دعت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات حقيقية لمحاسبة إسرائيل على الجرائم المستمرة بحق الشعب الفلسطيني. وقالت الوزارة إن حقوق الإنسان الفلسطيني لا يجب أن تكون مستثناة من الحماية الدولية، مشيرة إلى أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي ينتهك بشكل سافر كافة الحقوق الإنسانية للشعب الفلسطيني، بدءًا من الحق في الحياة وصولًا إلى الحق في العيش بحرية وأمان.
وشددت الوزارة على أن هذه الذكرى تتزامن مع مرور 76 عامًا على جريمة التطهير العرقي المعروفة بالـ النكبة، التي حولت الشعب الفلسطيني إلى لاجئين في وطنهم وشتات حول العالم. وقالت إن هذا التاريخ، الذي يذكر الفلسطينيين بخيانة المجتمع الدولي لهم، يجب أن يكون محفزًا لاتخاذ خطوات جادة نحو وضع حد لهذا الاحتلال الممنهج.
الإبادة الجماعية في غزة: استشهاد الآلاف وتشريد الملايين
تزامن بيان الخارجية الفلسطينية مع اليوم الـ430 من بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي أسفر عن استشهاد أكثر من 44,664 فلسطينيًا، بينهم 17,581 طفلًا و12,048 امرأة، بالإضافة إلى آلاف المصابين. وأكدت الوزارة أن الأرقام المفزعة تشير إلى حجم المعاناة الإنسانية والكارثة التي يعيشها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال.
كما أضافت الوزارة أن العدوان الإسرائيلي لم يقتصر على استهداف المدنيين فحسب، بل أدى أيضًا إلى تهجير أكثر من 1.9 مليون فلسطيني من منازلهم في غزة، في محاولة لتهجير قسري ممنهج. هذا الوضع الصعب يواصل الضغط على الحياة اليومية للفلسطينيين ويعمق المأساة الإنسانية التي يعيشونها منذ أكثر من سبعة عقود.
أهمية محاسبة إسرائيل على جرائمها: دعوة للعدالة الدولية
طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية الأمم المتحدة والمحاكم الدولية بتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية في محاسبة إسرائيل على الجرائم المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني، وتحديدًا في قطاع غزة. وأكدت الوزارة على أنها ستستمر في تكثيف جهودها الدبلوماسية والقانونية على كافة الأصعدة لضمان وقف العدوان الإسرائيلي، إضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني في غزة وإنهاء حالة التهجير القسري.
كما دعت الوزارة إلى ضرورة توفير الحماية القانونية اللازمة لجميع الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، مشيرة إلى أن الشعب الفلسطيني يعيش في حالة من العوز الشديد، خاصة في ظل الحصار المفروض على غزة والاعتداءات المستمرة على المدنيين والمرافق المدنية.
دور المجتمع الدولي في دعم القضية الفلسطينية
في الوقت الذي يعاني فيه الفلسطينيون من الاحتلال الإسرائيلي والانتهاكات المستمرة لحقوقهم الإنسانية، يبقى دور المجتمع الدولي في تقديم الدعم السياسي والإنساني للفلسطينيين حاسمًا. وعلى الرغم من القرارات الدولية التي تُندّد بالاحتلال الإسرائيلي، إلا أن الإجراءات الفعلية لفرض الحماية الدولية على الشعب الفلسطيني تبقى غائبة، ما يجعل هذه التنديدات غير كافية لوضع حد للأزمة المستمرة.
ونوهت وزارة الخارجية الفلسطينية إلى أن إحياء اليوم العالمي لحقوق الإنسان هذا العام يتطلب من المجتمع الدولي اتخاذ خطوات حقيقية لوقف الجرائم الإسرائيلية. وقالت الوزارة إن "العدالة لا تتحقق بمجرد إظهار الاهتمام بالحقوق الإنسانية، بل تحتاج إلى إجراءات حاسمة على أرض الواقع".