عملاقة حوض برميان المفلسة تغزو سوق أسهم قطاع النفط - ترند نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

اقرأ في هذا المقال

  • أشهرت شركة تكساس باسيفيك لاند إفلاسها في 1888
  • ارتفعت أسهم الشركة 3 أضعاف في عام 2024
  • الشركة بنت نموذج أعمال متطور قائم على الذكاء الاصطناعي
  • تكساس باسيفيك تمتلك قاعدة عملاء متنوعة

نجحت أسهم شركة تكساس باسيفيك لاند (Texas Pacific Land) في أن تصبح واحدةً من بين الأعلى تحقيقًا للمكاسب في قطاع النفط، بعد أن ظلّت الشركة تعاني منذ نشأتها ولسنوات طويلة حتى أشهرت إفلاسها.

واستطاعت الشركة التي تقع غالبية حيازاتها من الأراضي في حوض برميان بالولايات المتحدة، بناء نموذج أعمال متطور ومتنوع قائم على الذكاء الاصطناعي، ويشمل تأجير أراضيها مترامية الأطراف إلى شركات النفط والغاز، وتبادل التجارة معهم.

ووفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، صعدت أسهم الشركة بنحو 200% منذ بداية العام الحالي حتى إغلاق جلسة تداولات الـ21 من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

ولم تكتفِ تكساس باسيفيك لاند بالعمل مع قطاع النفط، بل امتدت قاعدة بيانات عملائها لتشمل عملاءً في قطاعات طاقة الشمس والرياح وبطاريات تخزين الكهرباء، من بين أنشطة أخرى عدة.

وعلى الرغم من أن عدد موظفيها لا يتجاوز 100 موظّف، إلا أن قيمتها السوقية تزيد على 40 مليار دولار، متخطيةً بذلك شركات عملاقة مثل الخطوط الجوية الأميركية وهاليبرتون لخدمات الطاقة.

شركة مفلسة.. ولكن!

أصبحت شركة تكساس باسيفيك لاند التي أفلست في عام 1888 صاحبة أحد أعلى الأسهم أداءً في قطاع النفط، بل وأفضل القطاعات أداءً خلال العام الجاري (2024)، وفق تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.

فقد قفزت أسهم تكساس باسيفيك لاند 3 أضعاف منذ بداية عام 2024 وحتى الآن، على الرغم من أسعار النفط المتقلبة، بفضل سياساتها التطويرية لأراضيها الواقعة في حوض برميان، وهو أكثر مناطق الاستكشاف الغزيرة بالإنتاج في الولايات المتحدة.

ونجحت تكساس باسيفيك لاند في بناء نموذج أعمال تجاري مربح عبر بيع المياه إلى شركات استخراج النفط في صحراء غرب تكساس، ثم منح تلك الشركات أماكن للتخلص من مياه الصرف الصحي التي تندفع إلى السطح إلى جانب النفط.

كما تضيف تكساس باسيفيك لاند شركات تصنيع بطاريات ومزارع رياح، ومصفوفات شمسية، وشركات تعدين البيتكوين، ومشروعات احتجاز الكربون إلى قائمة المستأجرين لأراضيها.

أحد المشروعات في حوض برميان
أحد المشروعات في حوض برميان - الصورة من "وول ستريت جورنال"

بداية الإدراج

أُدرِجَت تكساس باسيفيك لاند على مؤشر "ستاندارد أند بورز 500" هذا الأسبوع؛ ما منح دفعةً قويةً أخرى إلى أسهمها في قطاع النفط، وانعكس بدوره على قيمة رأسمالها السوقي الذي ارتفع إلى 40 مليار دولار بعد أن أصبحت أسهمها رائجةً ومطلوبة لدى الصناديق الضخمة التي تتبع المؤشر الواسع.

وبالنسبة لمعظم سنواتها التي ظلت فيها مدرَجة في بورصة نيويورك، والبالغة 136 سنة، كانت تكساس باسيفيك لاند في بداياتها صندوقًا أُسِس في المقام الأول لتصفية حيازات الأراضي المملوكة لشركة سكك حديدية.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة تكساس باسيفيك تاي غلوفر البالغ من العمر 39 عامًا: "نحن لا نستعين بالبنوك كثيرًا، ومن الصعب الحصول على تغطية مالية إذا كنت لا تستعين بالبنوك".

ولا تتحمل تكساس باسيفيك لاند التي تحولت إلى شركة في عام 2021 أية أعباء ديون، وليس لديها حتى خطوط ائتمان، كما أنها لا تستعين بخبراء مصرفيين استثماريين لشراء أو بيع الأراضي.

قطار قديم يحمل اسم شركة تكساس باسيفيك
قطار قديم يحمل اسم شركة تكساس أند باسيفيك - الصورة من trains

مظاهر الرقمنة غائبة

حينما انضم غلوفر إلى فريق العمل في الشركة خلال عام 2011، لم يكن هناك أية أجهزة حاسوب، أو حتى أية مظاهر رقمنة تنم عن شركة متطورة.

لكن غلوفر تفاجًا بأجهزة الآلات الكاتبة المنتشرة في مكاتب الشركة إضافةً إلى الخرائط المطبوعة على لفافات الورق الكبيرة التي لونها المديرون لتتبع الحيازات الواسعة المملوكة للشركة.

وقد صُدِم غلوفر كذلك بحجم مساحة تلك الحيازات وتركزها في حوض برميان الذي يُعد مركزًا لإنتاج النفط في الولايات المتحدة.

وفي أعقاب قرن من تأسيسها، ما تزال تكساس باسيفيك لاند تمتلك قرابة ثُلث المساحات التي خصصتها الحكومة لطرق السكك الحديدية والبالغة 3.5 مليون هكتارات، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

*(الهكتار = 10 آلاف متر مربع).

بداية مرحلة جديدة

بدأت مرحلة جديدة في تكساس باسيفيك لاند بانضمام تاي غلوفر إلى فريق العمل؛ إذ كانت لديه أسباب تُلهِب فيه الحماسة، أبرزها منتجو الطاقة الذين جمعوا بين الحفر الأفقي والتكسير الهيدروليكي؛ ما نتج عنه ارتفاع مستويات إنتاج الخام.

وقد ترقّى غلوفر إلى منصب الرئيس التنفيذي للشركة، ليأخذ على عاتقه مسؤولية تحديث نظام الملفات الورقية في الشركة، والاستعانة بموظفين أكفاء وذوي خبرات في مجالات الطاقة والقانون والهندسة والهيدرولوجيا.

وسرعان ما بدأت الشركة تستعمِل الطائرات المسيرة والتصوير بالأقمار الصناعية وبرامج اكتشاف التغييرات مع إرسال موظفين إلى الصحراء لمنع التعدي على ممتلكاتها.

وأشار غلوفر إلى إن شركات الحفر كانت تتجنب في السابق التعامل مع شركته لسنوات؛ نظرًا لأنها كانت تستغرق مدة طويلة جدًا لإنجاز أي شيء بوساطة عمالها؛ مشيرًا إلى أن البعض بدأ يحفر ويركب بنية تحتية دون أن يدفع للشركة أية أموال.

زيادة الإيرادات

قال غلوفر إن "مجرد وجود كوادر عمالية ملائمة لمواكبة تطورات الصناعة المتسارعة نتج عنه تدفق ضخم للإيرادات"، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

كما شرعت الشركة في تأسيس شركة مياه من أجل تزويد منتجي النفط؛ وهو ما زاد تدفق الإيرادات ومكّن من تنفيذ أنشطة الحفر في المناطق الجافة.

ويعني تنفيذ المزيد من أنشطة الحفر بالنسبة للشركة استئجار المزيد من الأراضي والأنابيب وخطوط الربط الكهربائي؛ كما فتحت الشركة مناجم في الصخور وباعت مادة الكاليش، وهي مادة اسمنتية طبيعية تُستعمَل في بناء الطرق.

ودفعت تلك التوسعات في الأعمال المساهمين في تكساس باسيفيك لاند إلى تشجيعها على التحول إلى شركة، وهو ما حدث بالفعل في عام 2021، لتصبح أسهمها مؤهلة للإدراج على المؤشرات واسعة النطاق.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

1.تكساس باسيفيك تتحول إلى أحد أعلى الشركات أداءً في أسهم قطاع النفط من وول ستريت جورنال.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق