في خطوة اعتُبرت بارقة أمل لإنهاء أزمة دامت لسنوات، وقعت الحكومة الكونغولية وحركة "23 مارس" في العاصمة القطرية الدوحة على إعلان مبادئ يهدف إلى وقف دائم لإطلاق النار وبسط سيادة الدولة الكونغولية على كامل أراضيها، وسط إشادة دولية بدور قطر في تسهيل المفاوضات وتوفير مناخ حاضن للسلام. 
الإعلان يمثل حجر أساس لمرحلة جديدة من الشراكة الوطنية والمصالحة، ما قد يفتح الباب أمام سلام مستدام في بلد مزقته الصراعات المسلحة لعقود.

تحديات مفاوضات معقدة.. لكن النتيجة واعدة

قال وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية، محمد بن عبد العزيز الخليفي، إن المفاوضات التي سبقت توقيع إعلان المبادئ شهدت تحديات عديدة، لكنها أثمرت في النهاية عن وثيقة تؤسس لسلام دائم وشامل.
وأضاف أن قطر تثمّن روح المسؤولية العالية التي أظهرها الطرفان خلال المحادثات، وهو ما ساهم في الوصول إلى هذا الاتفاق التاريخي.

خارطة طريق للسلام والمصالحة الوطنية

وأكد الوزير القطري أن الاتفاق الموقع في الدوحة لا يمثل فقط خطوة سياسية، بل هو خارطة طريق عملية نحو المصالحة الوطنية وإعادة بناء الثقة بين الأطراف الكونغولية. 
كما شدد على أن الوثيقة "تنص على وقف دائم للعنف والهجمات"، ما يُمهّد لبيئة آمنة تُتيح المجال لانطلاق مفاوضات مباشرة تهدف إلى التوصل إلى اتفاق سلام شامل ونهائي.

قطر: مرحلة جديدة من الشراكة الكونغولية

من أبرز ما جاء في تصريحات الخليفي، أن "إعلان المبادئ يؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة بين جميع مكونات المجتمع الكونغولي".
وأشار إلى أن الوثيقة تسعى إلى إعادة ترتيب العلاقات الداخلية في البلاد على أسس من التفاهم، والعدالة، وتكافؤ الفرص، مؤكداً أن السلام لا يتحقق فقط بإيقاف البنادق، بل بإعادة بناء الدولة على قاعدة توافق وطني.

قطر وسيط فاعل في النزاعات الإقليمية

لعبت قطر دوراً محورياً في تقريب وجهات النظر بين الحكومة الكونغولية وحركة "23 مارس"، وهو ما أشار إليه وزير الدولة في الخارجية قائلاً: "جهودنا لن تتوقف، وسنواصل دعمنا حتى نصل إلى اتفاق سلام شامل بالكونغو". 
كما أكد أن هناك آليات مفصلة لمتابعة تنفيذ إعلان المبادئ بما يضمن جدية التنفيذ ومصداقية الأطراف.

نحو سيادة كاملة للدولة الكونغولية

ينص الاتفاق الموقع على وقف شامل لإطلاق النار وبسط سيادة الدولة على كامل أراضيها، ما يُعدّ خطوة مفصلية في إعادة الاعتبار لمؤسسات الدولة الكونغولية وإنهاء ظاهرة الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون، والتي طالما أرهقت البلاد وشعوبها.

بارقة أمل لأفريقيا

تفتح هذه الخطوة التاريخية نافذة جديدة للسلام في منطقة كانت من أكثر مناطق أفريقيا اضطراباً، وتؤكد من جديد أهمية الدبلوماسية الهادئة والبناءة التي تنتهجها قطر في حل النزاعات. 
وفي وقت تنتظر فيه الشعوب الكونغولية تحقيق الأمن والاستقرار، يضع هذا الإعلان اللبنة الأولى نحو دولة موحدة، تنعم بالسلام وتعمل على تنمية مستدامة لجميع أبنائها.