شهدت مدينة إيلات، أقصى جنوب إسرائيل، مساء الأحد، توترًا أمنيًا مفاجئًا بعد اقتراب طائرة مسيّرة معادية من أجواء المدينة، ما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار وتعليق حركة الطيران مؤقتًا في مطار إيلات.

وأعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية أن صفارات التحذير دوت في المدينة ومحيطها عقب رصد جسم جوي مجهول يُشتبه بأنه مسيّرة، بينما أفادت وسائل إعلام عبرية بأن الدفاعات الجوية أطلقت صواريخ اعتراضية لاعتراض الهدف في سماء المنطقة.

ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مصادر أمنية قولها إن سلاح الجو الإسرائيلي تمكن من اعتراض المسيّرة فوق البحر الأحمر، دون تسجيل إصابات أو أضرار مادية، وأوضحت الصحيفة أن حادثة التسلل تسببت في تعطل هبوط طائرة ركاب إسرائيلية كانت على وشك الهبوط في مطار إيلات، حيث تم توجيهها إلى مسار بديل لحين انتهاء حالة الإنذار وفتح المجال الجوي مجددًا.

وأكد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن المسيّرة التي تم اعتراضها أُطلقت من الأراضي اليمنية، في إشارة إلى جماعة الحوثي التي أعلنت مرارًا استهدافها مواقع إسرائيلية دعمًا لغزة منذ اندلاع الحرب الأخيرة في القطاع.

ويأتي هذا الحادث بعد سلسلة هجمات مشابهة استهدفت مناطق في البحر الأحمر والعقبة، ما يعزز المخاوف الإسرائيلية من اتساع نطاق التهديدات القادمة من الجبهة الجنوبية البعيدة.

ويرى محللون عسكريون في تل أبيب أن وصول مسيّرة إلى مشارف إيلات يشكل تطورًا مقلقًا، إذ يُظهر قدرة الحوثيين على تجاوز مئات الكيلومترات وبلوغ العمق الإسرائيلي، رغم المراقبة الجوية الكثيفة في المنطقة.

الحادثة، بحسب مراقبين، تعكس هشاشة أمنية متزايدة في سماء الجنوب الإسرائيلي، وتؤكد أن الحرب في غزة باتت تمتد تداعياتها إلى جبهات بعيدة، ما يفرض على إسرائيل إعادة تقييم جاهزيتها الدفاعية في مواجهة تهديدات المسيرات طويلة المدى.