي ويقرب طهران من إمكانية تصنيع سلاح نووي.

https://www.tahiamasr.com/963182

وفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن إيران هي الدولة الوحيدة غير النووية التي تخصب اليورانيوم بهذا المستوى، متجاوزة السقف المحدد في الاتفاق النووي لعام 2015 وهو 3.67%. 
وتخشى الولايات المتحدة وإسرائيل من أن تسعى إيران إلى تطوير قنبلة نووية، وهو ما تنفيه طهران جملة وتفصيلاً، مؤكدة أن برنامجها لأغراض مدنية بحتة.