أسعار النفط تواصل الارتفاع بدعم من مخاوف الإمدادات وتفاؤل بشأن اتفاق واشنطن وبكين - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في وقتٍ تتقاطع فيه السياسة بالاقتصاد، وتتصاعد فيه الأزمات الجيوسياسية من الشرق إلى الغرب، عاد الذهب الأسود ليتصدر المشهد مجددًا، مدعومًا بقلق عالمي من نقص الإمدادات وتفاؤل حذر بأن تُعيد المحادثات التجارية بين واشنطن وبكين بعض الاستقرار إلى الأسواق المتقلبة.

أسعار النفط العالمي 

شهدت أسواق النفط العالمية انتعاشًا ملحوظًا صباح الأربعاء، إذ واصلت الأسعار ارتفاعها للجلسة الثانية على التوالي بنسبة تجاوزت 1.5%، في ظل حالة من الترقب تسود أوساط المستثمرين نتيجة تنامي المخاطر المتعلقة بالإمدادات، وتزايد الآمال حول انفراجة مرتقبة في النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين.

ووفقًا لبيانات التداول، قفزت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 94 سنتًا لتسجل 62.26 دولارًا للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 92 سنتًا ليصل إلى 58.16 دولارًا للبرميل، في استمرار لمسار الصعود بعد أن لامس الخامان أدنى مستوياتهما منذ خمسة أشهر في بداية الأسبوع.

ويعزو خبراء الطاقة هذا الانتعاش إلى حزمة من العوامل أبرزها المخاوف المتزايدة من اضطراب الإمدادات النفطية، عقب تأجيل القمة المنتظرة بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، إلى جانب القيود الغربية المفروضة على شراء النفط الروسي في عدد من الدول الآسيوية، ما أعاد الحديث عن هشاشة توازن السوق.

وفي هذا السياق، أشار موكيش ساهديف، الرئيس التنفيذي لشركة “إكس أناليستس” للاستشارات، إلى أن «وفرة المعروض وضعف الطلب لم يمنعا استمرار الأسعار فوق مستوى 60 دولارًا، نظرًا لبقاء المخاطر الجيوسياسية في مناطق الإنتاج الحساسة مثل روسيا وفنزويلا والشرق الأوسط».

كما يراقب المتعاملون عن كثب تطورات المباحثات التجارية بين واشنطن وبكين، حيث من المنتظر أن يلتقي مسؤولون من البلدين في ماليزيا هذا الأسبوع، وسط تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفيد بأنه يتوقع التوصل إلى اتفاق “عادل” مع نظيره الصيني شي جينبينغ خلال لقائهما المرتقب في كوريا الجنوبية.

وفي موازاة ذلك، أعلنت وزارة الطاقة الأمريكية أنها تدرس شراء نحو مليون برميل من النفط الخام لإعادة ملء الاحتياطي الاستراتيجي، في خطوة تهدف إلى استغلال الأسعار الحالية لتعزيز المخزون الوطني، بينما أشارت تقارير معهد البترول الأمريكي إلى تراجع مخزونات الخام والبنزين ونواتج التقطير في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي، ما دعم اتجاه الصعود في الأسواق.

ويؤكد مراقبون أن استمرار هذه المؤشرات الإيجابية قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الانتعاش النسبي في أسعار النفط، وإن كانت التحديات العالمية المتعلقة بالعرض والطلب لا تزال تلقي بظلالها على مستقبل السوق خلال الربع الأخير من العام.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق