أعمال هدم في البيت الأبيض تثير موجة غضب في أمريكا.. ما الذي يحدث في قصر الشعب؟ - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في مشهد صادم وغير معتاد انتشرت صورة صادمة لحفارة تقوم بتمزيق أجزاء من البيت الأبيض، ويتناثر حوله ركام مما أثار موجة من الغضب الواسعة داخل الولايات المتحدة. فما الذي يحدث في بيت الشعب؟ 

بناء قاعة رقص في البيت الأبيض

يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى وضع لمسة جديدة في البيت الأبيض من خلال بناء قاعة رقص جديدة ضخمة،  وبناء عليه يتم هدم جزء من الجناح الشرقي للبيت الأبيض، ويهدف هذا المشروع، الذي تبلغ تكلفته 250 مليون دولار، ومساحته 90 ألف قدم مربع، إلى توسيع قدرة البيت الأبيض على استضافة الفعاليات بشكل كبير.

تُصوّر إدارة ترامب المشروع على أنه تعزيز تاريخي للقدرات المؤسسية للرئاسة، وهو ما يتماشى مع التقليد العريق لتجديدات البيت الأبيض التي قام بها الرؤساء السابقون. وقد أكد البيت الأبيض أن تمويل قاعة الاحتفالات خاص، بتبرعات من ترامب نفسه، ورجال أعمال، وشركات راعية. 

932.png
من أعمال الهدم في البيت الأبيض

في بيانٍ صدر يوم الثلاثاء، وصف البيت الأبيض رد الفعل العنيف بأنه "غضبٌ مُفتعل" من "اليساريين المُختلين عقليًا وحلفائهم من مُروجي الأخبار الكاذبة". وأضاف البيت الأبيض أن هذه الإضافة "جريئة" و"ضرورية" للحفاظ على "المقر التنفيذي منارةً للتميز الأمريكي". 

بدأت فرق البناء تفكيك الجناح الشرقي يوم الاثنين، رغم أن اللجنة الوطنية لتخطيط العاصمة لم تمنح الموافقة على قاعة الرقص نفسها. ووفقًا لإذاعة NPR، صرّح رئيس اللجنة، ويل شارف، وهو أيضًا مساعد لترامب، في اجتماع عُقد في سبتمبر بأن اللجنة لا تملك صلاحية الهدم أو تحضير الموقع، وإنما فقط "البناء الرأسي". 

في حدث أقيم في الغرفة الشرقية مع فريق البيسبول بجامعة ولاية لويزيانا، أقر ترامب بالضوضاء الناجمة عن أعمال البناء التي تحدث "خلفنا مباشرة"، وأضاف: "لقد أرادوا قاعة رقص لمدة 150 عامًا، وأنا أمنح هذا الشرف لهذا المكان الرائع". 

938.png
ترامب- من أعمال الهدم في البيت الأبيض

تجديد البيت الأبيض

ستتميز قاعة الرقص، بثريات كريستالية وأعمدة كورنثية مذهبة ونوافذ مقوسة تطل على الحديقة الجنوبية. وأشارت إذاعة NPR إلى أن سعتها المقررة للجلوس قد زادت من 650 إلى 999 ضيفا منذ يوليو. 

قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت في يوليو إن المكاتب في الجناح الشرقي - التي تستخدمها تقليديا السيدة الأولى والموظفين الآخرين - سيتم نقلها أثناء البناء وسيتم "تحديث الجناح وتجديده". 

وتعكس هذه الخطوة أيضًا الطموحات الأوسع لإدارة ترامب لإعادة تعريف الجماليات الرئاسية، كما رأينا في التغييرات السابقة بما في ذلك الديكور الذهبي في المكتب البيضاوي ورصف حديقة الورود. 

وأشار البيت الأبيض أيضًا إلى أن الرؤساء قاموا بتجديد وتوسيع وتحديث البيت الأبيض لأكثر من قرن من الزمان، مسلطًا الضوء على العديد من التغييرات على مر السنين. 

موعد الانتهاء من قاعة البيت الأبيض

لم يُعلن عن موعد محدد لانتهاء أعمال التجديد، لكن البيت الأبيض صرح في يوليو بأنه من المتوقع الانتهاء من أعمال البناء "قبل نهاية ولاية ترامب بوقت طويل". وتنتهي ولاية ترامب في يناير2029. 

وفيما ذكرت صحيفة  The Hill الأمريكية نقلاً عن إد لينجل، الذي شغل منصب كبير المؤرخين في جمعية البيت الأبيض التاريخية من عام 2016 إلى عام 2018، قوله إن التغييرات السابقة التي أجراها ترامب، مثل تركيب أعمدة العلم على الحديقة الشمالية والحديقة الجنوبية، وإعادة تزيين المكتب البيضاوي والتغييرات في حديقة الورود، لم تكن "شيئًا غير عادي" وأن الرؤساء عبر التاريخ "وضعوا بصمتهم الشخصية على البيت الأبيض".

وأكد أن الأمر غير المسبوق في هذا هو بناء قاعة الرقص. لم يسبق أن حدث شيء كهذا من قبل. وأعتقد أنني أستطيع قول ذلك بثقة تامة. لم يسبق أن حدث  شيء بهذا الحجم، ولا حتى قريبًا منه

فيما أكد مسؤولون في الإدارة أن المشروع هو جزء من تقليد طويل من الرؤساء الذين يقومون بتحديث وتغيير المبنى لتناسب احتياجاتهم. وأشار البيت الأبيض إلى بناء الجناح الغربي عام 1902، وتوسيع الجناح الغربي وبناء الجناح الشرقي عام 1933، وإعادة تأهيل الجزء الداخلي للمبنى عام 1948، وإضافة صالة بولينج في الطابق السفلي عام 1973، وأعمال عام 2009 التي حولت ملعب تنس إلى ملعب لكرة السلة.

عاصفة من الانتقادات 

هذا، وأصدرت جمعية مؤرخي العمارة بيانًا في أواخر الأسبوع الماضي أعربت فيه عن "قلقها البالغ" بشأن مشروع قاعة الرقص، قائلة إن الاقتراح يجب أن يخضع "لعملية تصميم ومراجعة صارمة ومتعمدة".

أشار مسؤولو البيت الأبيض مرارًا وتكرارًا إلى أن تكلفة قاعة الرقص ستُغطى من قِبل المتبرعين، وليس من قِبل دافعي الضرائب. وأقام ترامب الأسبوع الماضي حفل عشاء في البيت الأبيض للمانحين للمشروع، والذي ضمّ ممثلين عن مايكروسوفت وجوجل وبالانتير وشركات أخرى، بالإضافة إلى شخصيات ثرية مثل ستيفن شوارزمان، الرئيس التنفيذي لشركة بلاكستون، وكاميرون وتايلر وينكلفوس.

وقد أثار الجانب المتعلق بالمانحين المزيد من الانتقادات من جانب الديمقراطيين، الذين يرون في الأمر فرصة للأفراد الأثرياء للوصول إلى البيت الأبيض عن طريق إصدار شيك.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق