أكد اللواء أشرف أمين، مساعد وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمني المختص في مكافحة الإرهاب، أن حركتي «حسم» و«لواء الثورة» تعدان من الأذرع العسكرية التابعة لتنظيم الإخوان، وكان لهما دور واضح أثناء فترة حكم الجماعة.

وأوضح مساعد وزير الداخلية الأسبق، في تصريحات خاصة لـ «الأسبوع»، أن هذه التنظيمات بدأت في التراجع والاختفاء تدريجيًا، لكن جهاز الأمن الوطني ظل يتابع عناصرها بدقة شديدة، لأنها عادة ما تكون خاملة ثم تعاود النشاط في توقيتات معينة، مستهدفة شخصيات ومؤسسات داخل الدولة.

الأمن الوطني يتحرك في توقيت دقيق

وأضاف أن تحرك الأمن الوطني ضد هذه الخلايا جاء في توقيت دقيق، ليؤكد للعالم قدرة الشرطة المصرية على التصدي للإرهاب، خاصة بعد محاولات عديدة لإرباك البلاد عبر الشائعات وتصدير الأزمات واستغلالها لبث العناصر الإرهابية.

وأشار إلى أن ما جرى مؤخرًا يعكس يقظة الدولة، خاصة في ظل عدم استبعاد تورط دول بعينها في محاولة إعادة تنشيط تلك المجموعات، بما في ذلك العائدون من مناطق الصراع مثل سوريا وليبيا، لافتًا إلى أن ما يحدث في الساحة السورية وفشل استهداف مصر في أوقات سابقة يؤكد وجود بدائل تُستخدم ضد الدولة المصرية.

استغلال الأوضاع الاقتصادية ومحاولات بث الفوضى

وأوضح أن مثل هذه التنظيمات تحاول استغلال الظروف الاقتصادية للبلاد، وهو ما يستوجب تحركًا إيجابيًا من وزارة الداخلية وجهاز الأمن الوطني، مؤكدًا في الوقت نفسه وجود تنسيق كبير بين القوات المسلحة والشرطة في مكافحة الإرهاب.

وأكد اللواء أشرف أمين أن مواجهة الإرهاب تتطلب متابعة مستمرة وتوقعًا للهجمات قبل وقوعها، وهو ما تحقق في هذه العملية، حيث كانت الخلية تستعد لتنفيذ عمليات إرهابية ضد شخصيات ومنشآت، وهو نفس التوجه الذي اشتهرت به حركة «حسم» في عملياتها السابقة، بما في ذلك اغتيال النائب العام ومحاولات الاستهداف التي أعقبت فض اعتصام رابعة.

وأشار إلى أن من بين قادة «حسم» خلال فترة نشاطها كان الإرهابي همام عطية، الذي تم تصفيته في عام 2015.

دخول العناصر المصرية ومتابعتهم

وأكد الخبير الأمني المختص في مكافحة الإرهاب، أن بعض العناصر المعروفة والتي تملك الحق القانوني في دخول مصر لا يمكن منعها من الدخول طالما أنها تحمل الجنسية المصرية، لكن تتم متابعتها عن كثب إذا كانت تحوم حولها الشبهات.

وأوضح أن الأجهزة الأمنية تجري فحصًا دقيقًا للعائدين من بعض الدول، خصوصًا إذا كانت لهم سوابق أو مطلوبين في قضايا إرهابية، مشيرًا إلى أن هذه الفئة توضع تحت المجهر الكامل وتخضع لرقابة أمنية مشددة.

دور أجهزة استخبارات خارجية

وأشار إلى أن هناك عناصر تنتمي إلى حلقات تنظيمية تتسلل أحيانًا من دول صديقة، بعد أن تم إعدادها بواسطة أجهزة مخابرات خارجية تستهدف الدولة المصرية، موضحًا أن هذه العناصر يتم الدفع بها بهدف إنهاك مؤسسات الدولة.

ونبّه إلى أن هذه المحاولات لا تقتصر على الشق الأمني فقط، بل تمتد إلى شن ضغوط اقتصادية، وإطلاق شائعات، وتضخيم أزمات داخلية بهدف إثارة الفتنة وبث الاضطراب داخل المجتمع، مؤكدًا أن عودة النشاط الإرهابي بهذا الشكل هو دليل على أن مصر ما زالت مستهدفة بشكل مباشر.

وشدد على أن يقظة أجهزة المعلومات، وعلى رأسها جهاز الأمن الوطني، لعبت دورًا محوريًا في التصدي لمحاولات إعادة إحياء الحركات والتنظيمات الإرهابية، مؤكدًا أن هذه اليقظة هي الضمانة الرئيسية لإخماد مثل تلك المحاولات.

تعاون المواطن مع الأمن ضرورة وطنية

وقال اللواء أشرف أمين، إن أجهزة الأمن لا تعتمد فقط على مصادرها، بل تستند أيضًا إلى تعاون المواطنين، مشددًا على أهمية الإبلاغ الفوري عن أي ملاحظات أو ملحوظات يراها المواطن المصري، لأن ذلك يُعد من أقوى وسائل الدعم للأجهزة الأمنية.

وأضاف أن الأمن لا يمكنه العمل بمفرده، بل يتطلب الأمر تعاونًا دائمًا بين المواطن والشرطة، موضحًا أن هذا التعاون يسهم بشكل مباشر في تحقيق نتائج أمنية فعالة، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها الدولة.

وأشار إلى أن مصر في حاجة ماسة لهذا التعاون، مستشهدًا بتجارب سابقة مثل اللجان الشعبية، ومواقف متعددة لعب فيها المواطن دورًا كبيرًا في رصد عناصر خطرة، مما ساعد على إحباط العديد من المخططات.

اقرأ أيضاًبعد إحباط مخطط «حسم».. خبير أمني يكشف لـ«الأسبوع» مستقبل التنظيمات الإرهابية في مصر

حدث وأنت نائم| إحباط مخطط حركة حسم الإرهابية.. وتخفيف عقوبة حبس البلوجر روكي أحمد

العشري يشيد بيقظة الأمن ويؤكد تفكيك خلية «حسم» صفعة جديدة لقوى الفوضى