تقرير: أكثر من 40% من مشاريع وكلاء الذكاء الاصطناعي ستُلغى بنهاية عام 2027 - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تقرير: أكثر من 40% من مشاريع وكلاء الذكاء الاصطناعي ستُلغى بنهاية عام 2027 - بلس 48, اليوم الأحد 20 يوليو 2025 10:42 مساءً

تشهد تقنية وكلاء الذكاء الاصطناعي اهتمامًا متزايدًا عالميًا، مدفوعة بالضجة الإعلامية والوعود الكبيرة بإمكاناتها المستقبلية، ومع ذلك كشف تقرير حديث صادر عن شركة جارتنر (Gartner) عن تحديات خطيرة تهدد مستقبل هذه التقنية.

فقد كشف التقرير أن أكثر من 40% من مشاريع وكلاء الذكاء الاصطناعي لن ترى النور بحلول نهاية عام 2027، ويرجع السبب في ذلك إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها: ارتفاع التكاليف، وضعف العائد الاستثماري، وعدم وضوح القيمة التجارية، إضافة إلى غياب ضوابط فعالة لإدارة المخاطر.

ولكن لماذا يُعدّ هذا الأمر مهمًا؟

لطالما سارعت شركات التكنولوجيا الكبرى مثل: أمازون، وأوراكل، و Salesforce، إلى تبني حلول وكلاء الذكاء الاصطناعي، وهي عبارة عن أنظمة تتميز بقدرتها على إنجاز الأهداف واتخاذ الإجراءات بنحو مستقل دون تدخل بشري مباشر، وقد استثمرت هذه الشركات مليارات الدولارات في هذه التقنية، مدفوعةً بالآمال في تعزيز هوامش الربح وتحسين التكاليف.

ولكن مع الزخم الكبير المحيط بهذه التقنية، يحذر تقرير جارتنر من أن السوق يشهد ظاهرة تُعرف باسم (غسيل الوكلاء) Agent Washing، التي تتمثل في أن العديد من الشركات تقوم بإعادة تسمية منتجاتها الحالية، مثل المساعدين الافتراضيين وروبوتات الدردشة، على أنها (وكلاء ذكاء اصطناعي) دون امتلاكها للقدرات الفعلية التي تميز هذا النوع من الأنظمة.

وتُقدر جارتنر أن 130 شركة فقط من بين الآلاف من الشركات المزودة بحلول وكلاء الذكاء الاصطناعي، هي شركات حقيقية تقدم قيمة فعلية، ويشير ذلك إلى وجود ضجيج كبير في السوق لا يعكس بالضرورة الابتكار الحقيقي أو القيمة المضافة.

الواقع مقابل الضجة.. تحديات التنفيذ على نطاق واسع:

 

كشف التقرير أن معظم مشاريع وكلاء الذكاء الاصطناعي في الوقت الراهن لا تتجاوز كونها تجارب مبكرة أو (نماذج إثبات مفهوم) مدفوعة بنحو كبير بالضجة الإعلامية والتوجهات السوقية بدلًا من الاحتياجات الفعلية، وغالبًا ما تُطبق بطريقة غير صحيحة.

وقد أوضحت أنوشري فيرما، مديرة المحللين في جارتنر، أن هذا الأمر يُصعّب على المؤسسات إدراك التكلفة الحقيقية والتعقيد المرتبط بنشر وكلاء الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع، مما يؤدي إلى توقف هذه المشاريع قبل وصولها إلى مرحلة الإنتاج. وأكدت فيرما ضرورة تجاوز الضجة لاتخاذ قرارات إستراتيجية وحذرة حول مكان وكيفية تطبيق هذه التقنية الناشئة.

استثمار المؤسسات في وكلاء الذكاء الاصطناعي وتوجهات السوق:

كشف استطلاع أجرته مؤسسة جارتنر في يناير 2025، وشمل أكثر من 3,400 مشارك من المشاركين في ندوة عبر الإنترنت، عن رؤى حول مستويات الاستثمار في وكلاء الذكاء الاصطناعي، إذ أفاد 19% من المشاركين أن مؤسساتهم استثمرت بحذر في وكلاء الذكاء الاصطناعي.

