نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إطلاق «النفير العام» لحشد 50 ألف مقاتل من العشائر لمحاربة «الدروز»! - بلس 48, اليوم الاثنين 21 يوليو 2025 11:00 مساءً
خريطة العشائر السورية توضّح التوزّع القبليّ المعقّد بين البدو والريف والكُرد والتركمان
دمشق تصف ما جرى في السويداء بـ"الخرق الفاضح"، وتؤكّد: أولوية بسط السيادة!
إسرائيل تُعلن مساعدة الدروز.. وتربط دخول قوات سورية إلى السويداء بتهدئة الاشتباكات
الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. و"فولكر" يطالب بتحقيق عاجل في الانتهاكات الجماعية
"جنبلاط" يدعو لحوار شامل بين مكوّنات السويداء والدولة السورية.. ويرفض الحماية الإسرائيلية
وئام وهاب يتراجع عن التصعيد.. ويدعو إلى تبادل أسرى واحتواء الاشتباكات دون ثأر أو انقسام
تشهد محافظة السويداء السورية، منذ 13 يوليو موجة عنف غير مسبوقة بين مسلحين دروز وعشائر بدوية، أسفرت عن مقتل حوالي 600 شخص، بينهم 300 من الدروز (منهم 154 مدنياً)، و257 من القوات الحكومية، و18 من البدو، بالإضافة إلى 3 من عشائر البدو و15 من القوات الحكومية جراء قصف إسرائيلي.
كما تسببت الاشتباكات في نزوح أكثر من 80 ألف شخص، معظمهم من البدو، بعد هجمات انتقامية وإحراق منازل في أحياء مثل المقوس وريف السويداء الغربي، وأعلن الشيخ عبد المنعم الناصيف، رئيس مجلس القبائل والعشائر السورية، النفير العام، داعياً حوالي 50 ألف مقاتل من 41 قبيلة وعشيرة، تمثل 70% من سكان سوريا، للتوجه فوراً إلى السويداء لإنقاذ البدو من "مجازر" نسبت إلى ميليشيات تابعة للشيخ حكمت الهجري.
واتهمت العشائر هذه الميليشيات بارتكاب جرائم قتل وإبادة وتهجير قسري، مؤكدة أن تدخلها "واجب أخلاقي وقبلي"، كما حذرت من تدخل الدولة السورية أو عرقلة تحركات المقاتلين، معتبرة ذلك انحيازًا للجهة المعتدية. وأعلنت عشائر عربية من الأردن والعراق ولبنان نيتها إرسال مقاتلين لدعم البدو في السويداء.
بدأت الأحداث إثر حادثة سلب طالت تاجراً درزياً (فضل الله دوارة)، على طريق دمشق- السويداء، تلتها عمليات خطف متبادلة بين الدروز والبدو، مما أشعل مواجهات مسلحة استخدمت فيها أسلحة ثقيلة، وتدخلت القوات الحكومية لفض النزاع، لكنها انحازت لبعض التقارير إلى البدو، مما زاد التوترات.
وبعد انسحابها بناءً على اتفاق مع وجهاء دروز، تصاعدت أعمال العنف مجدداً، مع اتهامات متبادلة بارتكاب مجازر، ورغم لهجته التحريضية الأولية، دعا وئام وهاب، رئيس حزب التوحيد العربي في لبنان، إلى تبادل سريع للأسرى ووقف الاشتباكات، مستنكراً الاعتداء على المدنيين وتدمير الممتلكات، وأكد أن الانتقام مرفوض، وأن العدالة هي السبيل للرد على الانتهاكات.
وفي تصريحات سابقة وجّه وئام وهاب انتقادات حادة لبعض أبناء السويداء، ووصف بعضهم بـ"الخونة"، ملوّحًا بخطر من يدخل إلى المحافظة، جاء ذلك بعد انتشار مشاهد مثيرة للجدل، تضمنت حلق شوارب عدد من الشيوخ الدروز، إضافة إلى حالات إعدام نُسبت لأطراف مسلحة خارجة عن القانون، ودعا وهاب إلى تهدئة الوضع، مطالبًا بإجراء عملية تبادل أسرى بين جميع الأطراف، ووقف الاشتباكات المتصاعدة في المحافظة.
تشير التقارير إلى تحركات أمنية حاشدة غير معلنة على أطراف السويداء، مع استمرار الاشتباكات بين مقاتلي العشائر والميليشيات المحلية. المدينة تعاني من دمار واسع، حيث نُهبت متاجر، أُحرقت منازل، وتكدست الجثث في الشوارع، مع انقطاع خدمات المياه والكهرباء، وتواجه السويداء أزمة إنسانية وأمنية حادة، مع تصاعد التوترات الطائفية بين الدروز والبدو، وتدخلات إقليمية معقدة، خاصة من إسرائيل.
وحاولت القوات السورية التدخّل لفضّ الاشتباكات في السويداء، لكنها قوبلت بمقاومة شديدة من مجموعات درزية مسلّحة، ما أدى إلى انسحابها من المحافظة، وذلك قبل الضربة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مقر وزارة الدفاع ومحيط القصر الرئاسي في دمشق. وفي الوقت نفسه، لوّحت إسرائيل بالتدخل العسكري "لحماية الدروز"، بينما شهدت مناطق في الداخل الفلسطيني قيام بعض الدروز باختراق حواجز أمنية تضامنًا مع أهاليهم في السويداء.
مجموعات رئيسية
وتنقسم العشائر إلى ثلاث مجموعات رئيسية، وهي: القبائل البدوية الكبرى في دير الزور، والحسكة، والرقة، وريف حمص، بينما تتمركز العشائر الريفية والزراعية في حلب، وإدلب، وحماة، وريف دمشق. وتتمثل العشائر في شرق البلاد بالعشائر الكردية، والتركمانية، والديرية في الحسكة، والقامشلي، وعفرين، ومنبج. وأبرز العشائر العربية هي: العكيدات، والبكيرات، والعواملة، والعبيد، وتتركز في شمال وشرق السويداء.
وأكد حكّام سوريا أن ما جرى من أعمال عنف بعد انسحاب القوات الحكومية يمثل "خرقاً واضحاً للتفاهمات"، واتهم بيان الرئاسة ما دعاه بـ"المجموعات الخارجة عن القانون" بارتكاب جرائم مروّعة تم توثيقها دولياً. وأكدت الرئاسة على ضرورة "تمكين الدولة من بسط سيادتها وتطبيق القانون داخل المدينة".
يأتي هذا في وقت تتحدث فيه تقارير عن تحركات أمنية حاشدة غير معلنة على أطراف مدينة السويداء، بعد أقل من 24 ساعة من إعلان القوات الحكومية انسحابها من المحافظة، يوم الخميس، لإعطاء "الفرصة للتهدئة"، تزامناً مع القصف الإسرائيلي الذي استهدف مبنى أركان الجيش ومحيط القصر الرئاسي في العاصمة دمشق. إلا أن إسرائيل أعلنت أنها ستسمح لقوات سورية بدخول محافظة السويداء بعد تصاعد الاشتباكات، كما أعلنت الخارجية الإسرائيلية عن مساعدات بنحو مليوني شيكل (حوالي 600 ألف دولار)، تشمل أغذية وإمدادات طبية للدروز في السويداء. وسبق أن أرسلت مساعدات إنسانية للدروز بعد اتفاق الهدنة في مارس الماضي.
جنبلاط يتحدث
من جانبه، طالب مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، بفتح تحقيق عاجل في أعمال العنف الأخيرة في السويداء، مؤكدًا ضرورة وقف سفك الدماء والعنف فورًا. وشدّد تورك على أن الانتقام والثأر ليسا حلًّا، مشيرًا إلى تقارير موثقة لانتهاكات واسعة النطاق، تشمل إعدامات وقتلًا خارج القانون، وأعمال خطف وتدمير ممتلكات خاصة، إضافة إلى نهب منازل واعتداءات أخرى.
وأوضح تورك أن من بين الأطراف المتورطة في هذه الانتهاكات عناصر من القوى الأمنية، وأفراد مرتبطين بالسلطة الانتقالية، إلى جانب مسلحين محليين من أبناء المنطقة، بينهم دروز وبدو. وأكد أن هذه الممارسات تشكّل خرقًا خطيرًا للقانون الدولي، ما يستوجب تحركًا سريعًا لمحاسبة المسئولين عنها، داعيًا جميع الأطراف إلى احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني دون استثناء أو تمييز.
من جهته، أكّد وليد جنبلاط، الرئيس السابق لـ"الحزب التقدمي الاشتراكي" في لبنان، ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار بشكل عاجل، والدخول في حوار بين جميع المكونات الدينية والسياسية والطائفية مع الدولة السورية. ودعا إلى وضع خطة واضحة لضبط الأمن في محافظة السويداء، ثم العمل على دمج المسلحين الدروز ضمن صفوف الجيش السوري أو الشرطة، بما يضمن الاستقرار ويمنع التصعيد.
وفي تصريحات إعلامية، حذر جنبلاط من أن التدخل الإسرائيلي في أحداث السويداء لا يهدف لحماية الدروز، بل لتأجيج الفتنة بينهم وبين باقي مكونات المجتمع السوري، ما يهدد بتحويل الصراع إلى حرب أهلية مفتوحة. وأكد أن إسرائيل لا تحمي أحدًا، بل تسعى فقط لخدمة مصالحها، حتى إنْ استخدمت في سبيل ذلك بعض القوى الدولية الكبرى، داعيًا لرفض أي حماية خارجية بأي ذريعة.
وعقب اجتماع استثنائي للهيئة العامة للمجلس المذهبي لطائفة الموحّدين الدروز، قال جنبلاط إن على الجميع تحكيم العقل قبل الانجرار وراء ردود الفعل العاطفية أو الخطابات الغاضبة. وأضاف: "نحن مذهب العقل والحكمة، وإذا دخلنا في باب الإدانات فهي كثيرة"، مقترحًا وقفًا فوريًا لإطلاق النار، وإطلاق حوار سوري- سوري، إلى جانب تشكيل لجنة تحقيق محايدة لكشف الانتهاكات ضد المدنيين.
كما طالب جنبلاط بوقف الحملات التحريضية في لبنان والخارج، مستنكرًا الدعوات إلى قطع الطرقات، متسائلًا: "نحن نقطع الطرقات على من؟ على أهلنا وأنفسنا؟"، مؤكدًا أن التصعيد الشعبي لن يخدم القضية، بل قد يدفع باتجاه مزيد من الفوضى والانقسام. وأكد ضرورة التهدئة وفتح قنوات تواصل بين العقلاء، لتجنّب تكرار الكوارث التي شهدتها البلاد خلال السنوات الماضية.
اقرأ أيضاًشيخ «الدروز» في لبنان: نحمل الدولة السورية مسؤولية معالجة ما وصلت إليه الأمور من انفلات
الداخلية السورية: قواتنا تستعد لإعادة الانتشار في السويداء للسيطرة على القتال بين الدروز والبدو
0 تعليق