فقد ذكر 42% من المشاركين أن استثمارات مؤسساتهم في هذه الأنظمة كانت متحفظة، في حين أفاد 8% من المشاركين أن مؤسساتهم لم تقم بأي استثمارات في هذا المجال، كما أكد 31% منهم أن مؤسساتهم اتخذت نهج الانتظار والترقب لأنها كانت غير متأكدة من خططها الاستثمارية في هذا المجال.

وتشير هذه النتائج إلى أن قطاعًا كبيرًا من المؤسسات لا يزال في المراحل المبكرة من استكشاف أو تبني حلول وكلاء الذكاء الاصطناعي، مع وجود نسبة كبيرة تُفضل الحذر أو لم تتخذ قرارًا بعد، مما يعكس حالة من عدم اليقين والتردد في السوق تجاه هذه التقنية.

آفاق وكلاء الذكاء الاصطناعي.. قيمة تجارية وتحولات مستقبلية:

في ظل هذه التحديات الأولية، لا يزال يمثل التوجه نحو الوكلاء قفزة نوعية في قدرات الذكاء الاصطناعي والفرص السوقية، إذ يُتوقع أن تساهم هذه التقنية في تعزيز كفاءة الموارد، وأتمتة المهام المعقدة، وتقديم ابتكارات تجارية جديدة تتجاوز قدرات روبوتات الأتمتة المبرمجة والمساعدات الافتراضية.

وتُشير توقعات جارتنر إلى تحولات كبيرة في المستقبل القريب، فبحلول عام 2028، ستُتخذ نسبة تبلغ 15% على الأقل من قرارات العمل اليومية بنحو مستقل من خلال وكلاء الذكاء الاصطناعي، مقارنة بنسبة قدرها 0% في عام 2024.

كما ستتضمن نسبة تبلغ 33% من تطبيقات برمجيات المؤسسات تقنيات وكلاء الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2028، مقارنة بأقل من 1% في عام 2024، وتشير هذه التوقعات إلى أن السوق لا يزال يرى إمكانات كبيرة في هذه التقنية، لكن النجاح سيعتمد بنحو كبير على قدرة المطورين والشركات على تجاوز التحديات الحالية المتعلقة بالتكاليف، وتقديم قيمة تجارية واضحة، وتطوير نماذج أكثر نضجًا وقدرة على التعامل مع المهام المعقدة.

ولتحقيق أقصى استفادة من وكلاء الذكاء الاصطناعي، يوصي خبراء جارتنر بتبني هذه التقنية فقط عندما تحقق قيمة واضحة أو عائدًا على الاستثمار (ROI) ملموسًا، ومراعاة التعقيد الفني لإدماج الوكلاء في الأنظمة القديمة، الذي قد يُعطل سير العمل ويتطلب تعديلات مكلفة، وكذلك إعادة التفكير في سير العمل من الألف إلى الياء باستخدام وكلاء الذكاء الاصطناعي كمسار مثالي للتنفيذ الناجح.

وتؤكد فيرما أن تحقيق قيمة حقيقية من وكلاء الذكاء الاصطناعي يتطلب من المؤسسات التركيز في إنتاجية المؤسسة ككل، بدلًا من مجرد تعزيز المهام الفردية، وتقترح البدء باستخدام وكلاء الذكاء الاصطناعي عندما تكون هناك حاجة إلى اتخاذ قرارات مستقلة، وأتمتة سير العمل الروتيني لتحرير الموظفين من المهام المتكررة وتمكينهم من التركيز في أعمال ذات قيمة عالية. وأوضحت أن الهدف الأسمى، من ذلك، هو تحقيق قيمة تجارية من خلال تحسين عوامل رئيسية مثل التكلفة، والجودة، والسرعة، والنطاق.

الخلاصة:

يشير تقرير جارتنر إلى أن تقنية وكلاء الذكاء الاصطناعي لا تزال في مرحلة التجريب والتشكل، وتواجه تحديات حقيقية تتعلق بالنضج الفني والعائد التجاري. ومع التوقعات بزيادة الاعتماد عليها في الأعمال، فإن كثيرًا من الشركات قد تكون أمام مفترق طرق حرج بين مواصلة الاستثمار أو إعادة التقييم. وينبغي على المؤسسات التي تسعى إلى تبني هذا التقنية أن تعتمد مقاربات مدروسة، وتتحرى القيمة الفعلية بدل من الانسياق وراء العناوين الجذابة.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق